وقال صلى الله عليه وسلم : التواضع لا يزيد العبد إلا رفعة فتواضعوا يرفعكم الله والعفو لا يزيد العبد إلا عزا فاعفوا يعزكم الله والصدقة لا تزيد المال إلا كثرة فتصدقوا يرحمكم الله وقالت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منتصرا من مظلمة ظلمها قط ما لم ينتهك من محارم الله فإذا انتهك من محارم الله شيء كان أشدهم في ذلك غضبا وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما وقال عقبة لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فابتدرته فأخذت بيده ، أو بدرني فأخذ بيدي ، فقال : يا عقبة ، ألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة ? تصل من قطعك ، وتعطي من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك وقال صلى الله عليه وسلم : قال موسى عليه السلام يا رب ، أي عبادك أعز عليك؟ قال : الذي إذا قدر عفا وكذلك سئل nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء عن أعز الناس ? قال : الذي يعفو إذا قدر ، فاعفوا يعزكم الله وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو مظلمة فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يجلس ، وأراد أن يأخذ له بمظلمته ، فقال له صلى الله عليه وسلم : إن المظلومين هم المفلحون يوم القيامة فأبى أن يأخذها حين سمع الحديث وقالت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=36345من دعا على من ظلمه ، فقد انتصر وعن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا بعث الله الخلائق يوم القيامة نادى مناد من تحت العرش ثلاثة أصوات : يا معشر الموحدين ، إن الله عفا عنكم ، فليعف بعضكم عن بعض .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا ينبغي لوالي أمر أن يؤتى بحد إلا أقامه ، والله عفو يحب العفو ، ثم قرأ وليعفوا وليصفحوا الآية : وقال جابر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثلاث من جاء بهن مع إيمان دخل من أي أبواب الجنة شاء وزوج من الحور العين حيث شاء ; من أدى دينا خفيا وقرأ في دبر كل صلاة قل هو الله أحد عشر مرات ، وعفا عن قاتله قال nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر : أو إحداهن يا رسول الله ، قال : أو إحداهن .
(فضيلة العفو)
(اعلم) هداك الله تعالى (أن معنى العفو أن تستحق حقا، فتسقطه، وتبرأ عنه من قصاص، أو غرامة) يقال: غرمت الدية والكفالة إذا أديته بعدما ألزمك غرما، ومغرما، وغرامة (وهو غير الحلم، وكظم الغيظ; ولذلك أفردناه، وقد قال الله تعالى: خذ العفو وأمر بالعرف الآية) ، وقد تقدم الكلام عليه في آداب الصحبة، (وقال تعالى: وأن تعفوا أقرب للتقوى ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث) خصال (والذي نفسي بيده إن كنت حالفا لحلفت عليهن) ، أي: على حقيقتهن: (ما نقصت صدقة من مال) كذا [ ص: 39 ] في النسخ، والمعنى ما نقص مال من صدقة، فإنه وإن نقص في الدنيا، فنفعه في الآخرة باق، فكأنه ما نقص، وليس معناه أن المال لا ينقص حسا، قال ابن عبد السلام: ولا أن الله يخلف عليه; لأن هذا معنى مستأنف (فتصدقوا) ، ولا تبالوا بالنقص الحسي (ولا عفا رجل عن مظلمة) ظلمها (فيبتغى بها وجه الله إلا زاده بها عزا يوم القيامة، ولا فتح رجل) على نفسه (باب مسألة) فيسأل الناس، ويظهر لهم الفقر، والحاجة، وهو بخلاف ذلك (إلا فتح الله عليه باب فقر) لم يكن له في حساب بأن يسلط على ما في يده من الأموال فيتلفها حتى يعود فقيرا محتاجا على حالة أسوأ مما أذاع عن نفسه جزاء على فعله، ولا يظلم ربك أحدا .
