أي : كان لا يثقل علينا أن نتواضع له ، ونتبعه إذا كان عظيما وقال تعالى يصف قول قريش : أهؤلاء من الله عليهم من بيننا كالاستحقار لهم ، والأنفة منهم .
(السبب الثالث: أن يكون في طبعه أن يتكبر عليه، ويستصغره) ، ويستحقره [ ص: 65 ] (ويستخدمه، ويتوقع منه الانقياد له) في أموره (والمتابعة في أغراضه، فإذا نال نعمة خاف أن لا يحمل تكبره، ويترفع عن متابعته، وربما يتشوف) ، أي: يتطلع (إلى مساواته أو إلى أن يرتفع عليه، فيعود متكبرا بعد أن كان متكبرا عليه، ومن التعزز، والتكبر كان حسد أكثر الكفار لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قالوا: كيف يتقدم علينا غلام يتيم) من أبويه (وكيف نطأطئ له رؤوسنا، فقالوا: لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين ) يعني مكة، والطائف ( عظيم ، أي: كان لا يثقل علينا أن نتواضع له، ونتبعه) ، ويتقدم علينا (إذا كان عظيما) ، قال ابن إسحاق في السيرة: إن قائل ذلك الوليد بن المغيرة: أينزل على محمد وأترك، وأنا كبير قريش، ويترك أبو مسعود عمرو بن عمير الثقفي سيد ثقيف، فنحن عظيما القريتين؟ فأنزل الله، فيما بلغني هذه الآية، ورواه أبو محمد بن أبي حاتم، nindex.php?page=showalam&ids=13507وابن مردويه في تفسيرهما من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: إلا أنهما قالا: مسعود بن عمرو، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=13507لابن مردويه: حبيب بن عمير الثقفي، وهو ضعيف، نقله العراقي (وقال الله تعالى يصف قول قريش: أهؤلاء من الله عليهم من بيننا ) يشيرون إلى من اتبعه صلى الله عليه وسلم من المؤمنين (كالاستحقار لهم، والأنفة منهم) حملهم على ذلك التعزز، والكبر، والجبروت .