وكلت للنحل كما كال لي على وفاء الكيل أو بخسه
(ومنشؤ التقصير في ستر العورة والسعي في كشفها الداء الدفين في الباطن وهو الحقد) المستكن في القلب (والحسد فإن الحسود والحقود يمتلئ باطنه بالخبث ولكنه يحبسه في باطنه ويخفيه) عن الإظهار (ولا يبديه) لأخيه (مهما لم يجد له مجالا، فإذا وجد الفرصة انحلت الرابطة وارتفع الحياء) وظهر المخبأ (وترشح الباطن بخبثه الدفين) المستكن (ومهما انطوى على حقده وحسده) وعلم من تلمسه ذلك (فالانقطاع أولى) وبهذا السبب انقطع جماعة من الصالحين عن إخوانهم وكانوا إذا سئلوا عن سبب الانقطاع يقولون: ما كل ما يعلم يقال، وليس كل عذر يبدى (قال بعض الحكماء: ظاهر العتاب خير من مكنون الحقد ولا يزيد لطف الحسود إلا وحشة منه) ، ولفظ القوت: ولا يزيدك لطفا الحقود إلا وحشة منه (ومن في قلبه سخيمة على مسلم فإيمانه ضعيف وأمره مخطر وقلبه خبيث لا يصلح للقاء الله تعالى، وقد روى عبد الرحمن بن جبير عن أبيه) .