وأن يؤمن بالحوض المورود حوض محمد صلى الله عليه وسلم يشرب منه المؤمنون قبل دخول الجنة ، وبعد جواز الصراط من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا ، عرضه مسيرة شهر ، ماؤه أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، حوله أباريق عددها بعدد نجوم السماء فيه ميزابان يصبان من الكوثر .
(ويشرب منه المؤمنون) الذين وفوا بعهد الله وميثاقه، وماتوا على ذلك لم يغيروا ولم يبدلوا، وهذا الوصف إن شمل جميع مؤمني الأمم السابقة لكنه خلاف ظواهر الأحاديث أنه لا يرده إلا مؤمنو هذه الأمة; لأن كل أمة إنما ترد حوض نبيها، وتخصيص حوض نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- بالذكر لوروده بالأحاديث البالغة مبلغ التواتر، بخلاف غيره بوروده بالآحاد (قبل دخول الجنة، وبعد جواز الصراط) على الصحيح، ولكن جهل تقدمه على الصراط أو تأخره عنه لا يضر اعتقاده، وإنما الواجب اعتقاد ثبوته .
(فيه ميزابان يصبان من الكوثر) وفي صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=99ثوبان: nindex.php?page=hadith&LINKID=103543 "يصب فيه ميزابان يمدانه من الجنة، أحدهما من ذهب، والآخر من ورق"، ويروى أن الصحابة قالوا: يا رسول الله، أين نطلبك يوم الحشر؟ فقال: "على الصراط، فإن لم تجدوني فعلى الميزان، فإن لم تجدوني فعلى الحوض"، وفي هذا تنبيه على ترتيب الصراط والميزان والحوض، وهي مسألة توقف فيها أكثر أهل العلم .