وحكى الكرابيسي أن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رضي الله عنه سئل عن شيء من الكلام فغضب ، وقال : سل عن هذا . حفصا الفرد ، وأصحابه أخزاهم الله ولما مرض nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رضي الله عنه دخل عليه حفص الفرد فقال له : من أنا فقال ؟ : حفص الفرد ، لا حفظك الله ولا رعاك حتى تتوب مما أنت فيه .
قال الزعفراني قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : حكمي في أصحاب الكلام أن يضربوا بالجريد ويطاف بهم في القبائل والعشائر ، ويقال : هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأخذ في الكلام .
وقال أحمد بن حنبل لا يفلح صاحب الكلام أبدا ، ولا تكاد ترى أحدا نظر في الكلام إلا وفي قلبه دغل وبالغ في ذمه حتى هجر nindex.php?page=showalam&ids=15166الحارث المحاسبي مع زهده وورعه بسبب تصنيفه كتابا في الرد على المبتدعة وقال له ويحك ! ألست تحكي بدعتهم أولا ثم ترد عليهم ألست تحمل الناس بتصنيفك على مطالعة البدعة والتفكر في تلك الشبهات فيدعوهم ذلك إلى الرأي والبحث .
(وحكى) الحسين بن علي أبو علي (الكرابيسي أن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي سئل عن شيء من الكلام فغضب، وقال: سل عنه هذا. يعني حفصا الفرد، وأصحابه أخزاهم الله) ، وكان الكرابيسي من متكلمي أهل السنة أستاذا في علم الكلام، كما هو أستاذ في الحديث والفقه، وكان nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد يتكلم فيه بسبب مسألة اللفظ، وهو أيضا كان يتكلم في nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد؛ لذلك تجنب الناس الأخذ عنه، (و) يروى أنه (لما مرض nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي دخل عليه حفص الفرد وقال: من أنا؟ قال: حفص الفرد، لا حفظك الله ولا رعاك حتى تتوب مما أنت فيه) أي: من القول بخلق القرآن .
وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=15113اللالكائي في السنة من رواية محمد بن يحيى بن آدم المصري، أخبرنا الربيع قال: سمعت أبا شعيب قال: حضرت nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي -وحفص الفرد سأل nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي- فاحتج عليه بأن كلام الله غير مخلوق، وكفر حفص المنفرد، قال الربيع: ولقيته فقال: أراد nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي قتلي (وقال أيضا: لو علم الناس ما في الكلام من الأهواء لفروا منه فرارهم من الأسد) رواه محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي يقول.. فساقه، إلا أنه قال: "في الأهواء"، بدل "من الأهواء"، هكذا هو في نسخة ابن كثير .
وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=15113اللالكائي من رواية عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: قال الحسن بن عبد العزيز الجروي: كان nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ينهى النهي الشديد عن الكلام في الأهواء، ويقول أحدهم: إذا خالفه صاحبه قال: كفرت، والعلم فيه إنما يقال: أخطأت، وقال ابن كثير: قال محمد بن إسماعيل الكرابيسي يقول: قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي: كل متكلم على الكتاب والسنة فهو الجد، وما سواه فهو هذيان .
(وقال أيضا: إذا سمعت الرجل يقول: الاسم هو المسمى، أو غير المسمى، فاشهد بأنه من أهل الكلام، ولا دين له) أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر في كتاب العلم، ولفظه: قال nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي يقول: إذا سمعتم الرجل يقول: الاسم غير المسمى، أو: الاسم المسمى، فاشهدوا عليه أنه من أهل الكلام، ولا دين له. قال ابن السبكي: وهذا وأمثاله مما روي في ذم الكلام، وقد روي ما يعارضه، وللحافظ ابن عساكر في التبيين على أمثال هذه الكلمة كلام لا مزيد على حسنه .
(وقال الزعفراني) هو الحسن بن محمد بن الصلاح أبو علي البغدادي (قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي: حكمي في أصحاب الكلام أن يضربوا بالجريد) أي: جريد النخل؛ تعزيرا (ويطاف بهم في العشائر والقبائل، ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأخذ في الكلام) ، وهذا قد رواه أيضا أبو ثور عن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي، إلا أنه فيه "وأقبل على الكلام" مكان "وأخذ في الكلام"، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب في شرف أصحاب الحديث من رواية زكريا بن يحيى البصري، حدثنا محمد بن إسماعيل، سمعت أبا ثور والحسين بن علي يقولان: سمعنا nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي يقول.. فساقه، وزاد بعد قوله: "بالجريد": "ويحملوا على الإبل" .
وقال أبو نعيم بن عدي وغيره: قال داود بن سليمان عن الكرابيسي: سمع nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي يقول: حكمي في أهل الكلام حكم عمر في صبيغ .
وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=15113اللالكائي من رواية أحمد بن أصرم المعقلي قال: قال أبو ثور: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي يقول: ما تردى أحد بالكلام قد أفلح، وأخرج أيضا من رواية nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم: حدثنا الربيع قال: رأيت nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وهو نازل من الدرجة وقوم في المسجد يتكلمون بشيء من الكلام، فصاح فقال: إما أن تجاورونا بخير، وإما أن تقوموا عنا .
فهذه الآثار وغيرها دالة على أن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي كان شديد النهي عن علم الكلام (وقال أحمد بن) محمد بن (حنبل) الشيباني -رحمه الله تعالى-: (لا يفلح صاحب الكلام أبدا، ولا تكاد ترى أحدا نظر في) علم (الكلام إلا وفي قلبه غل) وهو تدرع الخيانة والعداوة (وبالغ فيه) أي: في ذمه (حتى هجر الحارث بن أسد بن عبد الله المحاسبي) شيخ الجنيد (مع زهده وورعه) وتقواه وجمعه بين [ ص: 49 ] علمي الظاهر والباطن (بسبب تصنيفه كتابا في الرد على المبتدعة) من المعتزلة والرافضة؛ فإن الإمام أحمد كان يشدد النكير على من يتكلم في علم الكلام؛ خوفا أن يجر ذلك إلى ما لا ينبغي.
ولا شك أن السكوت عنه ما لم تدع إليه الحاجة أولى، والكلام فيه عند فقد الحاجة بدعة، وكان الحارث قد تكلم في مسائل من علم الكلام، قال أبو القاسم النصراباذي: بلغني أن nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد هجره بهذا السبب، وقال له nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد لما أنكر عليه تلك المقالات وأجابه الحارث بأنه إنما ينصر السنة ويرد على البدعة: (ويحك! ألست تحكي بدعتهم أولا) أي: أقوالهم التي أحدثوها بدلائلها وبراهينها (ثم ترد عليهم) بعد ذلك بنقض أدلتها (ألست تحمل الناس بتصنيفك) هذا (على مطالعة) أقوال (البدع) والتفكر في تلك الشبهات (فيدعوهم فعلهم ذلك إلى) إحداث (الرأي) في الدين (والبحث) في مسائل الاعتقاد؟ فكأنه قصد بذلك سد هذا الباب رأسا، وكل منهما من رؤساء الأئمة وهداة هذه الأمة، والظن بالحارث أنه إنما تكلم حيث دعت الحاجة، ولكل مقصد، والله يرحمهما .