ومن أبوابه: حب التزين من الأثاث والثياب والدار فإن الشيطان إذا رأى ذلك غالبا على قلب الإنسان باض فيه وفرخ فلا يزال يدعوه إلى عمارة الدار وتزيين سقوفها وحيطانها وتوسيع أبنيتها ويدعوه إلى التزين بالثياب والدواب ويستسخره فيها طول عمره ، وإذا أوقعه في ذلك فقد استغنى أن يعود إليه ثانية فإن بعض ذلك يجره إلى البعض فلا يزال يؤديه من شيء إلى شيء إلى أن يساق إليه أجله فيموت وهو في سبيل الشيطان واتباع الهوى ويخشى من ذلك سوء العاقبة بالكفر ، نعوذ بالله منه .
(ومن أبوابه) التي يدخل منها (حب التزين من الأثاث) أي: أمتعة الدار (والثياب) وهي ما يلبسها، (والدار) التي يسكنها ، (فإن الشيطان إذا رأى ذلك غالبا على قلب الإنسان باض فيه وفرخ) ، وهي كناية عن استدامة اللبث والإقامة فيه (فلا يزال يدعوه) أولا (إلى عمارة الدار وتزيين سقوفها وحيطانها وتوسيع أبنيتها) وكثرة مرافقها (ويدعوه) ثانيا (إلى التزين بالثياب) الفاخرة (والدواب) الفارهة (ويستسخره فيها طول عمره ، وإذا أوثقه فيها فقد استغنى أن يعود إليه) مرة (ثانية فإن بعض ذلك يجر إلى بعض) ويمده، (فلا يزال يؤديه من شيء إلى شيء) مثله (إلى أن يساق إليه أجله) المحتوم (فيموت وهو في سبيل الشيطان واتباع الهوى) النفسي (ويخشى) عليه (من ذلك سوء العاقبة بالكفر ، نعوذ بالله منه) وهذا مشاهد الآن في أكثر الناس.