(و) من معجزاته صلى الله عليه وسلم أنه (أهراق) بفتح الهمزة والهاء أصله أراق (وضوأه) بالفتح هو الماء الذي يتوضأ به (في عين تبوك ) وهو موضع بالشام (ومرة أخرى في بئر الحديبية ، فجاشتا بالماء ، فشرب من عين تبوك أهل الجيش وهم ألوف حتى رووا وشرب من بئر الحديبية ألف وخمسمائة ، ولم يكن فيها قبل ذلك ماء) .
وأخرجه أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=15932زهير بن معاوية ، عن أبي إسحاق ، وفي لفظ له : "فدعا بدلو فنزع منها ، ثم أخذ منه بفيه ، فمجه فيها ، ودعا الله فكثر ماؤها ، حتى صدرنا ، وركائبنا ، ونحن أربع عشرة مائة " .
وفي مغازي أبي الأسود من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة : "ودعا بدلو من ماء فتوضأ في الدلو ، ومضمض فاه ، ثم مج فيه ، وأمر أن يصب في البئر ، ونزع سهما من كنانته فألقاه في البئر ، ودعا الله تبارك وتعالى ففارت بالماء حتى جعلوا يغترفون بأيديهم منها وهم جلوس مع شفتها " .
وكذا روى nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي من طريق أوس بن خولي ، وهذه القصة غير القصة التي سبقت في ذكر نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم ، مما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في المغازي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ، وجمع nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان بينهما بأن ذلك وقع في وقعتين ، قال بعضهم في تقرير هذا القول : حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر في نبع الماء كان حين حضرت صلاة العصر عند إرادة الوضوء ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=48البراء كان لإرادة ما هو أعم من ذلك .
ويحتمل أن يكون الماء لما تفجر من أصابعه ويده في الركوة ، وتوضؤوا كلهم وشربوا أمر حينئذ بصب الماء الذي بقي في الركوة في البئر فتكاثر الماء فيها ، والله أعلم .