العشرون: (وقال عليه الصلاة والسلام: nindex.php?page=hadith&LINKID=676732 "فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب") أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان، وهو قطعة من حديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء المتقدم، قاله العراقي.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14467السخاوي في المقاصد: روي عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء مرفوعا عند أصحاب السنن الأربعة، وعن nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر، وفي الترغيب للأصبهاني بهذا اللفظ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف نحوه، أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12201أبو يعلى. اهـ .
قلت: وفي مسند أبي يعلى أيضا من رواية عثمان بن أعين، عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء، ولفظه: "للعالم من الفضل على العابد" وفيه: "على أصغر كوكب في السماء" .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الحلية، عن nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ، كذا في الجامع للجلال، وهو من رواية عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ، وكذا nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في مسنده nindex.php?page=showalam&ids=14274والدارمي، وفيه زيادة: "وإن العلماء ورثة الأنبياء" وبه تعلم قصور الجلال؛ حيث اقتصر على عزوه nindex.php?page=showalam&ids=12181لأبي نعيم، فقد قال nindex.php?page=showalam&ids=13926البيضاوي: العبادة كمال ونور ملازم ذات العابد، لا يتخطاه، فشابه نور الكواكب، والعلم كمال يوجب للعالم في نفسه شرفا، وفضلا، ويتعدى منه إلى غيره، فيستضيء بنوره ويكمل بواسطته، لكنه كمال ليس للعالم في ذاته، بل نور يتلقاه من المصطفى -صلى الله عليه وسلم- فلذلك شبه بالقمر .
قال الطيبي: ولا تظنن أن العالم المفضل عار عن العمل، ولا العابد عن العلم، بل إن علم ذلك غالب على عمله، وعمل هذا غالب على علمه؛ ولذلك جعل العلماء ورثة الأنبياء الذين فازوا بالحسنيين: العلم والعمل، وحازوا الفضيلتين: الكمال والتكميل، وإذا عرفت ذلك ظهر لك سر قول المصنف فيما قبل. وقال ابن الملقن: فيه أن نور العلم يزيد على نور العبادة، كما مثله بالقمر بالنسبة لسائر الكواكب. اهـ .
ثم إن المراد في هذه الأخبار بالعالم من صرف نفسه للتعليم والإرشاد والتصنيف، وبالعابد من انقطع للعبادة تاركا ذلك إن كان عالما، فتأمل .
قلت: أخرجه من طريق عنبسة بن عبد الرحمن القرشي، عن علاق بن أبي مسلم، عن أبان، عن عثمان، وقد رمز لحسنه، وهو عليه رد؛ فقد أعله nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي nindex.php?page=showalam&ids=14798والعقيلي بعنبسة، ونقلا عن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري: أنهم تركوه، ومن ثم جزم العراقي بضعف الخبر. قاله المناوي.
قلت: عنبسة هذا هو ابن عبد الرحمن بن عنبسة بن سعيد بن العاصي، الأموي، روى عنه إسحاق بن أبي إسرائيل، وعبد الواحد بن غياث، وجمع، وهو من رجال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه، قال الذهبي في الديوان: متروك متهم، وعلاق ضعفه الأزدي، ولم يرو عنه غير عنبسة، وبه تعلم أن قول العزيزي شارح الجامع: "إنه حسن" محل تأمل .
وأروده صاحب القوت من غير عزو، وليس فيه لفظ "ثلاثة" ثم قال بعد ذلك، فقدم العلماء على الشهداء؛ لأن العالم إمام أمة، فله مثل أجور أمته، والشهيد عمله لنفسه. اهـ .
قال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي: فأعظم منزلة هي بين النبوة والشهادة بشهادة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- ولما كان العلماء يحسنون إلى الناس بعلمهم الذي أفنوا فيه نفائس أوقاتهم أكرمهم الله [ ص: 81 ] تعالى بولاية مقام الإحسان إليهم في الآخرة بالشفاعة فيهم، جزاء وفاقا .
وقد أخذ بقضية هذا الخبر جمع، فصرحوا بأن العلم أفضل من القتل في سبيل الله؛ لأن المجاهد وكل عامل إنما يتلقى عمله من العالم، فهو أصله وأسه، وعكس آخرون .
وقد رويت أحاديث من الجانبين، وفيها ما يدل للفريقين، وقال ابن الزملكاني: وعندي أنه يجب التفصيل في التفضيل، وإن حمل على بعض الأحوال أو بعض الأشخاص كل بدليل (فأعظم بمرتبة هي تتلو النبوة وفوق الشهادة مع ما ورد في فضل الشهادة) .
أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط، nindex.php?page=showalam&ids=13652وأبو بكر الآجري في فضل العلم، nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم في رياضة المتعلمين من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بإسناد ضعيف، وعند nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس بسند ضعيف: nindex.php?page=hadith&LINKID=676731 "فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد" قاله العراقي.
قلت: كل جملة من الثلاثة حديث مستقل:
أما الأولى منها: فقد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في شعب الإيمان من رواية عيسى بن زياد الدورقي، حدثنا مسلمة بن قعنب، عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر، رفعه: nindex.php?page=hadith&LINKID=930705 "ما عبد الله بشيء أفضل من فقه في دين" وقال: تفرد به عيسى بن زياد بهذا الإسناد .
