وقال صلى الله عليه وسلم : ما ذئبان ضاريان أرسلا في زريبة غنم بأكثر إفسادا فيها من حب الشرف والمال ، والجاه في دين الرجل المسلم .
وقال صلى الله عليه وسلم : هلك المكثرون إلا من قال به في عباد الله هكذا ، وهكذا ، وقليل ما هم .
وقيل : يا رسول الله ، أي أمتك شر ؟ قال : الأغنياء .
وقال صلى الله عليه وسلم : سيأتي بعدكم قوم يأكلون أطايب الدنيا ، وألوانها ويركبون فره الخيل وألوانها ، وينكحون أجمل النساء وألوانها ، ويلبسون أجمل الثياب وألوانها ، لهم بطون من القليل لا تشبع ، وأنفس بالكثير لا تقنع عاكفون على الدنيا يغدون ويروحون إليها ، اتخذوها آلهة من دون إلههم ، وربا دون ربهم ، إلى أمرها ينتهون ولهواهم يتبعون ، فعزيمة من محمد بن عبد الله لمن أدركه ذلك الزمان من عقب عقبكم ، وخلف خلفكم أن لا يسلم عليهم ، ولا يعود مرضاهم ، ولا يتبع جنائزهم ، ولا يوقر كبيرهم ، فمن فعل ذلك ، فقد أعان على هدم الإسلام .
وقال صلى الله عليه وسلم : دعوا الدنيا لأهلها من أخذ من الدنيا فوق ما يكفيه ، أخذ حتفه وهو لا يشعر .
وقال صلى الله عليه وسلم : يقول ابن آدم : مالي مالي ، وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت ، أو تصدقت فأمضيت .
وقال رجل : يا رسول الله ما لي ، لا أحب الموت ? فقال : هل معك من مال ? قال : نعم يا رسول الله ، قال : قدم مالك فإن قلب المؤمن مع ماله إن قدمه .
أحب أن يلحقه ، وإن خلفه أحب أن يتخلف معه .
وقال صلى الله عليه وسلم : أخلاء ابن آدم ثلاثة : واحد يتبعه إلى قبض روحه ، والثاني : إلى قبره ، والثالث : إلى محشره ، فالذي يتبعه إلى قبض روحه ، فهو ماله ، والذي يتبعه إلى قبره فهو أهله ، والذي يتبعه إلى محشره فهو عمله .
وقال الحواريون لعيسى عليه السلام ما لك تمشي على الماء ، ولا نقدر على ذلك ، فقال لهم : ما منزلة الدينار والدرهم عندكم ? قالوا : حسنة ، قال لكنهما : والمدر عندي سواء وكتب nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان الفارسي إلى nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء رضي الله عنهما يا أخي إياك أن تجمع من الدنيا ما لا تؤدي شكره ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يجاء بصاحب الدنيا الذي أطاع الله فيها ، وماله بين يديه كلما تكفأ به الصراط قال له ماله امض فقد أديت حق الله في ثم يجاء بصاحب الدنيا الذي لم يطع الله فيها وماله بين كتفيه كلما تكفأ به الصراط قال له ماله : ويلك ألا أديت حق الله في ، فما يزال كذلك حتى يدعو بالويل والثبور .
وكل ما أوردناه في كتاب الزهد والفقر في ذم الغنى ، ومدح الفقر يرجع جميعه إلى ذم المال ، فلا نطول بتكريره ، وكذا كل ما ذكرناه في ذم الدنيا فيتناول ذم المال بحكم العموم ; لأن المال أعظم أركان الدنيا ، وإنما نذكر الآن ما ورد في المال خاصة .
قال صلى الله عليه وسلم : إذا مات العبد قالت الملائكة : ما قدم ? وقال الناس : ما خلف وقال صلى الله عليه وسلم: : لا تتخذوا الضيعة فتحبوا الدنيا .
(وقال تعالى: إنما أموالكم، وأولادكم، فتنة ) ، أي: تفتنكم عن أمور الدين، وتوقعكم في المهالك، وقدم الأموال في الآيتين تنبيها على أنها أعظم أسباب الفتنة .
