" ومهما حضر الأكثرون وغاب واحد أو اثنان وتأخروا عن الوقت الموعود فحق الحاضر في التعجيل أولى من حق أولئك في التأخير ، إلا أن يكون المتأخر فقيرا أو ينكسر قلبه بذلك ، فلا بأس في التأخير وأحد المعنيين في قوله تعالى : هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين أنهم أكرموا بتعجيل الطعام إليهم دل عليه قوله تعالى : فما لبث أن جاء بعجل حنيذ وقوله : فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين والروغان الذهاب بسرعة وقيل : في خفية وقيل : جاء بفخذ من لحم وإنما سمي عجلا لأنه عجله ولم يلبث .
قال nindex.php?page=showalam&ids=15665حاتم الأصم : العجلة من الشيطان إلا في خمسة فإنها من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إطعام الضيف وتجهيز الميت وتزويج البكر وقضاء الدين والتوبة من الذنب .
قلت: هو قطعة من الحديث أوله: " nindex.php?page=hadith&LINKID=657077من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره " وآخره: " nindex.php?page=hadith&LINKID=655995ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت ". وهكذا رواه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من حديث أبي شريح nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة وروى هذه الجملة فقط مع زيادة أخرى nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري، وتلك الزيادة يأتي ذكرها في آخر هذا الباب، وعند nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في أثناء حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر بلفظ: [ ص: 251 ] " ومن كان يؤمن بالله ورسوله " وروى nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في أثناء حديث رجال من الصحابة بلفظ: " nindex.php?page=hadith&LINKID=676410ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليتق الله وليكرم ضيفه " (ومهما حضر الأكثرون وغاب واحد أو اثنان وتأخروا عن الوقت الموعود فحق الحاضرين في التعجيل أولى من حق أولئك في التأخير، إلا أن يكون المتأخر فقيرا فينكسر قلبه بذلك، فلا بأس بالتأخير) ولفظ " القوت ": من السمنة والأدب أن لا ينتظر بالطعام غائب إذا حضر جماعة، ولكن يأكل من حضر، فإن حرمة الحاضر مع حضور الطعام أوجب من انتظار الغائب، إلا أن يكون الغائب فقيرا فلا بأس أن ينتظر ليرفع من شأنه، ولئلا ينكسر قلبه، وإن كان الغائب غنيا لم ينتظر مع حضور الفقراء، فإن انتظار الغني معصية، ولما كان طعام الوليمة يدعى إليه الأغنياء ويترك الفقراء سمي شر الطعام لأجل الأغنياء، والطعام لا تعبد عليه، وإنما الشر اسم لأهل الطعام الداعين عليه الأغنياء التاركين للفقراء. اهـ .
قلت: وكذلك إذا كان الغائب من ذوي الشرف والفضل والكمال وممن يتبرك به فلا بأس في التأخير لانتظار مجيئه إكراما لحاله وجبرا لخاطره، (وأحد المعنيين في) تأويل (قوله تعالى: هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين ) قيل: المكرمين (أنهم أكرموا بتعجيل الطعام إليهم) .
والمعنى الثاني: خدمته إياهم بنفسه (ودل عليه) أي: على معنى التعجيل (قوله تعالى: فما لبث أن جاء بعجل حنيذ ) أي: فما احتبس ولا أقام، والحنيذ النضيج، (وقوله تعالى: فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين والروغان) مصدر راغ يروغ وهو (الذهاب) يمنة ويسرة (بسرعة) من غير أن يستقر في جهة، (وقيل: ) هو الذهاب (في خفية) مأخوذ من روغان الثعلب (وقيل:) في تأويله أنه (جاء بفخذ من لحم وإنما سمي عجلا لأنه عجله ولم يلبث به) ، ثم وصفه بأنه سمين نضيج ، وهو من غرائب التفسير كل ذلك نقله صاحب القوت، وتبعه المصنف في سياقه (وقال nindex.php?page=showalam&ids=15665حاتم الأصم :) تقدمت ترجمته في كتاب العلم (العجلة من الشيطان إلا في خمسة فإنها من سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إطعام الطعام وتجهيز الميت وتزويج البكر وقضاء الدين والتوبة من الذنب) .
رواه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في " الحلية " قال: حدثنا محمد بن الحسين بن موسى قال: سمعت نصر بن أبي نصر يقول: سمعت أحمد بن سليمان الكفرساني يقول: وجدت في كتابي عن nindex.php?page=showalam&ids=15665حاتم الأصم قال: كان يقال العجلة من الشيطان إلا في خمس: إطعام الطعام إذا حضر الضيف، وتجهيز الميت إذا مات، وتزويج البكر إذا أدركت، وقضاء الدين إذا وجب، والتوبة من الذنب إذا أذنب. قال العراقي : رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد: " الأناة من الله والعجلة من الشيطان " وسنده ضعيف، وأما الاستثناء فروى nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود من حديث nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص: nindex.php?page=hadith&LINKID=676099التؤدة في كل شيء خير إلا في عمل الآخرة، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش: لا أعلم إلا أنه رفعه .
قلت: حديث nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد رواه أيضا العسكري وغيره من طريق عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد عن أبيه عن جده، وقد تكلم بعضهم في عبد المهيمن وضعفه من قبل حفظه، فهذا معنى قول العراقي: وسنده ضعيف .
وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص فرواه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود في الأدب، nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم في الأيمان، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في السنن، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : صحيح على شرطهما. وقال nindex.php?page=showalam&ids=16383المنذري: لم يذكر nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش فيه من حدثه، ولم يجزم برفعه، وقوله: إلا في عمل الآخرة، أي فإن المستحسن الجهد فيه لتكثير القربات ورفع الدرجات، وأمور الآخرة محمودة العواقب فلا ينبغي التؤدة فيها قيل: كان البوشنجي في الخلاء فدعا خادمه فقال: انزع قميصي وأعطه فلانا، فقال: هلا صبرت حتى تخرج، قال: خطر لي بذله ولا آمن من نفسي التغير، ومن شواهد الباب حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس: " التأني من الله والعجلة من الشيطان " رواه nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر بن أبي شيبة ومن طريقه nindex.php?page=showalam&ids=12201أبو يعلى nindex.php?page=showalam&ids=12289وابن منيع والحارث بن أبي أسامة في مسانيدهم من رواية سنان بن سعد، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي فسماه سعد بن سنان وسعد ضعيف، وقيل: [ ص: 252 ] لم يسمع من nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس مرفوعا: nindex.php?page=hadith&LINKID=909732إذا تأنيت أصبت أو كدت تصيب، وإذا استعجلت أخطأت أو كدت تخطئ. رواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من طريق محمد بن سواد عن سعيد بن سماك بن حرب عن أبيه عن عكرمة عنه، وسعيد قال فيه nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم متروك، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر مرفوعا: " nindex.php?page=hadith&LINKID=909732من تأنى أصاب أو كاد، ومن عجل أخطأ أو كاد ". رواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني والعسكري nindex.php?page=showalam&ids=15007والقضاعي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة عن مشرح بن هاعان عنه .
وروى العسكري من حديث سهل بن أسلم عن الحسن رفعه مرسلا: " التأني من الله والعجلة من الشيطان " فتبينوا، أي: تثبتوا في الأمور، وقال ابن القيم: إنما كانت العجلة من الشيطان لأنها خفة وطيش وحدة في العبد تمنعه من التثبت والوقار والحلم، وتوجب وضع شيء بغير محله، وتجلب الشرود وتمنع الخيور، وهي مترددة بين خلقين مذمومين التفريط والاستعجال قبل الوقت، اهـ .
وأما حديث علي عند nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي فلفظه: " ثلاث لا تؤخرهن: الصلاة إذا أتت " هكذا بفوقيتين بخط العراقي، وقال التوربشتي هو تصحيف والمحفوظ: آنت بالمد والنون على زنة حانت، والجنازة إذا حضرت والأيم إذا وجدت كفؤا. هكذا أخرجه في الصلاة، رواه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في النكاح وصححه وقال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : غريب وليس سنده بمتصل، وهو من رواية وهب عن سعد بن عبد الله الجهني، عن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي قال الذهبي: وسعيد مجهول، وقد كره nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في الضعفاء، وجزم الحافظ ابن حجر في تخريج الهداية بضعف سنده، وقال في تخريج nindex.php?page=showalam&ids=14345الرافعي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من هذا الوجه، فجعل محله سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، وهو من أغاليطه الفاحشة، ولما رواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في سننه عن سعيد بن عبد الله هذا قال: وفي الباب أحاديث كلها واهية أمثلها هذا، وبه عرف ما في جزم الحافظ العراقي بحسنه. والله أعلم .
وفي الحديث قصة وهي ما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13147ابن دريد والعسكري أن nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية -رضي الله عنه- قال يوما وعنده nindex.php?page=showalam&ids=13669الأحنف بن قيس: ما يعدل الأناة شيء، فقال الأحنف: إلا في ثلاث: تبادر بالعمل الصالح أجلك، وتعجل إخراج ميتك، وتنكح كفؤا يملك، فقال رجل: إنا لا نفتقر في ذلك إلى الأحنف قال: فلم ؟ قال: لأنه عندنا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حدثنا علي... فذكره .