(الباب الأول في فضيلة الألفة والأخوة [ ص: 171 ] وفي شروطها ودرجاتها وفوائدها)
بيان ( فضيلة الألفة والأخوة ) في الله تعالى، (اعلم أن الألفة) بضم الهمزة وكسرها اتفاق الآراء في المعاونة عن تدبير المعاش، (ثمرة حسن الخلق) ، فحسن الخلق هو الأصل بمنزلة الشجرة وثمرتها الألفة، (والتفرق) على البعض (ثمرة سوء الخلق) ، فإنه يحمل على ذلك، (فحسن الخلق يوجب التحاب والتآلف والتوافق) ، وبها يتم نظام المعاش، (وسوء الخلق يثمر التباغض والتحاسد والتدابر) ، وبها يفسد نظام المعاش، (ومهما كان المثمر محمودا كانت الثمرة محمودة) لا محالة، (وحسن الخلق لا يخفى في الدين فضيلته) ومقامه، (وهو الذي مدح الله سبحانه به نبيه صلى الله عليه وسلم، إذ قال: وإنك لعلى خلق عظيم ) ، أخرج nindex.php?page=showalam&ids=13507ابن مردويه nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم في الدلائل والواحدي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها قالت: nindex.php?page=hadith&LINKID=104757ما كان أحد أحسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دعاه أحد من أصحابه، ولا من أهل بيته إلا قال: لبيك، فلذلك أنزل الله تعالى: وإنك لعلى خلق عظيم .
وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر ، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في الدلائل عن عطية العوفي في قوله: وإنك لعلى خلق عظيم قال: أدب القرآن .
وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : وإنك لعلى خلق عظيم قال: القرآن .
وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم ، nindex.php?page=showalam&ids=13507وابن مردويه من طرق عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال: الدين .
وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد عن ابن مالك قال: الإسلام .
قال العراقي : رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وقال: صحيح الإسناد، وقد تقدم اهـ .
(وقال صلى الله عليه وسلم: nindex.php?page=hadith&LINKID=889195بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) بعدما كانت ناقصة أو أجمعها بعد التفرقة، وقال بعضهم: أشار به إلى أن الأنبياء قبله بعثوا بمكارم الأخلاق، وبقيت بقية فبعث صلى الله عليه وسلم بما كان معهم وبتمامها. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14155الحكيم الترمذي : أنبأنا به أن الرسل قد مضت ولم تتمم هذه الأخلاق، فبعث بإتمام ما بقي عليهم .
قال العراقي : رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم ، وصححه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة انتهى، قلت: لكن لفظهم جميعا: إنما بعثت .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14467الحافظ السخاوي : أورده nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في الموطأ بلاغا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : هو متصل من وجوه صحاح عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا، منها ما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في مسنده، nindex.php?page=showalam&ids=14203والخرائطي في أول المكارم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=17000محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم ، عن أبي صالح ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا: nindex.php?page=hadith&LINKID=103632 "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق" . ورجاله رجال الصحيح .
قلت: وكذلك رواه ابن سعد في الطبقات، nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري في الأدب المفرد، ثم قال nindex.php?page=showalam&ids=14467السخاوي nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في الأوسط: بسند فيه عمر بن إبراهيم القرشي وهو ضعيف عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر مرفوعا: nindex.php?page=hadith&LINKID=2001994إن الله بعثني بتمام مكارم الأخلاق، وكمال محاسن الأفعال ، ومعناه صحيح، وقد عزاه الديلمي لأحمد بن معاذ ، وما رأيته فيه انتهى .
قال الشيخ الأكبر قدس سره: معنى الحديث أنه لما قسمت الأخلاق إلى مكارم وإلى سفساف، وظهرت مكارم الأخلاق كلها في شرائع الرسل وتبيين سفسافها من مكارمها عندهم، وما في العالم إلا أخلاق الله، وكلها مكارم فما ثم سفساف أخلاق، فبعث فبينها عليه السلام بالكلمة الجامعة إلى الناس كافة، وأوتي جوامع الكلم، وكل نبي يقدمه على شرع خاص، فأخبر عليه السلام أنه بعث ليتمم صالح الأخلاق ; لأنها أخلاق الله، فالحق ما قيل فيه: إنه سفساف أخلاق بمكارم أخلاق، فصار الكل مكارم أخلاق، فما ترك عليه السلام في العالم سفساف [ ص: 172 ] أخلاق جملة واحدة لمن عرف مقصد الشرع، فأبان لنا مصارف لهذا المسمى سفسافا من نحو حرص وحسد وشره وبخل، وكل صنعة مذمومة، فأعطانا لها مصارف إذا أجريناها عليها عادت مكارم أخلاق، وزال عنها اسم الذم، فكانت محمودة فتمم الله به مكارم الأخلاق، فلا ضد لها، كما أنه لا ضد للحق، لكن منا من عرف المصارف، ومنا من جهلها .