وقال nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مررت ليلة أسري بي على أقوام يخمشون وجوههم بأظافيرهم فقلت : يا جبريل ، من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الذين يغتابون الناس ويقعون في أعراضهم .
وقال سليم بن جابر أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : علمني خيرا أنتفع به فقال : لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تصب من دلوك في إناء المستقى ، وأن تلقى أخاك ببشر حسن وإن أدبر فلا تغتابنه .
وقال البراء خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسمع العوانق في بيوتهن فقال يا معشر من آمن بلسانه ، ولم يؤمن بقلبه لا تغتابوا المسلمين ، ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته .
وقيل: أوحى الله إلى موسى عليه السلام " من مات تائبا من الغيبة فهو آخر من يدخل الجنة ، ومن مات مصرا عليها فهو أول من يدخل النار .
وقال أنس أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بصوم يوم فقال : لا يفطرن أحد حتى آذن له . فصام الناس حتى إذا أمسوا جعل الرجل يجيء فيقول : يا رسول الله ، ظللت صائما فائذن ، لي لأفطر . فيأذن له والرجل والرجل حتى جاء رجل فقال : يا رسول الله ، فتاتان من أهلك ظلتا صائمتين ، وإنهما يستحيان أن يأتياك فائذن ، لهما أن يفطرا . فأعرض عنه صلى الله عليه وسلم ثم عاوده فأعرض عنه ثم عاوده فقال : إنهما لم يصوما وكيف يصوم من ظل نهاره يأكل لحم الناس ؟ اذهب فمرهما إن كانتا صائمتين أن تستقيئا فرجع إليهما فأخبرهما ، فاستقاءتا ، فقاءت كل واحدة منهما علقة من دم فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال : والذي نفسي بيده لو بقيتا في بطونهما لأكلتهما النار .
وفي رواية أنه لما أعرض عنه جاء بعد ذلك ، وقال : يا رسول الله والله ، إنهما قد ماتتا ، أو كادتا أن تموتا . فقال صلى الله عليه وسلم : ائتوني بهما فجاءتا ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح ، فقال لإحداهما : قيئي . فقاءت من قيح ودم وصديد ، حتى ملأت القدح ، وقال للأخرى : قيئي . فقاءت كذلك فقال إن هاتين صامتا عما أحل الله لهما وأفطرتا على ما حرم الله عليهما جلست إحداهما إلى الأخرى ، فجعلتا تأكلان لحوم الناس .
وقال أنس خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الربا ، وعظم شأنه فقال إن الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم عند الله في الخطيئة من ست وثلاثين زنية يزنيها الرجل وأربى الربا عرض المسلم .
( الآفة الخامسة عشرة الغيبة ) بكسر الغين، (والنظر فيها طويل، فنذكر أولا مذمة الغيبة، وما ورد فيها من شواهد الشرع) من الآيات والأخبار، (وقد نص الله تعالى على ذمها في كتابه) العزيز، (وشبه صاحبها بآكل لحم الميتة، فقال) سبحانه: ( ولا يغتب بعضكم بعضا ) أي: لا يذكر بعضكم بعضا بسوء في غيبته، ( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ) تمثيل لما يناله المغتاب من عرض المغتاب على أفحش وجه مع مبالغات الاستفهام المقدر، وإسناد الفعل إلى "أحد" للتعميم، وتعليق المحبة بما هو في غاية الكراهة، وتمثيل الاغتياب بآكل اللحم، أي: لحم الإنسان، وجعل المأكول أخا وميتا، وتعقيب ذلك بقوله: فكرهتموه ، تقريرا وتحقيقا لذلك، والمعنى: إن صح ذلك أو عرض عليكم هذا، فقد كرهتموه، ولا يمكنكم إنكار كراهته، وانتصاب "ميتا" على الحال من اللحم، أو الأخ، قاله البيضاوي .
(وقال صلى الله عليه وسلم: كل) مبتدأ (المسلم) فيه رد على من زعم أن كلا لا تضاف إلا إلى نكرة (على المسلم حرام) خبره، أي: جميع أنواع ما يؤذيه حرام، ثم بين ذلك بقوله: (دمه) أي: إراقة دمه بلا حق، (وماله) أي: أخذ ماله بنحو غصب، (وعرضه) أي: هتك عرضه بلا استحقاق، وأدلة تحريم هذه الثلاثة مشهورة معروفة من الدين بالضرورة، وجعلها "كل المسلم"، وحقيقته لشدة اضطراره إليها، فالدم [ ص: 533 ] به حياته ومادته المال، فهو ماء الحياة، والعرض به قيام صورته المعنوية، واقتصر عليها; لأن ما سواها فرع وراجع إليها; لأنه إذا قامت صورته البدنية والمعنوية، فلا حاجة لغيرهما، وقيامهما إنما هو بتلك الثلاثة، ولكون حرمتها هي الأصل والغالب، لم يحتج لتقييدها بغير حق، فقوله: في رواية: "إلا بحقها"، إيضاح وبيان، قال العراقي : رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة . اهـ .
