إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وكان عرقه صلى الله عليه وسلم في وجهه كاللؤلؤ أطيب من المسك الأذفر .


(وكان عرقه صلى الله عليه وسلم ) العرق محركة : ما يترشح من الجلد ، (في وجهه كاللؤلؤ) في الصفاء والبياض ، روى مسلم في المناقب من حديث أنس : " كان أزهر اللون ، كأن عرقه اللؤلؤ " الحديث ، وروى البيهقي من حديث عائشة " كان يخصف نعله ، وكنت أغزل فنظرت إليه ، فجعل جبينه يعرق ، وجعل عرقه يتلألأ نورا " ، وروى أيضا من حديث علي "كأن عرقه اللؤلؤ " ، (أطيب من المسك الأذفر) ، أي : شديد الرائحة ، رواه البيهقي من حديث علي ، ولريح عرقه أطيب من المسك الأذفر ، وفي سنده رجل مجهول .

وروى مسلم من طريق سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن أنس قال : دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم - فنام عندنا ، فعرق وجاءت أمي بقارورة ، فجعلت تسلت العرق فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم - فقال : " يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين ؟ قالت : هذا عرق نجعله لطيبنا ، وهو أطيب الطيب " ، ورواه أيضا من طريق أبي قلابة عن أنس ، عن أم سليم ، " أن النبي صلى الله عليه وسلم - كان يأتيها فيقيل عندها ، فتبسط له نطعا ، فيقيل عليه ، وكان كثير العرق ، فكانت تجمع عرقه ، فتجعله في الطيب ، والقوارير ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم - يا أم سليم ، ما هذا قالت عرقك أذوف به طيبي " .

التالي السابق


الخدمات العلمية