وقال صلى الله عليه وسلم : إنه سيصيب أمتي داء الأمم ، قالوا وما داء الأمم؟ قال : الأشر والبطر والتكاثر والتنافس في الدنيا ، والتباعد ، والتحاسد حتى يكون البغي ثم الهرج وقال صلى الله عليه وسلم : لا تظهر الشماتة لأخيك فيعافيه الله ويبتليك وروي أن موسى عليه السلام لما تعجل إلى ربه تعالى رأى في ظل العرش رجلا ، فغبطه بمكانه فقال : إن هذا لكريم على ربه ، فسأل ربه تعالى أن يخبره باسمه ، فلم يخبره ، وقال : أحدثك من عمله بثلاث كان لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله ، وكان لا يعق والديه ولا ، يمشي بالنميمة وقال زكريا عليه السلام : قال الله تعالى : الحاسد عدو لنعمتي متسخط ، لقضائي ، غير راض بقسمتي التي قسمت بين عبادي وقال صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=930743أخوف ما أخاف على أمتي : أن يكثر فيهم المال ، فيتحاسدون ، ويقتتلون وقال صلى الله عليه وسلم : استعينوا على قضاء الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود وقال صلى الله عليه وسلم : إن لنعم الله أعداء فقيل : ومن هم؟ فقال : الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله وقال صلى الله عليه وسلم : ستة يدخلون النار قبل الحساب بسنة ، قيل : يا رسول الله ، من هم؟ قال : الأمراء بالجور والعرب بالعصبية والدهاقين بالتكبر والتجار بالخيانة وأهل الرستاق بالجهالة والعلماء بالحسد .
(وقال صلى الله عليه وسلم: إنه سيصيب أمتي داء الأمم، قالوا) : يا رسول الله، (وما داء الأمم؟ قال: الأشر) محركة، أي: كفر النعمة (والبطر) محركة، أي: الطغيان عند النعمة (والتكاثر) من جمع المال (والتنافس في الدنيا، والتباعد، والتحاسد حتى يكون البغي) ، أي: مجاوزة الحد (ثم يكون الهرج) بفتح فسكون، أي: القتل، وهذا تحذير شديد من التنافس في الدنيا، والتحاسد عليها، فإن ذلك أصل الفتن، وعنه ينشأ الشرور .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بإسناد جيد. انتهى .
قلت: ورواه كذلك nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في ذم الحسد، nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم وصححه، وأقره الذهبي، وفي إسناد nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني: أبو سعيد الغفاري، لم يرو عنه غير حميد بن هانئ، ورجاله وثقوا، وهذا السياق الذي ساقه المصنف nindex.php?page=showalam&ids=12455لابن أبي الدنيا، ولفظ الجماعة: nindex.php?page=hadith&LINKID=940338والتشاحن في الدنيا، والتباغض، والتحاسد، وليس عندهم: ثم يكون الهرج (وقال صلى الله عليه وسلم: لا تظهر الشماتة لأخيك) في الدين .
كذا هو باللام في سائر الروايات، والمشهور: بأخيك بالباء الموحدة، والشماتة الفرح ببلية من يعاديك، أو تعاديه (فيعافيه الله) ، وفي رواية: فيرحمه الله، أي: رغما لأنفك (ويبتليك) حيث زكيت نفسك، ورفعت منزلتك، وشمخت بأنفك، وشمت به، قال الطيبي: وجملة: فيرحمه الله نصب جوابا للنهي، ويبتليك عطف عليه، وهذا معدود من جوامع الكلم .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=105واثلة بن الأسقع، وقال: حسن غريب، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا: يرحمه الله. انتهى .
