(ومن ثمرات المودة في الله) -عز وجل- (ألا يكون مع حسد) أي: لا يحسده (في دين ودنيا) أي: عليهما جميعا كما لا يحسد نفسه عليهما (وكيف يحسد وكل ما فيه لأخيه فإليه ترجع فائدته) وأن يؤثره بالدين والدنيا إذا كان محتاجا إليهما كنفسه، وهذان شرطان في الحب في الله -عز وجل- و (به) أي: بالشرط الأول (وصف الله المحبين في الله) -عز وجل- (فقال:) يحبون من هاجر إليهم ثم وصف حقيقة محبتهم؛ إذ كان لا يصف إلا حقا ولا يمدح إلا حقا، فقال ( ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ) يعني مما أوتي أحبابهم من دين ودنيا، ثم قال في الشرط الثاني: ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) فهذا فصل الخطاب ونعت الأحباب (ووجود الحاجة) في هذا الموضع (الحسد) كما لا يجدون هم في صدورهم لأنفسهم حسدا، فهذه حقيقة الوجود، وأما الشرط الثاني الذي هو الإيثار، فإن كان مع احتياج فهو مقام الصديقين أو يساويه، وهو من مقام الصادقين أو يواسيه فهو أخلاق المؤمنين وهذا أقل منازل الآخرة، وقد تقدمت الإشارة إليه في سياق المصنف عند ذكر قصة nindex.php?page=showalam&ids=3402سعد بن الربيع مع nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنهما- .