" فهذه أقل الدرجات وهو النظر بعين المساواة والكمال في رؤية الفضل للأخ .
ولذلك قال سفيان إذا قيل لك يا شر الناس فغضبت فأنت شر الناس أي ينبغي أن تكون معتقدا ذلك في نفسك أبدا .
وسيأتي وجه ذلك في كتاب الكبر والعجب .
[ ص: 243 ] (ولا يتم التخفيف وترك التكلف إلا بأن يرى نفسه دون إخوانه) في القدر والمقام (ويحسن الظن بهم) في كل حال (ويسيء بنفسه) ويتهمها (فإذا رآهم خيرا من نفسه فعند ذلك يكون خيرا منه) ومن هنا قولهم: سيد القوم خادمهم، فلا تتم السيادة إلا باطراح النفس وترك الترفع على (الإخوان، قال أبو معاوية الأسود) هو من رجال الحلية: قال nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في ترجمته: حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=13114محمد بن إسحاق، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=12208أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أحمد بن الوديع يقول: سمعت أبا معاوية الأسود يقول: (إخواني كلهم خير مني، قيل) له: (وكيف) ذاك يا أبا معاوية؟ (قال: كلهم يرى لي الفضل عليه ومن فضلني على نفسه فهو خير مني .
وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: nindex.php?page=hadith&LINKID=688530 "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" وتقدم الكلام عليه، وأما الشطر الثاني فقد رواه أيضا العسكري في الأمثال من طريق سليمان بن عمرو النخعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس مرفوعا ولفظه nindex.php?page=hadith&LINKID=688530 "المرء على دين خليله، ولا خير في صحبة من لا يرى لك من الخير مثل الذي ترى له" ) وروي أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16861ليث عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد قال: كانوا يقولون: لا خير لك في صحبة من لا يرى لك من الحق مثل ما ترى له. nindex.php?page=showalam&ids=12181ولأبي نعيم في الحلية عن nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد رفعه: لا تصحبن أحدا إلا يرى لك من الفضل كما ترى له، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في روضة العقلاء لكن بلفظ nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، وشاهده ما ثبت في الأثر بأن يحب لأخيه ما يحبه لنفسه، وقال الشاعر:
إن الكريم الذي تبقى مودته يرى لك الفضل إن صافى وإن صرما ليس الكريم الذي إن زل صاحبه أفشى وقال عليه كل ما كتما
وأنشد العسكري لأبي العباس المدغول
إذا كنت تأتي المرء تعرف حقه ويجهل منك الحق فالصرم أوسع ففي الناس أبدال وفي الأرض مذهب وفي الناس عمن لا يؤاتيك مقنع وإن امرأ يرضى الهوان لنفسه حقيقا بجدع الأنف والجدع أشنع
(فهذه أقل الدرجات وهو النظر بعين المساواة والكمال في رؤية الفضل للأخ) وهو مقام عامة المؤمنين وفوقه مقام أفضل منه وهو أن لا يرى لنفسه فضلا أصلا وهو مقام الصادقين (ولذلك قال سفيان) nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري -رحمه الله تعالى- (إذا قيل لك باشر الناس فغضبت) لذلك (فأنت شر الناس) كذا في القوت؛ إذ في رؤية الخيرية في نفسه واتباع هوى الشيطان في التغضب (أي ينبغي أن تكون معتقدا في نفسك ذلك أبدا وسيأتي وجه ذلك في كتاب الكبر والعجب) في ربع المهلكات إن شاء الله تعالى .