وقد قال صلى الله عليه وسلم : من أقال مسلما عثرته أقاله الله يوم القيامة .
قال عكرمة قال الله تعالى ليوسف بن يعقوب بعفوك عن إخوانك رفعت ذكرك في الدارين .
قالت عائشة رضي الله عنها : ما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله .
وقال ابن عباس رضي الله عنهما ما عفا رجل عن مظلمة إلا زاده الله بها عزا .
وقال صلى الله عليه وسلم ما نقص مال من صدقة وما زاد الله رجلا بعفو إلا عزا وما من أحد تواضع لله إلا رفعه الله .
(ومنها أن لا يزيد في الهجرة لمن يعرفه) ويصاحبه (على ثلاثة أيام مهما غضب عليه، قال أبو أيوب) خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة (الأنصاري) الخزرجي شهد بدرا والعقبة والمشاهد كلها ونزل عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قدم المدينة شهرا وعاش كثيرا حتى مات ببلاد الروم غازيا في خلافة nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية سنة خمسين وقبره في أصل سور القسطنطينية -رضي الله عنه- .
(قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: nindex.php?page=hadith&LINKID=655612لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث) رواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود وزاد nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم إلا أن يكون ممن لا تؤمن بوائقه. هكذا رواه في الكنى من حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة بهذه الزيادة، وأنكر nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل هذه الزيادة وروى الشيخان من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن nindex.php?page=showalam&ids=50أبي أيوب ولفظهما فوق ثلاث ليال، ثم قال: (يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا) ولفظهما يصد هذا ويصد هذا (وخيرهما الذي يبدأ بالسلام) وهكذا رواه مالك والطيالسي وأحمد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي، وقال: حسن صحيح، وابن حبان وابن جرير كلهم من طريق الزهري إلا أنه قال عن أنس وقال غريب والمحفوظ الأول .
ورواه ابن جرير وابن عدي والطبراني وابن عساكر أيضا من طريق الزهري عنه عن عطاء عن أبي أيوب وروى مسلم من حديث ابن عمر: "لا يحل للمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام" وكذلك رواه الخرائطي في مساوي الأخلاق والبزار من حديث ابن مسعود وسعد وأنس، وروى أحمد والطبراني والبيهقي من حديث هشام بن عامر: "لا يحل لمسلم أن يهجر مسلما فوق ثلاث ليال فإنهما ناكبان عن الحق ما داما على صرمهما وإن أولهما فيئا يكون سبقه بالفيء كفارته وإن سلم عليه فلم يقبل ولم يرد عليه سلامه ردت عليه الملائكة ويرد على الآخر الشيطان، وإن ماتا على صرامهما لم يدخلا الجنة جميعا أبدا"، وروى أبو داود من حديث أبي هريرة: "لا يحل المسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام والسابق يسبق إلى الجنة" وعند البيهقي من حديثه: " لا يحل لمؤمن أن يهجر مؤمنا فوق ثلاثة أيام، فإذا مر ثلاث لقيه فسلم عليه، فإن رد فقد اشتركا في الأجر وإن لم يرد عليه فقد برئ المسلم من الهجرة وصارت على صاحبه" .
(وقال -صلى الله عليه وسلم-: من أقال مسلما عثرته أقاله الله يوم القيامة) وأصل الإقالة فسخ البيع، وهو من الإحسان المأمور به في القرآن لما له من الفرائض فيما ندم عليه سيما في بيع العقار وتمليك الجوار، قال العراقي: رواه أبو داود والحاكم، وقد تقدم، قلت: لفظ أبي داود وابن ماجه والحاكم من حديث أبي هريرة: "من أقال مسلما أقال الله عثرته" ولفظ البيهقي من حديثه: "من أقال نادما أقاله الله يوم القيامة" فالذي ذكره المصنف مركب من حديثين من طريقين مختلفين .
(وقال عكرمة) مولى ابن عباس ثقة في التفسير (قال الله تعالى ليوسف بن يعقوب عليهما السلام) : يا يوسف (بعفوك عن إخوتك رفعت ذكرك في الذاكرين) وفي بعض النسخ في الدارين .
(وقالت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة -رضي الله عنها-: ما انتقم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لنفسه قط إلا أن تصاب حرمة الله فينتقم لله) .
قال العراقي: متفق عليه بلفظ: "إلا أن تنتهك" (وقال ابن عباس) -رضي الله عنه- (ما عفا رجل عن مظلمة إلا زاده الله بها عزا) في الدنيا فإن من عرف بالعفو والصفح عظم في القلوب أو في الآخرة بإجزال الأجر أو تضعيفه أو فيهما وذلك جائز (وما زاد الله رجلا بعفو) أي: بسبب عفو (إلا عزا) في الدنيا أو في الآخرة أو فيهما (وما من أحد تواضع لله) رقا وعبودية [ ص: 257 ] فى الائتمار بأمره والانتهاء عن نهيه (إلا رفعه الله) في الدنيا بأن يثبته في القلوب منزلة، وكذا في الآخرة على سرير خلود لا يفنى ومنبر ملك لا يبلى، واعلم أن من حيلة الإنسان الشح بالمال ومشابهة السبعية من إيثار الغضب والانتقام والاسترسال في الكبر الذي هو من نتائج الشيطنة، فأراد الشارع أن يقلعها من سنخها فحث أولا على الصدقة ليتحلى بالسخاء والكرم، وثانيا على العفو ليتعزز بعز الحلم والوقار، وثالثا على التواضع ليرفع درجاته في الدارين .
قال العراقي: رواه مسلم من حديث أبي هريرة. اهـ .
قلت: ورواه كذلك أحمد والترمذي وابن حبان ولفظهم جميعا: "ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه" قال الطيبي: قوله: "ما نقصت صدقة من مال" "من" هذه يحتمل أن تكون زائدة؛ أي: ما نقصت صدقة مالا، ويحتمل أن تكون صلة لنقصت والمفعول الأول محذوف أي: ما نقصت شيئا من مال .