(وقال تعالى: إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى ) ، أي: رأى نفسه، واستغنى مفعوله الثاني; لأنه بمعنى علم; ولذلك جاز أن يكون فاعله ومفعوله ضميرين لواحد .
(وقال تعالى: ألهاكم التكاثر ) ، أي: التباهي بالكثرة في الأموال، والأولاد حتى زرتم المقابر ، أي: حتى متم، وقبرتم مضيعين أعماركم في طلب الدنيا عما هو أهم لكم، وهو السعي لأخراكم، وهذا أحد الوجوه في تفسير الآية .
(وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حب المال، والشرف ينبتان النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل) .
قال العراقي: لم أجده بهذا اللفظ، وذكره بعد هذا بلفظ: الجاه بدل الشرف. ا ه .
(وقال صلى الله عليه وسلم: ما ذئبان) مثنى ذئب، وما بمعنى ليس، وذئبان اسمها، وقوله: (ضاريان) صفة له، أي: لهجان، وفي رواية: جائعان، وفي أخرى عاديان (أرسلا في زريبة غنم) ، أي: مأواها، والجملة في محل رفع صفة (بأكثر فسادا) خبر ما والباء زائدة (فيها) ، أي: في الزريبة، وفي رواية: لها، والضمير للغنم واعتبر فيه الجنسية; فلذا أنت (من حب المال، والجاه) هو المفضل عليه لاسم التفضيل (في دين الرجل المسلم) ، ومقصود الحديث أن حب المال والجاه أكثر فسادا للدين من إفساد الذئبين للغنم; لأن ذلك يستجر صاحبه إلى ما هو مذموم شرعا .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي في الكبرى من حديث nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك، وقال: جائعان مكان: ضاريان، ولم يقولا: في زريبة، وقال: الشرف بعد الجاه، قال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي: حسن صحيح، nindex.php?page=showalam&ids=14687وللطبراني في الأوسط من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد: nindex.php?page=hadith&LINKID=907767ما ذئبان ضاريان في زريبة غنم... الحديث، وله، nindex.php?page=showalam&ids=13863وللبزار من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة: ضاريان [ ص: 145 ] جائعان .
(وقال صلى الله عليه وسلم: هلك الأكثرون إلا من قال به) ، أي: بالمال، أطلق القول وأراد العمل به (في عباد الله) ، أي: المستحقين من الفقراء (هكذا، وهكذا) ، وأشار (بيده، وقليل ما هم) .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد بلفظ: المكثرون .
قلت: رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد، nindex.php?page=showalam&ids=17259وهناد، nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد، nindex.php?page=showalam&ids=12201وأبو يعلى من حديث nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر المتفق عليه، فهو أن المكثرين هم المقلون يوم القيامة إلا من أعطاه الله خيرا ، فتح فيه يمينه، وشماله، وبين يديه ووراءه، وعمل فيه خيرا، وفي رواية: nindex.php?page=hadith&LINKID=652213إن الأكثرين هم الأقلون.
(وقيل: يا رسول الله، أي أمتك أشر؟ قال: الأغنياء) .
وفيه أصرم بن حوشب ضعيف، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=17259هناد بن السري في الزهد، له من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16562عروة بن رويم مرسلا، nindex.php?page=showalam&ids=13863وللبزار من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بسند ضعيف: إن من شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم، ونبتت عليه أجسامهم. ا ه .
رواه الديلمي، وروي مثله من حديث nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
رواه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا، nindex.php?page=showalam&ids=13357وابن عدي ، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي، وقد تقدم في ذم الغيبة .
(وقال صلى الله عليه وسلم: سيأتي بعدكم قوم يأكلون أطايب الدنيا، وألوانها، وينكحون أجمل النساء وألوانها، ويلبسون ألين الثياب وألوانها ، ويركبون فره الخيل وألوانها، لهم بطون من القليل لا تشبع، وأنفس بالقليل لا تقنع، عاكفين على الدنيا يغدون ويروحون إليها، اتخذوها آلهة من دون إلههم، وربا دون ربهم، إلى أمرها ينتهون، وهواهم يتبعون، فعزيمة من محمد بن عبد الله لمن أدرك ذلك الزمان من عقب عقبكم، وخلف خلفكم أن لا يسلم عليهم، ولا يعود مرضاهم، ولا يتبع جنائزهم، ولا يوقر كبيرهم، فمن فعل ذلك، فقد أعان على هدم الإسلام) .
