وفي حديث يونس النبي صلى الله عليه وسلم أنه زاره إخوانه فقدم إليهم كسرا وجز لهم بقلا كان يزرعه ثم قال لهم: كلوا ، لولا أن الله لعن المتكلفين لتكلفت لكم .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك رضي الله عنه وغيره من الصحابة أنهم كانوا يقدمون ما حضر من الكسر اليابسة وحشف التمر ويقولون : لا ندري أيهما أعظم وزرا الذي يحتقر ما يقدم إليه أو الذي يحتقر ما عنده أن يقدمه .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن أبي وائل أنه قال : مضيت مع صاحب لي نزور nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان فقدم إلينا خبز شعير وملحا جريشا ، فقال صاحبي : لو كان في هذا الملح سعترا كان أطيب ، فخرج nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان فرهن مطهرته وأخذ سعترا ، فلما أكلنا قال صاحبي : الحمد لله الذي قنعنا بما رزقنا ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان : لو قنعت بما رزقت لم تكن مطهرتي مرهونة .
هذا إذا توهم تعذر ذلك على أخيه أو كراهته له ، فإن علم أنه يسر باقتراحه ويتيسر عليه ذلك فلا يكره له الاقتراح فعل nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رضي الله عنه ذلك مع الزعفراني إذ كان نازلا عنده ببغداد وكان الزعفراني يكتب كل يوم رقعة بما يطبخ من الألوان ويسلمها إلى الجارية فأخذ nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي الرقعة في بعض الأيام وألحق بها لونا آخر بخطه ، فلما رأى الزعفراني ذلك اللون أنكر وقال : ما أمرت بهذا ، فعرضت عليه الرقعة ملحقا فيها خط nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، فلما وقعت عينه على خطه فرح بذلك وأعتق الجارية سرورا باقتراح nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي عليه .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15059أبو بكر الكتاني دخلت على السري فجاء بفتيت وأخذ يجعل نصفه في القدح ، فقلت له : أي شيء تعمل وأنا أشربه ؟ كله في مرة واحدة ، فضحك وقال : هذا أفضل لك من حجة .
(وقال بعضهم: إذا قصدت للزيارة فقدم ما حضر) في الطعام من غير تكلف، (وإن استزرت) أي: طلبت للزيارة (فلا تبق) من همتك (شيئا ولا تذر) أي: ولا تترك، نقله صاحب "القوت" .
(وفي حديث يونس النبي عليه السلام) هو يونس بن متى نسب إلى أمه، وقيل: هو اسم أبيه -صلى الله عليه وسلم- (أنه زاره إخوانه فقدم إليهم كسرا) من شعير (وجز لهم بقلا كان يزرعه ثم قال:) كلوا (لولا أن الله لعن المتكلفين لتكلفت لكم) كذا أورده صاحب "القوت "، (و) روي (عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك وغيره من الصحابة) رضي الله عنهم (أنهم كانوا يقدمون) لإخوانهم (ما حضر من الكسر اليابسة وحشف التمر) والدقل (ويقولون: لا تدري أيهما أعظم وزرا الذي يحتقر ما قدم إليه أو الذي يحتقر ما عنده أن يقدمه) كذا في "القوت " والعوارف، زاد صاحب "القوت ": وقد روينا في معناه خبرا مسندا، وقد كان nindex.php?page=showalam&ids=9أنس وغيره يقدمون ما عندهم إلى إخوانهم ويقولون: إن الاجتماع على الطعام من مكارم الأخلاق.
(الأدب الثاني وهو للزائر) فإذا زار أخاه (أن لا يقترح) على رب المنزل، والاقتراح الاستدعاء والطلب، ومنه قول الشاعر:
قالوا اقترح شيئا نجد لك طبخه قلت اطبخوا لي جبة وقميصا
(ولا يتحكم) عليه (بشيء) من أنواع الطعام (بعينه) ويسميه فيقول: أريد كذا، فليس ذلك من القناعة (فربما يشق على المزور إحضاره) ويوقعه فيما لا يستطيعه، (فإن خيره أخوه) المزور (بين طعامين) أي: بين نوعين من الطعام (فليختر) أقربهما إليه و (أيسرهما) أي: أسهلهما (عليه، كذلك السنة، ففي الخبر: nindex.php?page=hadith&LINKID=891192أنه ما خير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين شيئين إلا اختار أيسرهما) قال العراقي : متفق عليه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، وزاد: ما لم يكن إثما، ولم يذكرهما nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في بعض طرقه. ا هـ .
