وأن يحسن الظن بجميع الصحابة ، ويثني عليهم كما أثنى الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم عليهم أجمعين فكل ذلك مما وردت به الأخبار وشهدت به الآثار فمن اعتقد جميع ذلك موقنا به كان من أهل الحق وعصابة السنة وفارق رهط الضلال وحزب البدعة .
فنسأل الله كمال اليقين وحسن الثبات في الدين لنا ولكافة المسلمين برحمته إنه أرحم الراحمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى كل عبد مصطفى .
(وأن يحسن الظن بجميع الصحابة، ويثني عليهم كما أثنى الله -عز وجل- ورسوله -صلى الله عليه وسلم- عليهم أجمعين) أما ثناء الله عز وجل عليهم بعمومهم وخصوصهم ففي آي من القرآن، وشهدت نصوصه بعدالتهم والرضا عنهم ببيعة الرضوان، وكانوا حينئذ أكثر من ألف وسبعمئة، وعلى المهاجرين والأنصار خاصة، بقوله تعالى: والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ، وقوله تعالى: للفقراء المهاجرين ، الآيات، وعند nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=5078عبد الله بن مغفل: nindex.php?page=hadith&LINKID=700486 "الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا بعدي"، وللشيخين من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد: nindex.php?page=hadith&LINKID=666166 "لا تسبوا أصحابي"، nindex.php?page=showalam&ids=14687وللطبراني من حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود: nindex.php?page=hadith&LINKID=940064 "إذا ذكر أصحابي فأمسكوا"، ومناقب الصحابة وفضائلهم عديدة، وحقيق على المتدين أن يستصحب لهم ما كانوا عليه في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فإن نقلت هناة فليتدبر العاقل النقل وطريقه؛ فإن ضعف رده، وإن ظهر وكان آحادا لم يقدح فيما علم تواترا وشهدت به النصوص (فكل ذلك) أي: مما ذكره من قواعد العقائد (ما وردت به الأخبار) من روايات الأئمة الكبار (وشهدت به) أي: بصحته (الآثار) من السلف الأخيار (فمن اعتقد جميع ذلك) جملة وتفصيلا (موقنا به) معتمدا عليه (كان من أهل الحق) وهو عبارة عن كل ما يحسن اعتقاده؛ فالمعنى: كان من الذين حسنت عقائدهم .
(وعصابة السنة) أي: جماعتها، والسنة طريقة النبي -صلى الله عليه وسلم- وطريقة أصحابه، (وفارق رهط الضلال) الرهط: ما دون العشرة من الرجال، وقيل: من سبعة إلى عشرة، وقيل: إلى أربعين، والضلال عن الطريق المستقيم، وتضاده الهداية (وحزب البدعة) أي: أنصارها، والبدعة الفعلية: المخالفة للسنة، والمراد بالحزب الجماعة، فيكون بحذف مضاف، أي: جماعة أهل البدعة، والمراد بهم فرق الضلال المبتدعة، كالمعتزلة والخوارج والكرامية والروافض بأنواعها وأقسامها (فنسأل الله) سبحانه وتعالى من فضله (كمال اليقين) في مراتب الإيمان والإحسان (والثبات في الدين) والمراد: في العقائد المتعلقة بالدين، ونسأل ذلك كذلك (لكافة المسلمين) وعامتهم؛ (إنه) جل وعز (أرحم الراحمين) يجيب دعوة الداعين (وصلى الله على سيدنا) ومولانا وهادينا (محمد وعلى آله وعلى كل عبد مصطفى) هكذا في بعض النسخ، وفي بعضها انتهاء الكلام إلى قوله: "أرحم الراحمين"، فتكون هذه الجملة من زيادة النساخ، وقد جرت العادة في الختم به تبركا، والله أعلم .
وهذا آخر شرح كتاب قواعد العقائد، فرغت من تحريره بعد صلاة الظهر من يوم الخميس، لليلتين بقيتا من ربيع الأول سنة 1193 بمنزلي بسويقة "لالا" من مصر، اللهم يسر لنا إتمام ما بقي .
قال مؤلفه: وكتبه العبد المقصر المذنب أبو الفيض محمد مرتضى الحسيني، غفر الله له بمنه وكرمه، حامدا لله ومصليا ومسلما ومستغفرا. انتهى .