قلت: وحديث nindex.php?page=showalam&ids=481أبي أمامة هذا أخرجه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الحلية، وفي حديث عبد الله بن جعفر الذي ذكر قبل هذا، وفيه: يركبون الدواب ألوانا.
وروى تمام في جزء من حديثه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=8علي: شرار أمتي وأول من يساق إلى النار الأقماع من أمتي الذين إذا أكلوا لم يشبعوا، [ ص: 146 ] وإذا جمعوا لم يستغنوا.
(وقال صلى الله عليه وسلم: دعوا الد فتلهيكم عن ذكنيا لأهلها) ، أي: اتركوها لهم (من أخذ من الدنيا فوق ما يكفيه لنفسه، ومن تلزمه مؤنته أخذ حتفه) ، أي: هلاكه (وهو لا يشعر) بأن المأخوذ فيه هلاكه; إذ هي السم القاتل .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، وفيه هانئ بن المتوكل، ضعفه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان. ا ه .
قلت: ورواه كذلك nindex.php?page=showalam&ids=13473ابن لال في مكارم الأخلاق .
(وقال صلى الله عليه وسلم: يقول ابن آدم: مالي مالي، وهل لك) يا ابن آدم، (من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت) .
رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث عبد الله بن الشخير، nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة، وقد تقدم في الكتاب الذي قبله .
(وقال رجل: يا رسول الله، ما لي لا أحب الموت؟ فقال: هل معك من مال؟ قال: نعم يا رسول الله، قال: قدم مالك) بين يديك (فإن قلب المؤمن مع ماله إن قدمه أحب أن يلحقه، وإن أخلفه أحب أن يتخلف معه) .
قال العراقي: لم أقف عليه، بل رواه nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك في الزهد، عن عبد الله بن عبيد، قال: قال رجل، فذكره .
وفيه: هل لك مال، فقدم مالك بين يديك...
الباقي سواء .
ثم رأيت بخط المحدث الشمس محمد بن أحمد بن علي الداودي تلميذ الحافظ السيوطي على هامش المغني ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الحلية من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، وفيه طلحة بن عمرو، ضعيف .
وأخرجه من وجه آخر أقوى منه، لكن مرسلا. ا ه .
قلت: وكأنه يشير إلى الذي قدمناه، وعبد الله بن عبيد بن عمير الليثي المكي، تابعي ثقة .
(وقال صلى الله عليه وسلم: أخلاء ابن آدم) جمع خليل، أي: أصحابه (ثلاثة: واحد يتبعه إلى قبض روحه، والثاني: إلى قبره، والثالث: إلى محشره، فالذي يتبعه إلى قبض روحه، فهو ماله، والذي يتبعه إلى قبره هو أهله، والذي يتبعه إلى محشره هو عمله) .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد، nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في الكبير والأوسط من حديث nindex.php?page=showalam&ids=114النعمان بن بشير بإسناد جيد نحوه، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود، والطيالسي، nindex.php?page=showalam&ids=11868وأبو الشيخ في كتاب الثواب، nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في الأوسط من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بسند جيد أيضا، وفي الكبير من حديث nindex.php?page=showalam&ids=24سمرة بن جندب، وللشيخين من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس: nindex.php?page=hadith&LINKID=656033يتبع الميت ثلاثة، فيرجع اثنان، ويبقى واحد... الحديث. ا ه .
هكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي، وقال: حسن صحيح، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي.
(وقال الحواريون) ، وهم أصحاب عيسى - عليه السلام - (لعيسى بن مريم - عليه السلام - ما لك تمشي على الماء، ولا تقدر على ذلك، فقال لهم: ما منزلة الدينار والدرهم عندكم؟ قالوا: حسنة، قال: لكنها عندي والمدر سواء) نقله صاحب القوت .
