وحن الجذع الذي كان يخطب إليه لما عمل له المنبر حتى سمع منه جميع أصحابه مثل صوت الإبل فضمه إليه فسكن .
(و) من معجزاته صلى الله عليه وسلم أن (حن الجذع ) بكسر الجيم ، وسكون الذال المعجمة ساق النخلة ، (الذي كان يخطب إليه) أي مستندا إليه في حال خطبته (لما عمل له صلى الله عليه وسلم المنبر) وحنينه شوقه وانعطافه ، الدال عليهما صوته المسموع ، (حتى سمع منه جميع أصحابه) الحاضرين إذ ذاك (مثل صوت الإبل فضمه إليه) بعد نزوله من المنبر ، (فسكن) .
قال التاج السبكي : وحنينه متواتر ؛ لأنه ورد عن جماعة من الصحابة إلى نحو العشرين من طرق صحيحة كثيرة ، تفيد القطع بوقوعه وبينها ، ثم قال : ورب متواتر عند قوم غير متواتر عند آخرين ، وتبعه بعض الحفاظ قال : فقد نقل هووانشقاق القمر نقلا مستفيضا يفيد القطع عند من يطلع على طرق الحديث ، دون غيرهم ، وجرى في الشفاء أنه متواتر .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : قصة حنينه من الأمور الظاهرة ، التي نقلها الخلف عن السلف ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رضي الله عنه - أن حنينه أعظم في المعجزات من إحياء الموتى .
قال العراقي : روى nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر وجابر اهـ .
وقال ابن سعد أيضا : أخبرنا يعقوب بن أبي إبراهيم بن سعد الزهري ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16214صالح بن كيسان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب ، حدثني من سمع nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله ، يقول : "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم - كان يقوم إلى جذع نخلة منصوب في المسجد حتى إذا بدا له أن يتخذ المنبر ، شاور ذوي الرأي من المسلمين ، فرأوا أن يتخذه فاتخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم - فلما كان يوم الجمعة أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم - حتى جلس على المنبر ، فلما فقده الجذع حن حنينا أفزع الناس ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم - عن مجلسه حتى انتهى إليه ، فقام إليه ومسه ، فهدأ فلم يسمع له حنين بعد ذلك اليوم " .
قال الحافظ بن ناصر الدين الدمشقي في كتابه عرف العنبر في وصف المنبر ، بعد أن أخرجه من كتاب اليتيمة للحافظ أبي موسى المديني ، من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني المتقدم ما نصه كذا في هذه الرواية عن أبي بصرة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ، والأشبه عن أبي بصرة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد ، قال nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد في مسنده : أخبرنا علي بن عاصم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13999الجريري عن أبي بصرة العبدي ، حدثني nindex.php?page=showalam&ids=44أبو سعيد الخدري ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=694535 "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - يخطب يوم الجمعة إلى جذع نخلة " ، وذكر الحديث بطوله .
وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه بنحوه عن إسماعيل بن عبد الله الرقي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16525عبيد الله بن عمرو ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله بن أحمد ، في زوائد المسند عن سعيد بن أبي الربيع السمان ، عن سعيد بن سلمة بن أبي الحسام ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13372ابن عقيل فذكره ، بطوله .
وفي آخره فكان الحسن إذا حدث بهذا الحديث بكى ، ثم قال : "يا عباد الله ، الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - شوقا لمكانه ، من لقيه فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه " ، تابعهما nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16874المبارك بن فضالة بطوله .
وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة ، فأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الدلائل ، واعلم أن القصة واحدة ، فما وقع في ألفاظها ، مما ظاهره التغاير ، إنما هو من الرواة وعند التحقيق والتأمل يرجع لمعنى واحد ، والله أعلم .