ولذلك قال الله تعالى : أفي الله شك فاطر السماوات والأرض ولهذا بعث الأنبياء صلوات الله عليهم لدعوة الخلق إلى التوحيد ليقولوا لا إله إلا الله وما أمروا أن يقولوا : لنا إله وللعالم إله .
فإن ذلك كان مجبولا في فطرة عقولهم من مبدأ نشوئهم وفي عنفوان شبابهم .
(فإذا في فطرة الإنسان) أي: ما ركز فيه من قوته على معرفة التوحيد (وشواهد القرآن) التي تقدمت (ما يغني عن إقامة برهان) والبرهان: هو الدليل القاطع، فهو أخص من الدليل الواضح، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب: البرهان أوكد الأدلة، وهو ما يقتضي الصدق أبدا لا محالة، ودلالة تقتضي الكذب أبدا، ودلالة إلى الصدق أقرب، ودلالة إلى الكذب أقرب، ودلالة لهما على السواء. واختلفوا في نونه، فقيل: أصيلة، وقيل: زائدة، وعلى الثاني اشتقاقه من البره وهو البياض، سمي الدليل القاطع به لظهوره وسطوعه تخيلا لبياضه وإضاءته، ولذلك وصفوه بالساطع .