(وكتب nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان الفارسي إلى nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء) - رضي الله عنهما - (يا أخي إياك أن تجمع من الدنيا ما لا تؤدي شكره، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يجاء بصاحب الدنيا الذي أطاع الله فيها، وماله بين يديه كلما تكفأ به الصراط قال له ماله: ويلك إلا أديت حق الله في، فما يزال كذلك حتى يدعو بالويل والثبور) .
قال العراقي: ليس هو من حديث nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان إنما هو من حديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء أنه كتب إلى nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان كذا .
رواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في الشعب، وقال بدل الدنيا المال، وهو منقطع. ا ه .
قلت: وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور، nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17036محمد بن واسع، عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء رفعه: يجاء بصاحب المال الذي أطاع الله فيه، وماله بين يديه... الحديث، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الحلية: وحدثنا أبو عمر بن حمدان، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14113الحسن بن سفيان، حدثنا بشر بن الحكم، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر، عن صاحب له: أن nindex.php?page=showalam&ids=4أبا الدرداء كتب إلى nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان: أخي اغتنم صحتك وفراغك... الحديث، وفيه: يا أخي لا تجمع ما لا تستطيع شكره، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يجاء بصاحب الدنيا يوم القيامة الذي أطاع الله فيها، وهو بين يدي الله، وماله خلفه... الحديث، وفيه بعد قوله: وماله بين كتفيه: فيعيره ماله، ويقول له: ويلك; هلا عملت بطاعة الله في؟... الحديث بطوله، ثم قال: ورواه ابن جابر، والمطعم بن المقدام، عن nindex.php?page=showalam&ids=17036محمد بن واسع أن nindex.php?page=showalam&ids=4أبا الدرداء كتب إلى nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان مثله .
(وكل ما أوردناه في كتاب الزهد والفقر في ذم الغنى، ومدح الفقر يرجع جميعه إلى ذم المال، فلا نطول [ ص: 147 ] بتكريره، وكذا كل ما ذكرناه في ذم الدنيا فيتناول ذم المال بحكم العموم; لأن المال أعظم أركان الدنيا، وإنما نذكر الآن ما ورد في المال خاصة، قال صلى الله عليه وسلم: إذا مات العبد قالت الملائكة: ما قدم؟ وقال الناس: ما خلف) .
رواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في الشعب من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة يبلغ به، وقد تقدم في كتاب آداب الصحبة .
وفي بعض خطب nindex.php?page=showalam&ids=8علي - رضي الله عنه -: إن المرء إذا هلك، قال الناس: ما ترك؟ وقالت الملائكة: ما قدم لله آباؤكم؟ فقدموا بعضا يكن لكم قرضا، ولا تخلفوا كلا فيكون عليكم كلا.
(وقال صلى الله عليه وسلم: لا تتخذوا الضيعة) ، أي: العقار، وهي الأرض التي تزرع يستغل منها (فتحبوا الدنيا) ، أي: تميلوا إليها، فتلهيكم عن ذكر الله، ومن هنا قال بعض الحكماء: الضياع مدارج الهموم، وكتب الوكلاء مفاتيح الغموم، وقال أيضا: الضيعة إن تعهدتها ضعت، وإن لم تتعهدها ضاعت .
ووهب هشام للأبرش ضيعة، فسأله عنها، فقال: لا عهد لي بها، فقال: لولا أن الراجع في هبته كالراجع في قيئه لأخذتها منك; أما علمت أنها إنما سميت ضيعة; لأنها تضيع إذا تركت؟ وسيأتي للمصنف كلام في هذا .
وحاصله أن اتخاذ الضياع مما يسود القلب، ويلهي عن ذكر الله تعالى، ومن انتفى في حقه ذلك جاز له الاتخاذ .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي، nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم، وصحح إسناده من حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود بلفظ: فترغبوا. ا ه .
قلت: أي: فترغبوا في الدنيا، وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك، وهناد كلاهما في الزهد، nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير في تهذيبه، وفي سند nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي، nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم عن شمر بن عطية، عن المغيرة بن سعد بن الأخرم، عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، ولم يخرج الستة عن هؤلاء الثلاثة غير nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي، وقد وثقوا .