قلت: وبدون هذه الزيادة أيضا رواه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة من حديث أبي بكر ، وقد تقدم الكلام عليه في آداب الصحبة، (وعن جابر) بن عبد الله (وأبي سعيد) الخدري رضي الله عنهما (قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: nindex.php?page=hadith&LINKID=912370إياكم والغيبة؛ فإن الغيبة أشد من الزنا ) ، أي: من إثمه (إن الرجل قد يزني فيتوب الله عليه، وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه) ، وهيهات أن يغفر له، حكي أن رجلا اغتاب nindex.php?page=showalam&ids=12658ابن الجلاء ، فأرسل يستحله، فأبى، وقال: ليس في صحيفتي حسنة أحسن منها، فكيف أمحوها؟ قال العراقي : رواه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في الصمت، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في الضعفاء، nindex.php?page=showalam&ids=13507وابن مردويه في التفسير. اهـ .
قلت: ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا أيضا في كتاب ذم الغيبة، وأبو الشيخ الأصبهاني في التوبيخ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر وحده بلفظ: nindex.php?page=hadith&LINKID=912370 "الغيبة أشد من الزنا" . والباقي سواء، وفيه nindex.php?page=showalam&ids=16290عباد بن كثير ، وهو متروك، قال nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في الصمت: حدثنا يحيى بن أيوب ، حدثنا أسباط عن أبي رجاء الخراساني ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16290عباد بن كثير ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13999الجريري ، عن أبي بصرة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر وأبي سعيد قالا: قال رسول الله صلى الله عليه، وسلم.. فساقه كسياق المصنف سواء. (وقال nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ) رضي الله عنه: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مررت ليلة أسري بي على قوم يخمشون) أي: يقطعون (وجوههم بأظافيرهم) جمع الأظفار، جمع ظفر، (فقلت: يا جبريل ، من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يغتابون الناس) ، أي: يذكرونهم بما يكرهون، (ويقعون في أعراضهم) ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في الصمت، فقال: حدثني أبو بكر محمد بن أبي عتاب ، حدثنا عبد القدوس أبو المغيرة عن صفوان بن عمرو ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فساقه كما للمصنف سواء، وقال أيضا: حدثنا حسين بن مهدي ، حدثنا عبد القدوس أبو المغيرة ، حدثنا صفوان بن عمرو السكسكي ، حدثني nindex.php?page=showalam&ids=15880راشد بن سعد ، وعبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=676158 "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل ؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم" . وقد أخرجه أيضا في كتاب ذم الغيبة باللفظ الأول. وقال العراقي : رواه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود مسندا ومرسلا، والمسند أصح. (وقال سليم بن جابر) أبو جري الهجيمي، وقيل: سليم بن جابر، صحابي مشهور، كان ينزل البدو، وتقدم ذكره قريبا: (أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: علمني خيرا ينفعني الله به، قال: لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تصب من دلوك في إناء المستسقي، وأن تلقى أخاك ببشر حسن) ، أي: بطلاقة وجه وبشاشة، (وإذا أدبر فلا [ ص: 534 ] تغتابنه) أي: إذا ولى بظهره فلا تذكره بما يكره، كذا في النسخ، وفي بعضها: "فلا تغتابنه"، رواه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في الصمت، فقال: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11997أبو خيثمة ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، عن زياد بن أبي زياد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين قال: قال سليم بن جابر : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فساقه، وقال العراقي : رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في المسند، nindex.php?page=showalam&ids=12455وابن أبي الدنيا في الصمت، واللفظ له، ولم يقل فيه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد الجملة الأخيرة، وفي إسنادهما ضعف، قلت: وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي ، وقد تقدم قريبا، وذكر أيضا في آداب الصحبة، وليس في سند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=12455وابن أبي الدنيا من ينظر إلا زياد بن أبي زياد الجصاص أبو محمد الواسطي ، بصري الأصل، ضعيف، (وقال البراء) بن عازب رضي الله عنه: (خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسمع العواتق) أي: ذوات الخدور، (في بيوتها) ، وهو كناية عن رفع صوته فيها، (فقال) من جملة ما خطب: (يا معشر من آمن بلسانه، ولم يؤمن قلبه) أي: لم يخلص إليه (لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم) بكشفها وإظهارها، (فإن من تتبع عورة أخيه) المسلم، (يتتبع الله عورته، ومن يتتبع الله عورته يفضحه) ، وهو (في جوف بيته) ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا عن إبراهيم بن دينار ، حدثنا مصعب بن سلام ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة بن حبيب الزيات ، عن أبي إسحاق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=48البراء قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فذكره، قال العراقي : وفيه مصعب بن سلام ، مختلف فيه، قلت: مصعب بن سلام بتشديد اللام التميمي الكوفي ، قال الذهبي في الضعفاء: قال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان : هو كثير الغلط، لا يحتج به. وقال الحافظ في تهذيب التهذيب: صدوق، له أوهام، ثم قال العراقي : ورواه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود من حديث أبي برزة بإسناد جيد، قلت: ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من هذا الطريق بلفظ: nindex.php?page=hadith&LINKID=676159 "يا معشر من أسلم بلسانه، ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيروهم، ولا تتبعوا.. الحديث، وقال: حسن غريب، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الكبير من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، ووجدت بخط الحافظ ابن حجر : رواه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من حديث ابن عوف ، nindex.php?page=showalam&ids=13433وابن قانع في معجمه في ترجمة سعد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم . اهـ ما وجدته، وقد روى نحوه nindex.php?page=showalam&ids=14155الحكيم الترمذي في النوادر، عن nindex.php?page=showalam&ids=15622جبير بن نفير مرسلا، وقد أشرت إلى ذلك في كتاب آداب الصحبة .
وأما حديث أبي برزة فقد أخرجه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=12455أبو بكر بن أبي الدنيا في الصمت، إلا أنه فيه رجل مجهول، فقال: حدثنا عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15730حفص بن غياث ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، عن رجل من أهل البصرة ، عن أبي برزة قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=940997 "خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لا تتبعوا عثرات المسلمين؛ فإنه من يتتبع عثرات المسلمين يتتبع الله عثرته حتى يفضحه في جوف بيته . وأخرجه أيضا من طريق آخر، فقال: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17319يحيى بن عبد الحميد الحماني ، وأحمد بن عمران الأخنسي قال: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11948أبو بكر بن عياش عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، عن سعيد بن عبد الله بن جريج ، عن أبي برزة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: nindex.php?page=hadith&LINKID=676159 "يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه، لا تتبعوا عورات المسلمين، ولا عثراتهم.." ، فساقه نحوه، (وأوحى الله تعالى إلى موسى ) عليه السلام: يا موسى ( "من مات تائبا من الغيبة فهو آخر من يدخل الجنة، ومن مات مصرا عليها فهو أول من يدخل النار" . وقال أنس) بن مالك رضي الله عنه: (أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بصوم يوم) من أيام السنة، (وقال: لا يفطرن أحد حتى آذن له. فصام الناس حتى إذا أمسوا جعل الرجل يجيء فيقول: يا رسول الله، ظللت صائما، فأذن لي لأفطر. فيأذن له) ، فيفطر، (والرجل والرجل) يجيء فيستأذن فيأذن له، (حتى جاء رجل فقال: يا رسول الله، فتاتان من أهلك) يعني من قريش (ظلتا صائمتين، وإنهما تستحييان أن تأتياك، فأذن لهما فلتفطرا. فأعرض عنه) بوجهه، (وعاوده) في الإذن، (فقال: إنهما لم يصوما) ، أي: في حكم من لم يصم، (وكيف صام من ظل في هذا اليوم يأكل لحوم الناس؟ اذهب فمرهما إن كانتا صائمتين أن تستقيئا) أي: تطلبان إفراغ ما في بطونهما، (فرجع) الرجل (إليهما فأخبرهما، فاستقاءتا، فقاءت كل واحدة منهما علقة من دم) ، أي: قطعة من دم غليظ متجمد، (فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره) ، ما رأى (فقال: والذي نفس محمد بيده لو بقيتا) أي: العلقتان (في بطنهما لأكلتهما النار) أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا عن nindex.php?page=showalam&ids=16598علي بن الجعد ، أنبأنا nindex.php?page=showalam&ids=14358الربيع بن صبيح عن يزيد الرقاشي ، عن [ ص: 535 ] nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك قال: أمر النبي صلى الله عليه وسلم.. فذكره، قال العراقي : رواه nindex.php?page=showalam&ids=13507ابن مردويه في التفسير من هذا الوجه، ويزيد الرقاشي ضعيف. قلت: وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من هذا الوجه، ويزيد بن أبان الرقاشي أبو عمرو البصري القاص ، زاهد، ضعيف، روى له nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الأدب المفرد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ، (وفي رواية) أخرى (أنه) صلى الله عليه وسلم (لما أعرض عنه جاءه بعد ذلك، وقال: يا رسول الله، إنهما والله قد ماتتا، أو كادتا أن تموتا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ائتوني بهما، فجاءتاه، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعس، أو) قال: (قدح) شك في الراوي، (فقال لإحداهما: قيئي. فقاءت من قيح ودم وصديد، حتى ملأت القدح، وقال للأخرى: قيئي. فقاءت كذلك) ، أي: قيحا ودما وصديدا، (فقال) صلى الله عليه وسلم: (إن هاتين صامتا عما أحل الله لهما) ، وهو الطعام والشراب، (وأفطرتا على ما حرم الله عليهما) ، ثم بين ذلك بقوله: (جلست إحداهما إلى الأخرى، فجعلتا تأكلان لحوم الناس) أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا ، عن عبد الله بن أبي بدر ، أنبأنا nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، أنبأنا سليمان التيمي قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=703390سمعت رجلا يحدث في مجلس nindex.php?page=showalam&ids=12081أبي عثمان النهدي ، عن عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امرأتين من الأنصار صامتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلست إحداهما إلى الأخرى، فجعلتا تأكلان لحم الناس، فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن ههنا امرأتين صامتا، وقد كادتا أن تموتا من العطش، فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فسكت، قال: ثم جاءه بعد ذلك، أحسبه قال: في الظهيرة. فقال: يا رسول الله، لقد ماتتا أو كادتا أن تموتا.. فساقه كسياق المصنف. قال العراقي : رواه كذلك nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد من حديث عبيد ، وفيه رجل لم يسم، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12201أبو يعلى في مسنده فأسقط فيه ذكر الرجل، قلت: رواه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=13507ابن مردويه في التفسير، وفيه رجل لم يسم، وقد تقدم ذكر هذه الرواية في كتاب آداب الصحبة، والتعريف بحال راويه عبيد، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، (وقال أنس) بن مالك رضي الله عنه: (خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الربا، وعظم شأنه أن الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم عند الله في الخطيئة من ست وثلاثين زنية يزنيها الرجل) قال الطيبي: إنما كان الربا أشد من الزنا; لأن فاعله حاول محاربة الشارع بفعله بعقله، قال تعالى: فأذنوا بحرب من الله ورسوله ، أي: بحرب عظيمة، فتحريمه محض تعبد، وأما قبح الزنا فظاهر عقلا وشرعا، وله روادع وزواجر سوى الشرع، فآكل الربا يهتك حرمة الله، والزاني يخرق جلباب الحياء، فريحه تهب حينا، ثم تسكن، ولواؤه يخفق برهة، ثم يقر، ( وأربى الربا عرض الرجل المسلم ) أي: الاستطالة فيه، بأن يتناول منه أكثر مما يستحقه على ما قيل له، وأكثر مما رخص له فيه، ولذلك مثله بالربا، وعده من عداده، ثم فضله على جميع أفراده؛ لأنه أكثر مضرة، وأشد فسادا؛ فإن العرض شرعا وعقلا أعز على النفس من المال، وأعظم منه خطرا؛ ولذلك أوجب الشارع بالمجاهرة بهتك الأعراض ما لم يوجب بنهب الأموال. أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا عن محمد بن علي بن شقيق ، قال: سمعت أبي، حدثنا أبو مجاهد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15603ثابت البناني ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فذكره، قال العراقي : سنده ضعيف، قلت: ليس فيه من وصف بالضعف، وأبو مجاهد سعد الطائي ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في الثقات، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : إنه لا بأس به، ونسبه فقال: سعد بن عبيد الطائي الكوفي ، روى له nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ، وعلي بن شقيق ، وابنه محمد ، ما رأيت أحدا وصفهما بضعف ولا غيره، وقال الكمال الدميري : كما وجد بخطه: هذا الحديث رويناه في مسند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد .