والقريب لا يجوز أن يهجر بالمعصية ؛ ولذلك قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في عشيرته فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون ولم يقل : إني بريء منكم ، مراعاة لحق القرابة ولحمة النسب .
وإلى هذا أشار nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء لما قيل له : ألا تبغض أخاك وقد فعل كذا فقال ؟ إنما أبغض عمله وإلا فهو أخي .
(والقريب لا يجوز أن يهجر بالمعصية؛ ولذلك قال الله -عز وجل- لنبيه -صلى الله عليه وسلم- في) حق (عشيرته) وقرابته (فإن عصوك) ولم يتبعوك (فقل إني بريء مما تعملون ولم يقل:) فقل (إني بريء منكم، مراعاة لحق القرابة ولحمة النسب) نقله صاحب القوت، وقال صاحب العوارف: ففيه أنه لا يبغض الأخ بعد الصحبة لكن يبغض عمله، وفيه تقوية لما ذهب إليه nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء وغيره من الصحابة (وإلى هذا أشار nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء) -رضي الله عنه- (لما قيل له: ألا تبغض أخاك وقد فعل كذا؟) ولفظ القوت: وروينا عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء أن شابا غلب على مجلسه حتى أحبه nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء فكان يقدمه على الأشياخ ويقربه فحسدوه، وإن الشاب وقع في كبيرة من الكبائر فجاءوا إلى nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ما كان منه فقيل له: لو أبعدته وهجرته؟ فقال: سبحان الله! لا يترك الصاحب لشيء كان فيه. انتهى .
ثم قال صاحب القوت: وروينا عن بعض التابعين وعن الصحابة في مثل ذلك وقد قيل له فيه فقال: (إنما أبغض عمله وإلا فهو أخي) فانظر كيف خلط المصنف بين قولين؟ وقال nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الحلية: حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا عبد الرازق عن معمر بن أيوب عن أبي قلابة أن nindex.php?page=showalam&ids=4أبا الدرداء مر على رجل قد أصاب ذنبا فكانوا يسبونه، فقال: أرأيتم لو وجدتموه في [ ص: 230 ] قليب ألم تكونوا مستخرجيه؟ قالوا: بلى، قال: فلا تسبوا أخاكم واحمدوا الله الذي عافاكم، قالوا: أفلا تبغضه؟ قال: إنما أبغض عمله، فإذا تركه فهو أخي .