اعلم أن هذا الدواء مركب من ثلاثة أركان الصبر ، والعلم ، والعمل ، ومجموع ذلك خمسة أمور :
الأول : وهو العمل الاقتصاد في المعيشة والرفق في الإنفاق ، فمن أراد عز القناعة ، فينبغي أن يسد عن نفسه أبواب الخرج ما أمكنه ، ويرد نفسه إلى ما لا بد له منه ، فمن كثر خرجه ، واتسع إنفاقه لم تمكنه القناعة ، بل إن كان وحده فينبغي أن يقنع بثوب واحد خشن ويقنع بأي طعام كان ، ويقلل من الإدام ما أمكنه ، ويوطن نفسه عليه وإن كان له عيال فيرد كل واحد إلى هذا القدر فإن هذا القدر يتيسر بأدنى جهد ، ويمكن معه الإجمال في الطلب والاقتصاد في المعيشة وهو الأصل في القناعة ونعني به الرفق في الإنفاق ، وترك الخرق فيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=910011إن الله يحب الرفق الأمر كله .
(اعلم) - وفقك الله تعالى - (أن هذا الدواء مركب من ثلاثة أركان) هي أساسه: (الصبر، والعلم، والعمل، ومجموع ذلك خمسة أمور: الأول: وهو العمل) ، وذلك (الاقتصاد في المعيشة) ، أي: الاعتدال فيها (والرفق في الإنفاق، فمن أراد عز القناعة، فينبغي أن يسد على نفسه أبواب الخرج) ، أي: ما يصرف في اللوازم الضرورية (ما أمكنه، ويرد نفسه إلى ما لا بد منه، فمن كثر خرجه، واتسع إنفاقه لم تمكنه القناعة، بل إن كان وحده ينبغي أن يقنع بثوب واحد خشن) من قطن، أو صوف (ويقنع بأي طعام كان، ويقلل من الإدام ما أمكنه، ويوطن نفسه عليه) تدريجا (وإن كان له عيال فيرد كل واحد إلى هذا القدر فإن هذا القدر يتيسر بأدنى جهد، ويمكن معه الإجمال في الطلب) المأمور به في الخبر (فالاقتصاد في المعيشة هو الأصل في القناعة) ، ففي الخبر عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر مرفوعا: nindex.php?page=hadith&LINKID=912513الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة.
أخرجه الشيخان من حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، وقد تقدم في كتاب ذم الغضب .
(وقال صلى الله عليه وسلم: ما عال) ، أي: ما افتقر (من اقتصد) ، أي: في معيشته، أي: من أنفق قصدا، ولم يجاوزه إلى الإسراف .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد، nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني من حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، ومن حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس بلفظ: مقتصد، وكلاهما ضعيف. انتهى .
قلت: روياه من طريق إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=15007القضاعي، وهو عند العسكري من طريق سكين بن عبد العزيز، عن الهجري بلفظ: لا يعيل أحد على قصد، ولا يبقى على سرف كثير، وروياه أيضا من طريق أبي روق، عن الضحاك، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس بلفظ: nindex.php?page=hadith&LINKID=915238ما عال مقتصد.
إلا أن nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني زاد: قط، وقد ورد في الاقتصاد أخبار كثيرة منها ما تقدم عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر، nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس، ومن ذلك ما رواه العسكري من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11950أبي بلال الأشعري، حدثنا عبد الله بن حكيم المدني، عن شبيب بن بشر، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس رفعه: السؤال نصف العلم، والرفق نصف المعيشة، وما عال امرؤ في اقتصاد.
وروى nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم، ومن طريقه الديلمي من حديث عمير بن صبح، عن nindex.php?page=showalam&ids=17419يونس بن عبيد، عن الحسن، عن nindex.php?page=showalam&ids=481أبي أمامة رفعه: السؤال نصف العلم، والرفق نصف المعيشة، وما عال من اقتصد.
وروى العسكري من طريق عثمان بن عمر بن خالد بن الزبير، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي رفعه: التودد نصف الدين، وما عال امرؤ قط عن اقتصاد... الحديث .