الأول : أن لا يميز الغني بالإجابة عن الفقير ، فذلك هو التكبر المنهي عنه ولأجل ذلك ، امتنع بعضهم عن أصل الإجابة وقال انتظار المرقة ذل ، وقال آخر إذا وضعت يدي في قصعة غيري فقد ذلت له رقبتي ومن المتكبرين من يجيب الأغنياء دون الفقراء وهو خلاف السنة .
ومر nindex.php?page=showalam&ids=35الحسن بن علي رضي الله عنهما بقوم من المساكين الذين يسألون الناس على الطريق وقد نشروا كسرا على الأرض في الرمل وهم يأكلون وهو على بغلته فسلم عليهم فقالوا له : هلم إلى الغداء يا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : نعم ، إن الله لا يحب المستكبرين فنزل وقعد معهم على الأرض ، وأكل ، ثم سلم عليهم وركب وقال : قد أجبتكم فأجيبوني . قالوا : نعم فوعدهم وقتا معلوما ، فحضروا فقدم إليهم فاخر الطعام وجلس يأكل معهم .
لكن الذي أطلقه الشافعية عدم الوجوب إذا خص الأغنياء وإليه يشير كلام المصنف كما ترى، وقد ينزل الوجوب على ما إذا خصهم لا لغناهم بل لجوار أو اجتماع حرفة أو غير ذلك، والله أعلم .
(وقال) بعض المتكبرين: أنا لا أجيب دعوة، قيل له: ولم ؟ قال (انتظار المرقة ذل، وقال آخر) منهم: (إذا وضعت يدي في قصعة غيري فقد ذلت له رقبتي) نقل القولين صاحب "القوت " (ومن التكبر من يجيب) دعوة (الأغنياء) لعظمهم في عينه (دون الفقراء) لكبره في نفسه، ومنهم من لا يجيب إلا نظراءه وأشكاله من مثل طبقته ومرتبته في الرياسة في الدنيا، (وهو خلاف السنة) فقد ورد في الإجابة فعلا وقولا ; أما فعلا فما روي أنه nindex.php?page=hadith&LINKID=663308 (كان -صلى الله عليه وسلم- يجيب دعوة العبد ودعوة المسكين) هكذا هو في "القوت "، قال العراقي : رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس دون ذكر المسكين، وضعفه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي وصححه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم . اهـ .
وفي خبر آخر زيادة: (وقال: قد أجبتكم فأجيبوني. قالوا: نعم فوعدهم) المجيء (وقتا) من النهار (معلوما، فحضروا) فرحب بهم ورفع مجلسهم (فقدم إليهم) . ولفظ " القوت " ثم قال: يا وذات هاتي ما كنت تدخرين، فأخرجت الجارية (فاخر) ما عندها من (الطعام وجلس يأكل معهم) رضي الله عنه وأرضاه عنا .