ومن أبوابه العظيمة الشبع من الطعام وإن كان حلالا صافيا فإن الشبع يقوي الشهوات ، والشهوات أسلحة الشيطان فقد روي أن إبليس ظهر ليحيى بن زكريا عليهما السلام ، فرأى عليه معاليق من كل شيء فقال له : يا إبليس ، ما هذه المعاليق ? قال : هذه الشهوات التي أصبت بها ابن آدم فقال : فهل فيها من شيء ? قال : ربما شبعت فثقلناك عن الصلاة وعن الذكر ، قال : فهل غير ذلك ? قال : لا ، قال : لله علي أن لا أملأ بطني من الطعام أبدا . فقال له إبليس : ولله علي أن لا أنصح مسلما أبدا ويقال في كثرة الأكل ست خصال مذمومة: .
أولها أن يذهب خوف الله من قلبه، الثاني: أن يذهب رحمة الخلق من قلبه؛ لأنه يظن أنهم كلهم شباع، والثالث: أنه يثقل عن الطاعة، والرابع: أنه إذا سمع كلام الحكمة لا يجد له رقة، والخامس: أنه إذا تكلم بالموعظة والحكمة لا يقع في قلوب الناس، والسادس: أن يهيج فيه الأمراض .
.
(ومن أبوابه العظيمة الشبع من الطعام وإن كان حلالا صافيا) لا شبهة فيه (فإن الشبع يقوي الشهوات ، والشهوات مسلحة الشيطان) جمع سلاح، (فقد روي أن إبليس ظهر ليحيى بن زكريا عليهما السلام، فرأى عليه معاليق من كل شيء) جمع معلاق ما يعلق به اللحم وغيره ، وما يعلق بالزاملة أيضا نحو القمقمة والمطهرة والقربة (فقال له: يا إبليس ، ما هذه المعاليق؟ قال: هذه الشهوات التي أصيب بها ابن آدم. قال: فهل لي فيها من شيء؟ قال: ربما شبعت فثقلناك عن الصلاة وعن الذكر ، قال: فهل غير ذلك؟ قال: لا ، قال: لله علي أن لا أملأ بطني من طعام أبدا. فقال له إبليس: ولله علي أن لا أنصح مسلما أبدا) .