الفائدة الثانية : رقة القلب وصفاؤه الذي به يتهيأ لإدراك لذة المثابرة والتأثر بالذكر فكم من ذكر يجري على اللسان مع حضور القلب ولكن القلب لا يلتذ به ولا يتأثر حتى كأن بينه وبينه حجابا من قسوة القلب وقد يرق في بعض الأحوال فيعظم تأثره بالذكر وتلذذه بالمناجاة وخلو المعدة هو السبب الأظهر فيه وقال أبو سليمان الداراني أحلى ما تكون إلى العبادة إذا التصق ظهري ببطني وقال nindex.php?page=showalam&ids=14020الجنيد يجعل أحدهم بينه وبين صدره مخلاة من الطعام ، ويريد أن يجد حلاوة المناجاة وقال أبو سليمان إذا جاع القلب وعطش صبا ، ورق ، وإذا شبع عمي وغلظ فإذا تأثر القلب بلذة المناجاة أمر وراء تيسير الفكر واقتناص المعرفة إلى فائدة ثانية .
.
( الفائدة الثانية: رقة القلب وصفاؤه الذي يتهيأ به لإدراك لذة المناجاة والتأثر بالذكر ) ، أي: انتقاشه فيه، (فكم من ذكر يجري على اللسان مع حضور القلب) ، لما يذكر، وفهم معانيه، (لكن القلب لا يلتذ به ولا يتأثر) منه؛ لفوات موجب الاستعداد الذي هو الرقة والصفاء الحاصلان من الجوع (حتى كأن بينه) أي: القلب (وبينه) ، أي: بين أثر الذكر، (حجابا من قساوة القلب) ، وهو حجاب معنوي، (وقد يرق في بعض الأحوال) والأحيان، (فيعظم تأثره بالذكر وتلذذه بالمناجاة) ، فيكون لها فيه وقع عظيم، (وخلو المعدة) عن الطعام والشراب (هو السبب الأظهر فيه) ، أي: في رقته، (وقال أبو سليمان) الداراني رحمه الله تعالى: (أحلى ما تكون لي العبادة إذا التصق ظهري ببطني) هو إشارة إلى ما ذكر من وجدان التلذذ في تلك الحالة، والتصاق الظهر بالبطن كناية عن قلة الأكل .
(وقال nindex.php?page=showalam&ids=14021الجنيد ) رحمه الله تعالى: (يجعل أحدهم بينه وبين صدره مخلاة من الطعام، ويريد أن يجد حلاوة المناجاة) . نقله صاحب القوت بلفظ: "يقوم أحدهم في صلاته، فيجعل بينه وبين الله زنبيل طعام، ويريد أن يجد حلاوة المناجاة، أو يسمع فهم الخطاب". (وقال أبو سليمان) الداراني رحمه الله تعالى: (إذا جاع القلب وعطش، صفا ورق، وإذا شبع عمي وغلظ) ، فغلظ القلب وعماه إنما يكون من الشبع، (فإذا تأثر القلب بلذة المناجاة أمر وراء تيسير الفكر واقتناص المعرفة) ، فهي فائدة ثانية .