(وروى nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش) nindex.php?page=showalam&ids=13726سليمان بن مهران الكاهلي الكوفي الفقيه (عن nindex.php?page=showalam&ids=16115أبي وائل) nindex.php?page=showalam&ids=16115شقيق بن سلمة الأسدي من العلماء العاملين له إدراك، وسمع nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ومعاذا، وعنه منصور nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش، توفي سنة 83 (قال: مضيت مع صاحب لي نزور nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان) رضي الله [ ص: 237 ] عنه (فقدم إلينا خبز شعير وملحا جريشا، فقال صاحبي: لو كان في هذا الملح صعتر) يقال: بالصاد وبالسين وبالزاي، وهو نبت بري حار (كان أطيب، فخرج nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان) -رضي الله عنه- (فرهن) عند البقال (مطهرته) بالكسر أي: الإداوة التي كان يتوضأ بها، (وأخذ) منه (صعترا، فلما أكلنا قال صاحبي: الحمد لله الذي قنعنا، فقال nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان: لو قنعت بما رزقت فلم تكن مطهرتي مرهونة) عند البقال، كذا أورده صاحب "القوت " (هذا إذا توهم تعذر ذلك على أخيه أو كراهته له، فإن علم أنه) ممن يأنس به وأنه مما (يسر باقتراحه) عليه (و) أنه (يتيسر عليه ذلك) أي: تحصيله (فلا يكره له الاقتراح) . قد (فعل nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ) محمد بن إدريس -رضي الله عنه- (ذلك مع) تلميذه الحسن بن محمد بن الصباح (الزعفراني) أبو علي البغدادي روى عن nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة وشبابة وعفان، وهو من رواة مذهب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي القديم، وعنه جماعة منهم nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في صحيحه وأبو حاتم الدارقي، وقال: صدوق. وقال nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم: ثقة. وقال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في الثقات: كان راويا nindex.php?page=showalam&ids=13790للشافعي، وكان يحضر nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبو ثور عند nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وهو الذي يتولى القراءة عليه، قال الزعفراني: لما قرأت كتاب الرسالة على nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي قال لي: من أي العرب أنت ؟ قلت: ما أنا بعربي، وما أنا إلا من قرية يقال لها: الزعفرانية، قال: فأنت سيد هذه القرية، توفي سنة 226 (إذ كان نازلا عنده ببغداد) بالجانب الغربي منها، ولفظ " القوت ": نازلا عليه ببغداد، (وكان الزعفراني يكتب كل يوم رقعة بما يطبخ من الألوان ويسلمها إلى الجارية) ولفظ " القوت ": فكانا يخرجان يوم الجمعة إلى الصلاة، فكان الزعفراني يكتب في رقعة للجارية ما تصلح من الألوان، (فأخذ nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي الرقعة في بعض الأيام وألحق بها لونا آخر بخطه، فلما رأى الزعفراني ذلك اللون أنكر وقال: ما أمرت بهذا، فعرضت عليه الرقعة ملحقا فيها خط nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، فلما وقعت عينه على خطه فرح بذلك وأعتق الجارية سرورا باقتراح nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي عليه) ، ولفظ " القوت ": فدعا nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ذات يوم الجارية بالرقعة فنظر فيها ثم زاد لونا اشتهاه، فلما جاء الزعفراني وقدمت الجارية ذلك اللون أنكره إذ لم يأمرها به، فسألها عنه، فأخبرته أن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي -رضي الله عنه- زاد ذلك في الرقعة، فقال: أريني الرقعة، فلما نظر إلى خط nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ملحقا في الرقعة بذلك اللون، فرح بذلك وأعجبه فقال: أنت حرة لوجه الله تعالى. فأعتقها سرورا منه بفعل nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ذلك، وإليه نسب درب الزعفراني بباب الشعير. اهـ .
(وقال nindex.php?page=showalam&ids=15059أبو بكر الكتاني) ، وهو من مشايخ الرسالة اسمه محمد بن علي، بغدادي الأصل، صحب nindex.php?page=showalam&ids=14021الجنيد nindex.php?page=showalam&ids=14204والخراز والنوري، وجاور بمكة إلى أن مات بها سنة 322 (دخلت على السري) بن المفلس السقطي خال nindex.php?page=showalam&ids=14021الجنيد وشيخه (فجاء بفتيت) أي: خبز مفتوت (وأخذ يجعل نصفه في القدح، فقلت: أي شيء هو ذا تعمل ؟ أنا أشرب كله في مرة واحدة، فضحك) السري (وقال: هذا أفضل لك من حجة) كذا في "القوت "، أي: عمل قليل وثوابه كثير، لما فيه من النية الحسنة بإدخال السرور على أخيه .