الأول : الكفر فالكافر إن كان محاربا فهو يستحق القتل والإرقاق وليس بعد هذين إهانة وأما الذمي فإنه لا يجوز إيذاؤه إلا بالإعراض عنه والتحقير له بالإضرار إلى أضيق الطريق وبترك المفاتحة بالسلام فإذا قال السلام عليك ، قلت : وعليك .
(فإن قلت: إظهار البغض والعداوة بالفعل إن لم يكن واجبا) شرعيا (فلا نشك أنه مندوب إليه والعصاة والفساق على مراتب مختلفة) ودروب شتى (فكيف ينال الفضل بمعاملتهم؟ وهل يسلك جميعهم مسلكا واحدا أم لا؟ فاعلم أن المخالف لأمر الله) تعالى (لا يخلو إما أن يكون مخالفا في عقده) مع الله أي: فيما اعتقده بقلبه (أو في عمله) الظاهر (والمخالف في العقد) الباطني (إما أن يكون مبتدعا وإما كافرا والمبتدع) كذلك لا يخلو (إما أن يكون داعيا إلى بدعته) غيره (أو ساكتا) عن الدعوة، وذلك السكوت (إما لعجزه) في نفسه (أو باختياره؛ فأقسام الفساد في الاعتقاد ثلاثة:
الأول: الكفر والكافر) إما محارب أو ذمي (إن كان محاربا) وهو الحربي (فهو مستحق القتل والإرقاق) أي: أخذه على سبيل الرق فإن أبى قتل (وليس بعد هذين الأمرين إهانة وأما الذمي) الذي تحت عقد ذمة المسلمين وجوارهم (فإنه لا يجوز إيذاؤه إلا بالإعراض عنه والتحقير له) في المجالس (وبالاضطرار) أي: الإلجاء (إلى أضيق الطرق) إن كان ماشيا في طريق فيه زحمة بحيث لا يقع فيه وهدة لا يصدمه نحو جدار، فإن إيذاءهم بلا سبب لا يجوز، وإنما المراد: لا تتركوا لهم صدر الطريق إكراما لهم، وفيه تنبيه على ضيق مسلك الكفر، وأنه يلجئ إلى النار، فإذا بطريقه الحسي الدنيوي إلى طريقه المعنوي الأخروي، وهذه سنة قد أميتت من زمان، فمن أحياها فله الأجر .
(وبترك المفاتحة بالسلام) فلا يقول: السلام عليك؛ تحقيرا لشأنهم، فيحرم ابتداؤهم به على الأصح عند الشافعية، وفي الإسناد لمحمد بن الحسن يكره أن يبتدأ المشرك بالسلام ولا بأس بالرد عليه، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة -رحمة الله عليه- وما لا يقوم مقامه من التحايا كأن يقول له: صبحك الله بالخير أو أسعد الله صباحك أو مثل ذلك مما جرت به العادات الآن (وإذا قال) مبادئا (السلام عليك، قلت: وعليك) وإنما وجب الرد بعليك فقط ولا تعارضه آية سلام عليك سأستغفر لك ربي وآية وقل سلام فسوف يعلمون لأن هنا سلام متاركة ومنابذة لا سلام تحية وأمان، وقد وردت في كل منهما أخبار، فأخرج nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة: " nindex.php?page=hadith&LINKID=661038لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام وإذا لقيتم أحدهم في طريق اضطروه إلى أضيقه".