ومن ذلك أن يسكت عن إفشاء سره الذي استودعه وله أن ينكره وإن كان كاذبا فليس الصدق واجبا في كل مقام فإنه كما يجوز للرجل أن يخفي عيوب نفسه وأسراره وإن احتاج إلى الكذب فله أن يفعل ذلك في حق أخيه فإن أخاه نازل منزلته وهما كشخص واحد لا يختلفان إلا بالبدن .
هذه حقيقة الأخوة .
(ومن ذلك أن يسكت عن إفشاء سره الذي استودعه إياه وله أن ينكره) من أصله (وإن) كان (كاذبا) في إنكاره (فليس الصدق واجبا في كل مقام) بل في بعض المواضع يستحسن الكذب شرعا (فإنه كما يجوز للرجل أن يخفي عيوب نفسه و) أن يخفي (أسراره وإن احتاج إلى الكذب فله أن يفعل ذلك في حق أخيه فإن أخاه نازل منزلته وهما كشيء واحد لا يختلفان إلا بالبدن) أي: هما من حيث البدن شخصان في رأي العين ومن حيث الروح كشيء واحد في كمال الموافقة (فهذه حقيقة الأخوة) وفضيلة الصداقة .