فإذن حماية الأخوة بدفع ذم الأعداء وتعنت المتعنتين واجب في عقد الأخوة .
وقد ، قال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد لا تذكر أخاك في غيبته إلا كما تحب أن يذكرك في غيبتك .
فإذن لك فيه معياران : أحدهما : أن تقدر أن الذي قيل فيه لو قيل فيك وكان أخوك حاضرا ما الذي كنت تحب أن يقوله أخوك فيك فينبغي أن تعامل المتعرض لعرضه به .
والثاني : أن تقدر أنه حاضر من وراء جدار يسمع قولك ويظن أنك لا تعرف حضوره فما كان يتحرك في قلبك من النصرة له بمسمع منه ومرأى فينبغي أن يكون في مغيبه كذلك ، فقد قال بعضهم : ما ذكر أخ لي بغيب إلا تصورته جالسا فقلت فيه ما يحب أن يسمعه لو حضر وقال آخر : ما ذكر أخ لي إلا تصورت نفسي في صورته فقلت فيه مثل ما أحب أن يقال في .
وهذا من صدق الإسلام وهو أن لا يرى لأخيه إلا ما يراه لنفسه .
وقد نظر nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء إلى ثورين يحرثان في فدان فوقف أحدهما يحك جسمه فوقف الآخر فبكى وقال هكذا الإخوان في الله يعملان لله فإذا وقف أحدهما وافقه الآخر .
(فإذا حماية الإخوان) ونصرتهم (تدفع ذم الأعداء وتعنيف المعنفين) وفي بعض النسخ: وتعنيت المعنتين (واجب في عقد الأخوة، فقد قال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد) بن جبير المكي -رحمه الله تعالى-: (لا تذكر أخاك في غيبته إلا بما تحب أن يذكرك به في غيبتك) كذا في القوت، ولفظه: قال ابن العباس في وصيته nindex.php?page=showalam&ids=16879لمجاهد: ولا تذكر أخاك إذا تغيب عنك إلا بمثل ما تحب أن تذكر به إذا غبت، وأعفه مما تحب أن تعفى عنه (فإذا لك فيه معياران: أحدهما: أن تقدر) في نفسك (أن الذي قيل فيه لو قيل فيك وكان أخوك حاضرا ما الذي كنت [ ص: 223 ] تحب أن يقوله فيك أخوك فينبغي أن تعامل المتعرض لعرضه به) . المعيار (الثاني: أن تقدر) في نفسك (أنه حاضر من وراء جدار) أو ستارة (ليسمع قولك) وفي نسخة: يتسمع عليك (ويظن أنك لا تعرف حضوره هناك فما كان يتحرك في قلبك من النصرة له بمسمع منه ومرأى) أي: بحيث كان يسمعه ويراه (ينبغي أن تكون في غيبته كذلك، فقد قال بعضهم: ما ذكر لي أخ بعيب إلا تصورته) ولفظ القوت: تمثلته (جالسا) عندي (فقلت فيه ما أحب) هو (أن يسمعه) مني (لو حضر) كذا في القوت .
(وقال آخر: ما ذكر أخ لي إلا تصورت في نفسي صورته) ولفظ القوت: نفسه وصورته، (فقلت فيه مثل ما أحب أن يقال في) كذا في القوت (وهذا من صدق الإسلام) وكمال الإيمان (وهو أن لا يرى لأخيه إلا ما يراه لنفسه) في سائر الشئون، ولفظ القوت: فهذا حقيقة في صدق الإسلام لا يكون مسلما حتى يرضى لأخيه ما يرضى لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه .
(نظر nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء) -رضي الله عنه- (إلى ثورين يجريان في قرن) محركة هو الحبل يقرن به بين اثنين، وفي بعض النسخ: في فدان، وهو الخشب الذي يوضع على رقبتي الثورين، ولفظ القوت: إلى الثورين يجريان (فوقف أحدهما يحك جسمه) لفظ القوت: جلده (فوقف الآخر) لوقوفه (فبكى nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء وقال هكذا الإخوان في الله تعالى يعملان لله) تعالى ويتعاونان على أمر الله تعالى (فإذا وقف أحدهما وافقه الآخر) ولفظ القوت: وقف الآخر لوقوفه، وفي الحلية nindex.php?page=showalam&ids=12181لأبي نعيم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن nindex.php?page=showalam&ids=16718عمرو بن مرة عن nindex.php?page=showalam&ids=15957سالم بن أبي الجعد، قال: مر ثوران على nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء وهما يعملان فقام أحدهما ووقف الآخر فقال nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء: إن في هذا لمعتبرا.