قلت: أورده nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من طريقين; أحدهما من حديث عمر بن إسماعيل بن مجالد، عن حفص بن غياث بن يزيد بن سنان، عن nindex.php?page=showalam&ids=17134مكحول، عن nindex.php?page=showalam&ids=105واثلة، والآخر من طريق القاسم بن أمية الحذاء، عن nindex.php?page=showalam&ids=15730حفص بن غياث به، وأورده nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في الموضوعات، وقال عمر بن إسماعيل: كذاب، كذبه nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين، وغيره، nindex.php?page=showalam&ids=14946والقاسم لا يجوز الاحتجاج به، ولا أصل للحديث، وممن تبع ابن الجوزي القزويني، فانتقده على المصابيح، وزعم وضعه، ونازعهما العلائي، والحق مع العلائي، فإن القاسم بن أمية صدوق، وتضعيف nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان له بلا مسند، فالحديث له أصل لا كما قاله nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي (وروي أن موسى) - عليه السلام - (لما تعجل إلى ربه رأى في ظل العرش رجلا، فغبطه بمكانه) ، أي: تمنى أن يكون مثله (وقال: إن هذا الكريم على ربه، فسأل ربه أن يخبره باسمه، فلم يخبره باسمه، وقال: أحدثك من عمله بثلاث) خصال (كان لا يحسد الناس على ما أتاهم الله من فضله، وكان لا يعق والديه، وكان لا يمشي بالنميمة) أورده nindex.php?page=showalam&ids=12850القشيري في الرسالة مختصرا، ولفظه: رأى موسى - عليه السلام - رجلا عند العرش، فغبطه، فقال: ما صنعته؟ فقيل: كان لا يحسد الناس على ما أتاهم الله من فضله، وقد وقع نظيره لنبينا صلى الله عليه وسلم ذلك فيما ذكره العلماء في قصة المعراج أنه رأى رجلا في نور العرش... الحديث، وفيه: ولم يكن عاقا لوالديه .
أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في كتاب ذم الحسد من حديث أبي عامر الأشعري، وفيه ثابت بن أبي ثابت، جهله nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم.
(وقال صلى الله عليه وسلم: استعينوا على قضاء الحوائج) ، وفي رواية: على قضاء حوائجكم (بالكتمان) ، أي: كونوا [ ص: 54 ] لها كاتمين عن الناس، واستعينوا بالله على الظفر بها، ثم علل طلب الكتمان بقوله: (فإن كل ذي نعمة محسود) ، أي: إن أظهرتم حوائجكم للناس حسدوكم .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا، nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني من حديث nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بسند ضعيف. انتهى .
قلت: حديث nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14798العقيلي ، nindex.php?page=showalam&ids=13357وابن عدي ، nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني، nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي، فالعقيلي رواه عن محمد بن خزيمة، عن سعيد بن سالم العطار، عن nindex.php?page=showalam&ids=15614ثور بن يزيد، عن nindex.php?page=showalam&ids=15802خالد بن معدان، عن nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ، والباقون من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14798العقيلي، ثم قال nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم: غريب من حديث خالد، تفرد به عنه ثور، حدث به عمر بن يحيى البصري، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة، عن ثور. ا ه .
وقد أورده nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في الموضوعات، وقال: سعيد كذاب، قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري: يذكر بوضع الحديث، وتابعه حسين بن علوان، وضاع، وقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا أيضا بهذا الإسناد، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان: سعيد يضع الحديث، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14798العقيلي: لا يعرف إلا بسعيد، ولا يتابع عليه، قال الهيتمي: إن ابن معدان لم يسمع nindex.php?page=showalam&ids=32معاذا، فهو منقطع .
وفي الباب nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، رواه nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب في التاريخ، عن إبراهيم بن مخلد، عن إسماعيل بن علي الخطيبي، عن الحسين بن عبد الله الأبزاري، عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن nindex.php?page=showalam&ids=15128المأمون، عن الرشيد، عن المهدي، عن أبيه، عن جده، عن عطاء، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، قال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي: موضوع من عمل الأبزاري ، وسئل nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد، nindex.php?page=showalam&ids=17336وابن معين عنه، فقالا: يضع، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم: هو - أي: حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس هذا - منكر لا يعرف .
nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر بن الخطاب، رواه أبو بكر الخرائطي في اعتلال القلوب، عن nindex.php?page=showalam&ids=16610علي بن حرب، عن حابس بن عمر، وعن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج، عن عطاء عنه، وهو ضعيف أيضا .
nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي بن أبي طالب، رواه nindex.php?page=showalam&ids=14245الخلعي في فوائده، عن أحمد بن محمد بن الحجاج، عن أحمد بن محمد القرسياني، عن أحمد بن عبد الله، عن غندر، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة، عن مروان الأصفر، عن النزال بن سبرة عنه، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14467الحافظ السخاوي في المقاصد: رواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في معاجمه الثلاثة، وعنه، وعن غيره nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الحلية من حديث سعيد بن سالم العطار، عن nindex.php?page=showalam&ids=15614ثور بن يزيد، عن nindex.php?page=showalam&ids=15802خالد بن معدان، عن nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ رفعه، وكذا أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في الشعب، والعسكري في الأمثال، nindex.php?page=showalam&ids=14245والخلعي في فوائده، nindex.php?page=showalam&ids=15007والقضاعي في مسنده، وسعيد كذبه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد، وغيره، وقال العجلي: لا بأس به، ولكن قد أخرجه العسكري أيضا من غير طريقه بسند ضعيف أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع، عن ثور، ولفظه: nindex.php?page=hadith&LINKID=2001837استعينوا على طلب حوائجكم بكتمانها، فإن لكل نعمة حسدة، ولو أن أمرا كان أقوم من قدح لكان له من الناس غامز.
وهو مع ذلك منقطع، فخالد لم يسمع من nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ، وله طريق أخرى عند nindex.php?page=showalam&ids=14245الخلعي في فوائده من حديث مروان الأصفر، عن النزال بن سبرة، عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي رفعه، أي: بلفظ المصنف، إلا أنه زاد في آخره: لها، ثم قال: وفي الباب جماعة منهم عمر .
قلت: وبما ذكر يظهر أن الحديث ضعيف لا موضوع، وابن الجوزي يتساهل كثيرا، كما تقدمت الإشارة إليه، ثم إن الأحاديث الواردة في التحدث بالنعم محمولة على ما بعد وقوعها، فلا تكون معارضة لهذا .
نعم، إن ترتب على التحديث بها حسد، فالكتمان أولى، والله أعلم .
(وقال صلى الله عليه وسلم: إن لنعم الله أعداء، قيل: ومن أولئك؟ قال: الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ) .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: nindex.php?page=hadith&LINKID=912976إن لأهل النعم حسادا، فاحذروهم، وسنده ضعيف، (وقال صلى الله عليه وسلم: ستة يدخلون النار قبل الحساب، قيل: يا رسول الله، من هم؟ قال: الأمراء بالجور) أي: الظلم على الرعية، (والعرب) ، وهم سكان البادية (بالعصبية) الجاهلية (والدهاقين) جمع دهقان بالكسر، وهو رئيس القرية (بالتكبر) على أهل قريته (والتجار بالخيانة) في معاملاتهم (وأهل الرستاق) ، أي: السواد (بالجهالة) في أمور الدين (والعلماء بالحسد) .
قال العراقي: رواه الديلمي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس، بسندين ضعيفين. ا ه .
قلت: لفظ الديلمي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس: ستة يعذبهم الله بذنوبهم يوم القيامة: الأمراء بالجور، والعلماء بالحسد، والعرب بالعصبية، وأهل الأسواق بالخيانة، والدهاقين بالكبر، وأهل الرساتيق بالجهل.
وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر، فأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الحلية بلفظ: ستة يدخلون النار بغير حساب: الأمراء بالجور، والعرب بالعصبية، والدهاقين بالكبر، والتجار بالكذب، والعلماء بالحسد، والأغنياء بالبخل.
[ ص: 55 ] ومما جاء في المرفوع: الحسد يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل.
رواه الديلمي من حديث معاوية بن حيدة، وعن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود رفعه: إياكم والكبر، فإن إبليس حمله الكبر على أن لا يسجد لآدم، وإياكم والحرص، فإن آدم حمله الحرص على أكل الشجرة، وإياكم والحسد، فإن ابني آدم إنما قتل أحدهما صاحبه حسدا، فهن أصل كل خطيئة.
أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12850القشيري في الرسالة، nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر في التاريخ من حديثه .