فأما الحلف عليه بالأكل فممنوع ، قال nindex.php?page=showalam&ids=35الحسن بن علي رضي الله عنهما : الطعام أهون من أن يحلف عليه .
(الثالث: يرفق برفيقه في القصعة فلا يقصد أن يأكل زيادة على ما يأكله، فإن ذلك حرام إن لم يكن موافقا لرضا رفيقه مهما كان الطعام مشتركا) ، فإن لكل منهما حقا لا يتعداه، (بل ينبغي أن يقصد الإيثار) أي: يؤثر رفيقه على نفسه (ولا يأكل ثمرتين في دفعة) واحدة وهو القران المنهي عنه ; لأن فيه إجحافا برفيقه مع ما فيه من الشره المزري (إلا إذا فعلوا ذلك) فيوافقهم وحينئذ فلا إجحاف (أو استأذنهم) فأذنوا له، فيجوز، وتقوم مقام صريح الإذن قرينة تغلب على الظن رضاهم، ولا يكفي إذن واحد من الشركاء، بل يشترط إذن الكل .
قال الحافظ ابن حجر: وهذا يقوي مذهب من يصحح هبة المجهول. روى nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد والستة من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر : nindex.php?page=hadith&LINKID=652275 " نهى عن الإقران إلا أن يستأذن الرجل أخاه". هكذا هو لفظ الحديث. قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: والصواب القران بلا ألف، وقال الحافظ: وهي اللغة الفصحى، وهكذا جاء عند nindex.php?page=showalam&ids=14724الطيالسي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد، والنهي للتنزيه إن كان الآكل مالكا مطلق التصرف، وإلا فالتحريم. وقال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال: هو الندب مطلقا عند الجمهور لأن الذي يوضع للأكل سبيله سبيل المكارمة لا التشاح لاختلاف الناس في الأكل، والأرجح الأول، ومثل التمرتين اللقمتان كما صرح به ابن العربي.
(وإن قلل رفيقه) من الأكل انقباضا وحياء (بسطه ورغبه في الأكل وقال له: كل) هكذا هو بضم الكاف أمر من أكل يأكل، أصله: أأكل، وسمعت بعض الأعراب بمصر يقول لرفيقه إذا تأخر عن الأكل: " كل " بكسر الكاف ويظنه كل من سمعه لحنا، وعندي أنه مختصر من واكل من المواكلة، والله أعلم .
قلت: ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم بزيادة: " لتعقل عنه " أي الكلمة التي يتكلم بها كان يعيدها ثلاث مرات ليتدبرها السامعون ويرسخ معناها في القوة العاقلة .
(فليس من الأدب الزيادة عليه) أي: على الثلاث (فأما الحلف عليه بالأكل) كما هو عليه عامة الناس اليوم (فممنوع، قال nindex.php?page=showalam&ids=35الحسن بن علي -رضي الله عنهما-: الطعام أهون من أن يحلف عليه) ، وقال مرة: أيسر من أن يدعى إلى ذلك يعظم حق المؤمن، وقد كان nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد بن أبي عروبة بهذه المنزلة لم يكن يعرض على إخوانه الطعام، ولكن كان يظهره ويعرضه، فكان اللحم مسلوخا معلقا، والخبز موجودا ظاهرا، وكان ذلك مشاعا في منزله لمن أراد تناوله. وكان nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري يقول: إذا زارك أخوك فلا تقل له: أقدم إليك؟ ولكن قدم إليه ما عندك، فإن أكل وإلا فارفعه .