ومنها أن ينصف الناس من نفسه ولا يأتي إليهم إلا بما يحب أن يؤتى إليه ، قال صلى الله عليه وسلم : لا يستكمل العبد الإيمان حتى يكون فيه ثلاث خصال : الإنفاق من الإقتار والإنصاف من نفسه وبذل السلام .
وقال عليه السلام : من سره أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وليؤت ، إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه .
وقال صلى الله عليه وسلم : يا nindex.php?page=showalam&ids=4أبا الدرداء أحسن مجاورة من جاورك تكن مؤمنا ، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما .
قال الحسن أوحى الله تعالى إلى آدم صلى الله عليه وسلم بأربع خصال وقال فيهن جماع الأمر لك ولولدك واحدة لي وواحدة لك وواحدة بيني وبينك وواحدة بينك وبين الخلق فأما التي لي تعبدني ولا تشرك بي شيئا وأما التي لك فعملك أجزيك به أفقر ما تكون إليه وأما التي بيني وبينك فعليك الدعاء وعلي الإجابة ، وأما التي بينك وبين الناس فتصحبهم بالذي تحب أن يصحبوك به وسأل موسى عليه السلام الله تعالى فقال أي : رب أي عبادك أعدل قال ؟ : من أنصف من نفسه .
(ومنها أن ينصف الناس من نفسه ولا يأتي إليهم إلا بما يحب أن يؤتى إليه، قال -صلى الله عليه وسلم-: لا يستكمل العبد الإيمان حتى تكون فيه ثلاث خصال: الإنفاق من الإقتار) أي: الافتقار، افتقر الرجل إذا افتقر، فيكون المعنى الإنفاق من العدم وهو مشكل إذ العدم لا ينفق منه، ويخرج على وجوه: إما أن يكون "من" بمعنى "فيه" والمعنى: الإنفاق في حالة الفقر وهو من غاية الكرم، أو بمعنى "عند" أي: عند الفقر (والإنصاف من نفسه) أي: العدل منها، يقال: أنصف من نفسه وانتصفت أنا منه (وبذل السلام) أي: إعطاؤه وإفشاؤه، قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=14203الخرائطي في مكارم الأخلاق من حديث nindex.php?page=showalam&ids=56عمار بن ياسر، ووقفه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري. اهـ .
قلت: لفظ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري المعلق في باب السلام "من الإسلام" وقال nindex.php?page=showalam&ids=56عمار: nindex.php?page=hadith&LINKID=930440 "ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الإقتار". قال أبو القاسم [ ص: 264 ] اللكائي في كتاب السنة: حدثنا علي بن أحمد بن حفص، حدثنا أحمد بن علي المرهبي، حدثنا أبو محمد الحسن بن علي بن جعفر الصيرفي، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم، حدثنا قطر، عن أبي إسحاق، عن nindex.php?page=showalam&ids=16238صلة بن زفر، عن nindex.php?page=showalam&ids=56عمار، ورواه رستة في كتاب الإيمان له، وأحمد في مسنده كلاهما من طريق سفيان، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=17383يعقوب بن شيبة في مسنده من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة nindex.php?page=showalam&ids=15932وزهير بن معاوية وغيرهما، كلهم عن nindex.php?page=showalam&ids=11813أبي إسحاق السبيعي عن nindex.php?page=showalam&ids=16238صلة بن زفر عن nindex.php?page=showalam&ids=56عمار، ولفظ شعبة: nindex.php?page=hadith&LINKID=930440 "ثلاث من كن فيه فقد استكمل الإيمان" وهكذا في جامع nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر عن أبي إسحاق وكذا رواه عبد الرازق في المصنف فرفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار في مسنده nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم في العلل كلاهما عن الحسن بن عبد الله الكوفي، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13890البغوي في شرح السنة من طريق أحمد بن كعب الواسطي nindex.php?page=showalam&ids=12585وابن الأعرابي، وفي معجمه عن محمد بن الصباح عن الصغاني ثلاثتهم عن nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق مرفوعا، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار: غريب، وقال أبو زرعة: هو خطأ، وقد روي مرفوعا من وجه آخر عن nindex.php?page=showalam&ids=56عمار وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الكبير لكن في إسناده ضعف .
(وقال -صلى الله عليه وسلم-: من سره أن يزحزح) أي: يخرج (عن النار و) أن (يدخل الجنة فلتأته منيته) أي: موته المقدر (وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه) .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر ونحوه nindex.php?page=showalam&ids=14203والخرائطي في مكارم الأخلاق بلفظه. اهـ .
قلت: ورواه كذلك nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الكبير nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم في الحلية ولفظهم "ويحب أن يأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه" (وقال -صلى الله عليه وسلم-: يا nindex.php?page=showalam&ids=4أبا الدرداء أحسن مجاورة من جاورك تكن مؤمنا، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما) .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=14203الخرائطي في مكارم الأخلاق بسند ضعيف، والمعروف أنه قال nindex.php?page=showalam&ids=3لأبي هريرة، وقد تقدم. اهـ .
(وقال الحسن) البصري -رحمه الله تعالى- (أوحى الله إلى آدم -عليه السلام- بأربع) خصال (وقال فيهن جماع الأمر لك ولولدك) منها (واحدة لي) خاصة (وواحدة لك) خاصة (واحدة بيني وبينك) مشتركة (وواحدة بيني وبين الخلق) عامة (فأما) الخصلة (التي لي) خاصة (تعبدني) أي: توحدني (ولا تشرك بي شيئا) مما خلقت (وأما) الخصلة (التي لك) خاصة (فعملك أجزيك به) إن خيرا فخير وإن شرا فشر (أفقر ما تكون إليه) أي: أحرج (وأما) الخصلة (التي بيني وبينك فعليك الدعاء وعلي الإجابة، وأما) الخصلة (التي بيني وبين الناس فتصحبهم بالذي تحب أن يصحبوك به) كذا أورده صاحب القوت (وسأل موسى -عليه السلام- ربه تعالى وقال: يا رب أي عبادك أعدل؟) أي: أكثر عدلا (فقال: من أنصف من نفسه) وفي المرفوع من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر وعند الديلمي: "من أنصف الناس من نفسه ظفر بالجنة العالية".