رواه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في ذم الغضب من حديث محمد بن عمير العبدي، وقال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=11868أبو الشيخ الأصبهاني في الترغيب والترهيب، والديلمي في مسند الفردوس من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بسند ضعيف، (وقالت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها -: ما رأيت) ، أي: ما علمت (رسول الله صلى الله عليه وسلم منتصرا) ، أي: منتقما (من مظلمة) بفتح اللام والميم ما أخذ أو نيل من معصوم عدوانا، سواء كانت في البدن، أو العرض، أو المال، أو الاختصاص (ظلمها) المنصوب على الأول مفعول مطلق، وعلى الثاني: مفعول به، وظلم يتعدى لمفعولين كما في القاموس، خلافا لمن زعم قصره على واحد، فلقد ظلم بها (قط) ، وإنما لم ينتقم صلى الله عليه وسلم منه مع أن مرتكبها قد باء بإثم عظيم؛ لأنه حق آدمي يسقط بعفوه، بخلاف حقوق الله تعالى التي ذكرها بقوله: (ما لم تنتهك محارم الله تعالى) ، أي: ترتكب، والمحارم جمع محرم; أي: شيء حرمه الله على عباده، فإن قلت: مظلمته صلى الله عليه وسلم إيذاء له، وإيذاؤه كفر، وهو حينئذ حق الله تعالى، فكيف يسقط بعفوه؟قلت: لا نسلم أن مطلق إيذائه كفر; ألا ترى فيمن جذب رداءه حتى أثر في عنقه، فعفا عنه، وأعطاه حمل بعيريه، والحاصل أن إيذاءه لا يصدر إلا من مسلم جاف، وهذا له نوع عذر، فلم يكفر، وعفا عنه، أو من منافق، وقد أمر بتحمل أذاهم; لئلا ينفر الناس عنه، أو من كافر معاهد، فمصلحة تألفه اقتضت عدم مؤاخذته بجريمته، أو من حربي، وهو غير ملتزم للأحكام،، (فإذا انتهك من محارم الله شيء كان أشدهم غضبا) ، فينتقم لمن ارتكب ذلك; لما علمت أنه لا يقبل العفو، ومن المحارم التي ينتقم بها، [ ص: 40 ] ولا يعفو عنها حق الآدمي إذا هم في طلبه، وفي الحث على العفو، والحلم واحتمال الأذى، والانتصار لدين الله تعالى، وأنه ليس لكل ذي ولاية التخلق بهذا الخلق الكريم، فلا ينتقم لنفسه، ولا يهمل حق الله تعالى، على أنهم قد أجمعوا أنه لا يجوز للقاضي أن يقضي لنفسه، ولا لمن تقبل شهادته له كأبيه، وابنه، ولا ينافي هذا الحديث أمره صلى الله عليه وسلم بقتل ابن خطل، ونحوه ممن كان يؤذيه; لأنهم كانوا مع ذلك ينتهكون حرمات الله تعالى، أو أن عفوه إنما كان في غير ذنب يكفر به مرتكبه كمن رفع صوته عليه، ومن جذبه بردائه حتى أثر في رقبته بخلاف أولئك، فإنهم كفروا بإيذائه، فلم يمكنه العفو عنهم، ومن ثم اقتص صلى الله عليه وسلم ممن نال عرضه، (وما خير) صلى الله عليه وسلم (بين أمرين إلا اختار أيسرهما) إما بأن يخيره الله تعالى فيما فيه عقوبتان فيختار الأخف، أو في قتال الكفار وأخذ الجزية، فيختار أخذها، أو في حق أمته في المجاهدة في العبادة، والاقتصاد فيختار الاقتصاد، وإما بأن يخيره المنافقون، أو الكفار، فعلى هذا يتصور قوله: (ما لم يكن مأثما) ، أي: إثما، كما في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، وفيها أيضا: nindex.php?page=hadith&LINKID=653296فإن كان إثما كان أبعد الناس منه، وفي رواية الطبراني: nindex.php?page=hadith&LINKID=889197ما لم يكن لله فيه سخط، وعلى الأول يكون الاستثناء منقطعا; إذ لا يتصور تخيير الله تعالى إلا بين جائزين .
رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي في الشمائل، واللفظ له .
رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم، nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم، nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني بنحوه، وعند nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم: ما لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما بذكر، وما ضرب بيده شيئا قط إلا أن يضرب في سبيل الله، ولا سئل شيئا قط فمنعه، إلا أن يسأل مأثما، ولا انتقم لنفسه من شيء إلا أن تنتهك حرمات الله تعالى فيكون لله، فينتقم.
(وقال nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر) الجهني - رضي الله عنه -: (لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدرته فأخذت بيده، أو بدرني فأخذ بيدي، فقال: يا عقبة، ألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة؟) قلت: نعم، فقال: (تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك) .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا، nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في مكارم الأخلاق، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في الشعب بإسناد ضعيف، وقد تقدم، وقلت: روى nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد، nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني أيضا (وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال موسى) - عليه السلام -: (يا رب، أي عبادك أعز عليك؟ قال: الذي إذا قدر عفا) .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=14203الخرائطي في مكارم الأخلاق من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، وفيه nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة، (ولذلك سئل nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء) - رضي الله عنه - (من أعز الناس؟ قال: الذي يعفو إذا قدر، فاعفوا يعزكم الله) ، وروي نحو ذلك من حديث عبد الله بن عوف.
