وأن يؤمن بأن الصراط حق وهو جسر ممدود على متن جهنم أحد من السيف ، وأدق من الشعرة تزل عليه أقدام الكافرين بحكم الله سبحانه ، فتهوي بهم إلى النار وتثبت عليه أقدام المؤمنين بفضل الله فيساقون إلى دار القرار .
(وأن يؤمن بأن الصراط حق) ثابت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة (وهو) لغة الطريق الواضح; لأنه يبلغ المارة، وشرعا (جسر ممدود على متن جهنم) يرده الأولون والآخرون، ذاهبين إلى الجنة; لأن جهنم بين الموقف والجنة (أحد [ ص: 39 ] من السيف، وأدق من الشعر) ومذهب أهل السنة بقاؤه على ظاهره مع تفويض علم حقيقته إليه سبحانه وتعالى، خلافا للمعتزلة، وطوله ثلاثة آلاف سنة، ألف صعود وألف هبوط وألف استواء، وجبريل في أوله، وميكائيل في وسطه، وفي حافتيه كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به، وفيه سبع قناطر، يسأل العبد عند كل واحدة عن نوع من العبادات. ومرور العباد عليه متفاوت في سرعة النجاة، وعدمها، وهم فريقان، وقد أشار إلى ذلك المصنف بقوله: (تزل به أقدام الكافرين) والمنافقين (بحكمة الله تعالى، فتهوي به في النار) إما على الدوام والتأبيد كهؤلاء، وإما إلى مدة يريدها الله تعالى ثم ينجو، كبعض عصاة المؤمنين ممن قضى الله عليه بالعذاب .