قد يدرك بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الذلل
(وعند الاستعجال يروج الشيطان شره على الإنسان من حيث لا يدري ، فقد روي أنه لما ولد عيسى أتت الشياطين إبليس) أي: رئيسهم (فقالوا: أصبحت الأصنام قد نكست رؤوسها ، فقال: هذا حادث قد حدث) الزموا (مكانكم) حتى آتيكم بخبره (فطار حتى أتى خافقي الأرض) أي: جانبيه (فلم يجد شيئا ثم وجد عيسى عليه السلام قد ولد ، وإذا بالملائكة حافين به) أي: مجتمعين حوليه (فرجع إليهم، فقال: إن نبيا قد ولد البارحة، ما حملت أنثى قط ولا وضعت إلا وأنا حاضرها إلا هذا فايأسوا) أي اقطعوا طمعكم (من أن تعبد الأصنام بعد هذه ، ولكن ائتوا بني أدم من قبل العجلة والخفة) أي: فلم يكن لكم مدخل فيهم إلا من هذا الباب فقط، وقد جاء الله تعالى من حضور الشياطين عند ولادته، والطعن في خاصرته ، كما ثبت ذلك في الأخبار الصحيحة ، فقد روى أحمد وابن أبي شيبة من حديث ومسلم : أبي هريرة ما من مولود إلا وتخصه الشيطان فيستهل صارخا من نخسة الشيطان إلا ابن مريم وأمه ، وعند ابن جرير: ما من مولود إلا وقد عصره الشيطان عصرة أو عصرتين إلا عيسى بن مريم .