" وهو موضع على أميال من المدينة أفطر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان لما بلغه وقصر عنده في سفره .
(الثاني: أنه لا يمتنع عن الإجابة لبعد المسافة كما لا يمتنع) عنها (لفقر الداعي وعدم جاهه، بل كل مسافة يمكن احتمالها في العادة فلا ينبغي أن يمتنع لأجل ذلك) بل يأتيها. (يقال:) إن (في التوراة أو في بعض الكتب) السماوية: (سر ميلا عد مريضا، سر ميلين شيع جنازة، سر ثلاثة أميال أجب دعوة، سر أربعة أميال زر أخا في الله تعالى، وإنما قدم إجابة الدعوة والزيارة) وفضلهما على العيادة وشهود الجنازة؛ (لأن فيه قضاء حق الحي فهو أولى من الميت) كذا نقله صاحب "القوت " .
(وهو) أي: كراع الغميم (موضع على أميال من المدينة) كذا في "القوت " وسيأتي الكلام عليه قريبا (أفطر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) في رمضان (لما بلغه) كذا في "القوت " قال العراقي : رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر في عام الفتح، (وقصر عنده في سفرة) كذا في "القوت "، قال العراقي : لم أقف له على أصل، nindex.php?page=showalam&ids=14687وللطبراني في الصغير من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر : " كان يقصر الصلاة بالعقيق" يريد إذا بلغه، وهذا يرد الأول لأن بين العقيق وبين المدينة ثلاثة أميال، وقيل: أكثر، وكراع الغميم بين مكة وعسفان، والله أعلم. اهـ .
قلت: وعبارة القاموس: وكراع الغميم موضع على ثلاثة أميال من عسفان، وزاد في العباب للصغاني: والغميم واد أضيف إليه الكراع، ووقع في التكملة للصغاني المذكور على ثمانية أميال، وذكر شيخنا المرحوم أبو عبد الله محمد بن الطيب الفاسي: سقى الله جدثه صوب الغفران في حاشيته على القاموس صوابه على ثلاثة أميال من مكة، انتهى. والغميم موضع قرب المدينة بين رابغ والجحفة قاله نصر. وقد تبع المصنف صاحب "القوت " في هذا السياق على عادته في هذا الكتاب، وبنى على هذه الزيادة الأصل الثاني من آداب الإجابة وهو الإجابة إلى الموضع البعيد، وهذه لو ثبت لفظ الغميم، وقد عرفت ما فيه فليتأمل .