رواه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا، وقد ذكر قريبا (وجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو مظلمة) ظلمها (فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يجلس، وأراد أن يأخذ له بمظلمته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المظلومين) في الدنيا (هم المفلحون) ، أي: الفائزون (يوم القيامة) بالأجر الجزيل، والنجاة من النار، ورفع الدرجات، والانتقام لهم ممن ظلمهم، والأخذ بثأرهم ممن بغى عليهم (فأبى أن يأخذها حين سمع الحديث) .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في كتاب العفو، عن أبي صالح الحنفي - هو عبد الرحمن بن قيس - مرسلا .
رواه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي، nindex.php?page=showalam&ids=12201وأبو يعلى، nindex.php?page=showalam&ids=12455وابن أبي الدنيا في ذم الغضب، قال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي في العلل: إنه سأل عنه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، فقال: لا أعلم أحدا رواه غير أبي الأحوص، لكن هو من حديث أبي حمزة، وضعف أبا حمزة جدا .
(وعن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا بعث الله الخلائق يوم القيامة نادى مناد من تحت العرش ثلاثة أصوات: يا معشر الموحدين، إن الله قد عفا عنكم، فليعف بعضكم عن بعض) .
قال العراقي: [ ص: 41 ] رواه أبو سعد أحمد بن إبراهيم المقري في كتاب التبصرة والتذكرة بلفظ: ينادي مناد من بطنان العرش يوم القيامة: يا أمة محمد، إن الله تعالى يقول: ما كان لي قبلكم وهبته لكم، وبقيت التبعات، فتواهبوها وادخلوا الجنة برحمتي، وإسناده ضعيف، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط بلفظ: nindex.php?page=hadith&LINKID=915147ينادي مناد: يا أهل الجمع تتاركوا المظالم بينكم، وثوابكم علي.
رواه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في كتاب العفو، وفي ذم الغضب، ومن طريقه رواه nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في الوفاء، وفيه ضعف، قاله العراقي.
قلت: ورواه بهذا السياق nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في دلائل النبوة، (وعن سهيل بن عمرو) بن عبد شمس بن عبد ود العامري، أحد أشراف قريش، وخطبائهم، وكان أعلم الشفة، وهو الذي تولى أمر الصلح بالحديبية، وكلامه ومراجعته للنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك في الصحيحين، وغيرهما .
مات بالشام في طاعون عمواس (قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، وضع يديه على بابي الكعبة، والناس حوله، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ثم قال: يا معشر قريش، ما تظنون؟ وما تقولون؟ قال سهيل: قلت: يا رسول الله، نقول خيرا، ونظن خيرا ، أخ كريم، وقد قدرت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقول كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم ) .
قال العراقي: لم أجده .
قلت: بل رواه أحمد بن زنجويه في كتاب الأموال من طريق ابن أبي حسين، قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة دخل البيت، ثم خرج فوضع يده على عضادتي الباب، فقال: ماذا تقولون؟ فقال سهيل بن عمرو: نقول خيرا، وننطق خيرا ، أخ كريم، وابن أخ كريم، وقد قدرت ، فقال: أقول كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم ، وفي الباب nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس.
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد، nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم، وصححه، وتقدم في الصحبة (وقال جابر) بن عبد الله الأنصاري - رضي الله عنه -: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث) ، أي: ثلاث خصال (من جاء بهن مع الإيمان دخل من أي أبواب [ ص: 42 ] الجنة شاء) ، أي: يخير في دخول أيها شاء، (وزوج) بالبناء للمفعول، أي: زوجه الله (من الحور العين) في الجنة (حيث شاء; من أدى دينا خفيا) إلى مستحقه بأن لم يكن عالما به كأن ورثه من أبيه، ولم يشعر به (وقرأ في دبر كل صلاة) مكتوبة من الخمس - كما في رواية - ( قل هو الله أحد ) ، أي: سورتها (عشر مرات، وعفا عن قاتله) بأن ضربه ضربا قاتلا، فعفا عنه قبل موته .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط، وفي الدعاء بسند ضعيف. ا ه .