وفي بعض التفاسير في قوله تعالى : فلنحيينه حياة طيبة قال الزوجة الصالحة وكان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : ما أعطي العبد بعد الإيمان بالله خيرا من امرأة صالحة وإن منهن غنما لا يحذى منه ومنهن غلالا يفدى منه .
وقوله : لا يحذى أن : يعتاض عنه بعطاء .
وقال صلى الله عليه وسلم : " فضلت على آدم بخصلتين كانت زوجته عونا له على المعصية وأزواجي أعوان لي على الطاعة ، وكان شيطانه كافرا وشيطاني مسلم لا يأمر إلا بخير .
" فعد معاونتها على الطاعة فضيلة ، فهذه أيضا من الفوائد التي يقصدها الصالحون إلا أنها تخص بعض الأشخاص الذين لا كافل لهم ولا مدبر ولا تدعو إلى امرأتين بل الجمع ربما ينغص المعيشة ويضطرب به أمور المنزل ويدخل في هذه الفائدة قصد الاستكثار بعشيرتها وما يحصل من القوة بسبب تداخل العشائر فإن ذلك مما يحتاج إليه في دفع الشرور وطلب السلامة ولذلك قيل : ذل من لا ناصر له ومن وجد من يدفع عنه الشرور سلم حاله وفرغ قلبه للعبادة فإن الذل مشوش للقلب والعز بالكثرة دافع بالذل .
الفائدة الخامسة : مجاهدة النفس ورياضتها بالرعاية والولاية ، والقيام بحقوق الأهل ، والصبر على أخلاقهن ، واحتمال الأذى منهن ، والسعي في إصلاحهن ، وإرشادهن إلى طريق الدين ، والاجتهاد في كسب الحلال لأجلهن ، والقيام بتربيته لأولاده ، فكل هذه أعمال عظيمة الفضل فإنها رعاية وولاية والأهل والولد رعية وفضل الرعاية عظيم إنما يحترز منها من يحترز خيفة من القصور عن القيام بحقها وإلا فقد قال صلى الله عليه وسلم : " يوم من وال عادل أفضل من عبادة سبعين سنة " ثم قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=652368ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته .
" وليس من اشتغل بإصلاح نفسه وغيره كمن اشتغل بإصلاح نفسه فقط ولا من صبر على الأذى كمن رفه نفسه وأراحها فمقاساة الأهل والولد بمنزلة الجهاد في سبيل الله ولذلك قال nindex.php?page=showalam&ids=15531بشر فضل علي nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل بثلاث إحداها أنه يطلب الحلال لنفسه ولغيره وقد قال صلى الله عليه وسلم : " ما أنفقه الرجل على أهله فهو صدقة وإن الرجل ليؤجر في اللقمة يرفعها إلى في امرأته .
" وقال بعضهم لبعض العلماء من كل عمل أعطاني الله نصيبا حتى ذكر الحج والجهاد وغيرهما فقال له أين أنت من عمل الأبدان ؟ قال : وما هو ؟ قال : كسب الحلال والنفقة على العيال .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك وهو مع إخوانه في الغزو تعلمون عملا أفضل مما نحن فيه ؟ قالوا : ما نعلم ذلك .
قال : أنا أعلم . قالوا : فما هو ؟ قال : رجل متعفف ذو عائلة قام من الليل فنظر إلى صبيانه نياما متكشفين فسترهم وغطاهم بثوبه فعمله أفضل مما نحن فيه .
وقال صلى الله عليه وسلم : " من حسنت صلاته وكثر ، عياله ، وقل ماله ، ولم يغتب المسلمين ، كان معي في الجنة كهاتين .
( وكان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول: ما أعطي العبد بعد الإيمان بالله خيرا من المرأة الصالحة) . ولفظ " القوت " : بعد إيمان بالله خير من امرأة صالحة، ( وإن منهن غنما) بضم الغين المعجمة وسكون النون أي: غنيمة ( لا يحذى) منه بالبناء للمجهول من حذاه بالحاء المهملة والذال المعجمة ، ( ومنهن غل لا يفدي منه) كذا نقله صاحب "القوت "، ( وقوله: لا يحذى) منه من الحذيا وهو العطاء ( أي: لا يعتاض عنه بعطاء) ومعنى لا يفدى منه أي: لا قيمة له فتفدى به ولا يجوز لا راحة منه كالغل فصاحبها أسير تحتها لا يفتدى أبدا إلا بموتها. وقال أيضا: منهن غل قمل كانت العرب في معاقبتها للأسير تسلخ جلد شاة ثم تلبس إياه حارا فيلتزق على جسده وينقبض ثم لا تنزعه حتى يقمل وتنثر منه الهوام فذاك هو الغل القمل مثل المرأة المكرية .
( وقال -صلى الله عليه وسلم- : " فضلت على آدم عليه السلام بخصلتين كانت زوجته عونا له على المعصية وأزواجي عونا لي على الطاعات، وكان شيطانه كافرا وشيطاني مسلم لا يأمر إلا بخير") كذا في "القوت " .
قلت: وبإسناد nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب أخرجه الديلمي في مسند الفردوس، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في الدلائل بلفظ: " فضلت على آدم بخصلتين كان شيطاني كافرا فأعانني الله عليه حتى أسلم ، وكن أزواجي عونا لي ، وكان شيطان آدم كافرا ، وكانت زوجته عونا على خطيئته " ومحمد بن الوليد القلانسي قال أبو عروبة كذاب ومن أباطيله هذا الخبر . ونظرا إلى قوله وقول nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي السابق أورده nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في الواهيات ، والصحيح أن الحديث ضعيف لضعف محمد بن الوليد ولا يدخل في حيز الموضوع .
وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود فقد رواه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ورواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة بلفظ: nindex.php?page=hadith&LINKID=941614 " ما منكم من أحد إلا ومعه شيطان قالوا: وأنت يا رسول الله ؟ قال: وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم". ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري في الكبير عن أسامة بن شريك ، ورواه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=13890والبغوي من حديث شريك بن طارق نحوه، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13890البغوي: لا أعلم له غيره ( فعد معاونتها على الطاعة فضيلة ، فهذه أيضا من الفوائد التي يقصدها الصالحون) ويراعون ذلك فيهن ( إلا أنها تخص بعض الأشخاص الذين لا كافل لهم ولا مدبر) وأما من [ ص: 314 ] كان له من يتكفل بقضاء واجب خدمته فلا يحتاج إلى معاونة المرأة، ( ولا تدعو إلى) أخذ امرأتين بل الجمع بينهما ( ربما ينغص المعيشة) ويكدرها ( وتضطرب به أمور المنزل) لما بينهما من المعاداة والغيرة الباطنية ، ( ويدخل في هذه الفائدة قصد الاستكثار بعشيرتها) في معاونة ببعض الأمور ( وما يحصل من القوة والشدة بسبب تداخل العشائر) في بعضها بالصهورة ، ( فإن ذلك مما يحتاج إليه في) بعض الأوقات لأجل ( دفع الشرور وطلب السلامة) من الأعداء ، ( ولذلك قيل: ذل من لا ناصر له) وكذا قولهم: المرء بنفسه قليل بإخوانه كثير ، ( ومن وجد من يدفع عنه الشرور) ويتعصب له في نصرته ( سلم حاله وفرغ قلبه للعبادة فإن الذل مشوش للقلب والعز بالكثرة دافع للذل) كما هو مشاهد .
( الفائدة الخامسة: مجاهدة النفس) وتذليلها ( ورياضتها بالرعاية والولاية ، والقيام بحقوق الأهل ، والصبر على أخلاقهن ، واحتمال الأذى منهن ، والسعي في إصلاحهن ، وإرشادهن إلى طريق الدين ، والاجتهاد في كسب الحلال لأجلهن ، والقيام بتربية الأولاد ، فكل هذه) التي ذكرناها ( أعمال عظيمة الفضل فإنها رعاية وولاية والأهل والولد رعية) الرجل ، ( وفضل الرعاية عظيم) الموقع ، ( وإنما يحترز منها من يحترز خيفة من القصور عن القيام بحقها) لا لكونها غير فاضلة في حد ذاتها ، ( وإلا فقد قال -صلى الله عليه وسلم- : " يوم من وال عادل أفضل من عبادة سبعين سنة") .وفي نسخة العراقي: " يوم من ملك عادل " وفي رواية أخرى: " يوم من إمام عادل " قال العراقي : رواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وقد تقدم بلفظ " ستين سنة" . اهـ .
قلت: وحديث أبي مسعود رواه كذلك nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، واسم أبي مسعود عقبة بن عمرو البدري .
( وقال بعض العلماء) ولفظ " القوت ": وقال رجل لبعض العلماء وهو يعدد نعم الله عليه: ( من كل عمل أعطاني الله نصيبا حتى ذكر الحج والجهاد وغيرهما) من صنوف العبادات ، ( فقال له) العالم: ( أين أنت من عمل الأبدال ؟ قال: وما هو ؟ قال: كسب الحلال والنفقة على العيال) نقله صاحب "القوت " .
( وقال nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك) -رحمه الله تعالى - ( وهو مع إخوانه في الغزو) ولفظ " القوت ": لإخوانه وهم معه في الغزو: ( تعلمون عملا أفضل مما نحن فيه ؟ قالوا: ما نعلم ذلك) جهاد في سبيل الله وقتال لأعداء الله أي شيء أفضل من هذا ؟ ( قال: أنا أعلم. قالوا: فما هو ؟ قال: رجل متعفف ذو عيلة) أي: عيال صغار ( قام من الليل فنظر إلى صبيانه [ ص: 315 ] نياما متكشفين فسترهم وغطاهم بثوبه) الذي عليه ( فعمله) هذا ( أفضل مما نحن فيه) نقله صاحب "القوت " .
( وقال -صلى الله عليه وسلم- : " من حسنت صلاته ، وكثرت عياله ، وقل ماله ، ولم يغتب المسلمين ، كان معي في الجنة كهاتين ") كذا في "القوت ". قال العراقي : رواه nindex.php?page=showalam&ids=12201أبو يعلى من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري بسند ضعيف. اهـ .
قلت: وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=16054سمويه في فوائده لكن بتقديم " قل ماله " على " كثر عياله " .
قلت: رواه في الزهد بلفظ : " nindex.php?page=hadith&LINKID=680624إن الله يحب عبده المؤمن الفقير المتعطف أبا العيال " وإنما كان ضعيفا لأن في سنده حماد بن عيسى وموسى بن عبيدة، ضعيفان ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14467السخاوي: لكن له شواهد ، والمراد بالمتعفف المبالغ في العفة عن السؤال مع وجود الحاجة لطموح بصر بصيرته عن الخلق إلى الخالق ، وإنما يسأل إن سأل على سبيل التلويح الخلفي ، وقوله " أبا العيال " يعني بذلك الكافل لهم أبا كان أو جدا أو أما أو جدة أو نحو أخ أو ابن عم ، لكن لما كان القائم على العيال يكون أبا غالبا ذكره وفي ضمنه إشعار بأنه يندب للفقير ندبا مؤكدا أن يظهر التعفف والتحمل ولا يظهر الشكوى والفقر بل يستره والله أعلم .
قال صاحب "القوت ": ومن السنة في ذلك أن الاهتمام في مصالحهم والغم على نوائبهم زيادة في حسناته لأنه عمل من أعماله .
( وقال بعض السلف: من الذنوب ذنوب لا يكفرها إلا الغم بالعيال) هكذا نقله صاحب "القوت " ، ( ثم قال: وفيه أثر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=76498من الذنوب ذنوب لا يكفرها إلا الهم بطلب المعيشة ") قال العراقي : رواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط ، nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم في الحلية ، nindex.php?page=showalam&ids=14231والخطيب في تلخيص المتشابه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بإسناد ضعيف. اهـ .
قلت: رواه من طريق يحيى بن بكير ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، عن محمد بن عمرو ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال الحافظ ابن حجر: إسناده إلى يحيى واه. وقال شيخنا الهيتمي: فيه محمد بن سلام المصري. قال الذهبي: حدث عن يحيى بن بكير بخبر موضوع. اهـ .