قال: وروي من وجه آخر ضعيف، والمحفوظ هذا اللفظ من قول nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري. وفي رواياته: "ما عبد الله بأفضل" .
وأما قول nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري فقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الحلية من رواية هشام بن يوسف، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري، قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=930705 "ما عبد الله بشيء أفضل من العلم".
وأما الثانية: فقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، كما قاله العراقي، ولفظ nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه: "فقيه واحد" من غير لام، ولفظ الترمذي: "ففيه أشد" من غير ذكر واحد .
أما nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي فأخرجه في كتاب العلم، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه في كتاب السنة من سننهما، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي: غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، أي: من رواية nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم، عن روح بن جناح، عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس.
وأورده nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في العلل، وقال: لا يصح، والمتهم به روح بن جناح، قال أبو حاتم: يروي عن الثقات ما لم يسمعه من ليس متبحرا في صناعة الحديث، شهد له بالوضع. اهـ .
وأورد الحديثين معا جماعة، وهم الثلاثة الذين ذكرهم العراقي آنفا، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في الشعب، nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني في السنن، nindex.php?page=showalam&ids=15007والقضاعي في مسند nindex.php?page=showalam&ids=14589الشهاب، nindex.php?page=showalam&ids=12289وأحمد بن منيع في مسنده، كلهم من حديث يزيد بن عياض، عن nindex.php?page=showalam&ids=16228صفوان بن سليم، عن nindex.php?page=showalam&ids=16049سليمان بن يسار، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا، ويزيد بن عياض قال فيه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي: متروك، وقال ابن معين: لا يكتب حديثه، وقال الشيخان: منكر الحديث. وقال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: هو أكذب من ابن سمعان.
وفي المقاصد: قال nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني: لم يروه عن صفوان إلا يزيد، وسنده ضعيف .
وللعسكري من حديث nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم: حدثنا راشد بن جناح، عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رفعه: nindex.php?page=hadith&LINKID=930705 "الفقيه الواحد أشد على إبليس من ألف عابد" ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي، وقال: غريب، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي، ثلاثتهم من جهة nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم، فقال: عن روح بن جناح بدل راشد، ولفظه: nindex.php?page=hadith&LINKID=676731 "فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد" وسنده ضعيف، لكن يتأكد أحدهما بالآخر .
وفي الفردوس للديلمي بلا سند عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود رفعه: "لعالم واحد أشد على إبليس من عشرين عابدا" وفي الباب عن ابن عمرو عند nindex.php?page=showalam&ids=14155الحكيم الترمذي في التاسع عشر عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، رفعه: nindex.php?page=hadith&LINKID=911988 "لكل شيء دعامة ودعامة الإنسان الفقه في الدين، والفقيه أشد على الشيطان من ألف عابد" رواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي، وقال: تفرد به أبو الربيع السمان، عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد، عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج، عنه به مرفوعا. اهـ .
وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=12289أحمد بن منيع في مسنده من طريق زياد بن عياض، عن nindex.php?page=showalam&ids=16228صفوان بن سليم، عن nindex.php?page=showalam&ids=16049سليمان بن يسار، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، رفعه: nindex.php?page=hadith&LINKID=911988 "لكل شيء عماد وعماد الدين الفقه".
قال: وقال nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة: "لأن أتفقه ساعة أحب إلي من أن أحيي ليلة حتى أصبح أصليها، ولفقيه أشد على الشيطان من ألف عابد، ولكل شيء [ ص: 82 ] دعامة، ودعامة الدين الفقه".
قال المناوي في شرح الحديث الأول "ما عبد الله بأفضل من فقه في دين" أي أن أداء العبادات يتوقف على معرفة الفقه؛ إذ الجاهل لا يدري كيف يتقي، لا في جانب الأمر ولا في جانب النهي، وبذلك يظهر فضل الفقه وتميزه عن سائر العلوم بكونه أهمها، وإن كان غيره أشرف، والمراد بالفقه المتوقف عليه ذلك ما لا رخصة للمكلف في تركه دون ما لا يقع إلا نادرا، أو نحو ذلك .
وذهب بعض الصوفية إلى أن المراد بالفقه هنا المعنى اللغوي، فقال: هو الفهم وانكشاف الأمور، والفهم هو العارض الذي يعترض في القلب من النور، فإذا عرض انفتح بصر القلب، فرأى صورة الشيء في صدره، حسنا كان أو قبيحا، فالانفتاح هو الفقه والعارض هو الفهم، فإذا فهم سر معاملات الله هانت عليه الكلف، وعبد الله بانشراح وانبساط، وذلك أفضل العبادات بلا ريب .
وقال في شرح الحديث الثاني "فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد": أي لأن الشيطان كلما فتح بابا على الناس من الهوى بين الفقيه العارف مكايده، فيسد ذلك الباب، ويرده خاسئا، والعابد ربما اشتغل بالعبادة وهو في حبائل الشيطان ولا يدري .
وقال الذهبي: هذا الحديث لو صح نص في الفقيه الذي تبصر في العلم، ورقي إلى درجة الاجتهاد، وعمل بعلمه، لا كفقيه اشتغل بمحض الدنيا .