وقال شيخ مشايخنا: اعلم أن في نسبة التأثير للقدرة مسامحة؛ إذ التأثير في الحقيقة إنما هو للذات الموصوفة بالصفات؛ فإسناد التأثير للقدرة مجاز، قال: وكان شيخنا الطوخي يمنع إسناد التأثير للقدرة ولو مجازا؛ لما فيه من الإيهام .
(فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن) ولا يكون، وهذه هي الإرادة الكونية، ولا يتخلف متعلقها متى تعلقت بشيء وجب وجوده، وفي إطلاق القول بإرادته المعاصي والكفر على التفصيل اختلاف، وظاهر سياق المصنف يدل على جوازه، ومنهم من يقول ذلك في الجملة، ويمنع التفصيل، ويكتفي بقوله: ما شاء الله كان.. إلخ، وهذا كقول المسلمين في الجملة: يا خالق الأجسام، ورازق الأنعام، ولم يقولوا في التفصيل: يا خالق الكلاب والخنازير، وإن كان في الحقيقة هو خالقها، كذلك يقول في الجملة: إنه مريد لكل ما علم حدوثه، ولا يقول في التفصيل: إنه مريد الكفر وسائر المعاصي، وإن كان حدوثها بمشيئته وإرادته، وهذا تفصيل قدماء الأشاعرة، ومنهم من قال بجواز إطلاقه مع قرينة لولاها لم يجز إطلاقها؛ لما في إطلاقها من إيهام الخطأ، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=13711الأشعري، يقول: كل معصية أراد تعالى حدوثها من العاصي بها كسبا له قبحا منه مذموما، وهذا كقولهم: إن المؤمن لا يقال له كافر على الإطلاق، ولكن يقال: يفيد أنه كافر بالجبت والطاغوت .