اعلم أن المال إن كان مفقودا ، فينبغي أن يكون حال العبد القناعة ، وقلة الحرص ، وإن كان موجودا ، فينبغي أن يكون حاله الإيثار والسخاء واصطناع المعروف ، والتباعد عن الشح ، والبخل فإن السخاء من أخلاق الأنبياء عليهم السلام وهو أصل من أصول النجاة ، وعنه عبر النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : السخاء شجرة من شجر الجنة أغصانها متدلية إلى الأرض فمن أخذ بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى الجنة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خلقان يحبهما الله عز وجل ، وخلقان يبغضهما الله عز وجل ، فأما اللذان يحبهما الله تعالى ; فحسن الخلق ، والسخاء ، وأما اللذان يبغضهما الله ; فسوء الخلق ، والبخل ، وإذا أراد الله بعبد خيرا استعمله في قضاء حوائج الناس .
وروى المقدام بن شريح عن أبيه عن جده قال : قلت : يا رسول الله ، دلني على عمل يدخلني الجنة ، قال : إن موجبات المغفرة بذل الطعام وإفشاء السلام ، وحسن الكلام .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : السخاء شجرة في الجنة ، فمن كان سخيا أخذ بغصن منها ، فلم يتركه ذلك الغصن حتى يدخله الجنة .
والشح شجرة في النار، فمن كان شحيحا أخذ بغصن من أغصانها، فلم يتركه ذلك الغصن حتى يدخله النار .
(اعلم) هداك الله تعالى (أن المال إذا كان مفقودا، فينبغي أن يكون حال العبد القناعة، وقلة الحرص، وإن كان [ ص: 171 ] موجودا، فينبغي أن يكون حاله الإيثار) للغير (والسخاء) ، أي: بذله (واصطناع المعروف، والتباعد من الشح، والبخل) ، وبينهما فرق، وقد تقدم ذكره (فإن السخاء) خلق شريف (من) جملة (أخلاق الأنبياء) - عليهم السلام - (وهو أصل من أصول النجدة، وعنه عبر النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: السخاء شجرة من شجر الجنة) ، وفي رواية: من أشجار الجنة، وفي رواية: شجرة في الجنة (أغصانها متدلية إلى الأرض) ، وفي رواية: متدليات في الدنيا (فمن أخذ منها غصنا) ، وفي رواية: فمن أخذ غصنا منها (قاده ذلك الغصن إلى الجنة) ، أي: إن السخاء يدل على كرم النفس، وتصديق إيمان بالاعتماد في الخلق على من ضمن الرزق، فمن أخذ بهذا الأصل، وعقد طويته عليه، فقد استمسك بالعروة الوثقى الجاذبة له إلى ديار الأبرار; ولهذا الحديث بقية يأتي ذكرها قريبا .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في الضعفاء من حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، nindex.php?page=showalam&ids=13357وابن عدي ، nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني في المستجاد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، وسيأتي بعده، nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر، وكلها ضعيفة، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في الموضوعات من حديثهم، ومن حديث الحسين، وأبي سعيد. ا ه .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في المستجاد دون قوله: وحسن الخلق بسند ضعيف، ومن طريقه nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في الموضوعات، وذكره بهذه الزيادة nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي من رواية nindex.php?page=showalam&ids=15550بقية، عن يوسف بن السقر، عن nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري، عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة، عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، ويوسف ضعيف. ا ه .
قلت: وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس نحوه، ولفظه مرفوع: يا أيها الناس، إن الله قد اختار لكم الإسلام دينا، فأحسنوا صحبة الإسلام بالسخاء، وحسن الخلق... الحديث، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر، وسيأتي ذكره بعد خمسة أحاديث .
(وعن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما جبل الله تعالى أولياءه إلا على السخاء، وحسن الخلق) .
أغفله العراقي.
وقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر في التاريخ من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة مرسلا .
ورواه أيضا الديلمي عنه، عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة بدون قوله: وحسن الخلق.
وعند nindex.php?page=showalam&ids=14155الحكيم الترمذي: ما جبل الله وليا قط إلا على السخاء، ولجاهل سخي أحب إلى الله من عابد بخيل.
وسند الديلمي ضعيف، وهو عند nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في المستجاد، nindex.php?page=showalam&ids=11868وأبي الشيخ، nindex.php?page=showalam&ids=13357وابن عدي بدون: وحسن الخلق.
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=12201أبو يعلى، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في الضعفاء بلفظ: nindex.php?page=hadith&LINKID=930451سئل عن الإيمان، وفيه يوسف بن محمد بن المنكدر، ضعفه الجمهور .
ومن حديث أسامة بن شريك بلفظ: أفضل الأعمال حسن الخلق.
(وقال nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو) بن العاص - رضي الله عنه - (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلقان يحبهما الله تعالى، وخلقان يبغضهما الله تعالى، فأما اللذان يحبهما الله; فحسن الخلق، والسخاء، وأما اللذان يبغضهما الله; فسوء الخلق، والبخل، وإذا أراد الله بعبد خيرا استعمله على قضاء حوائج الناس) ، أي: ثم ألهمه القيام بحقها، والوفاء بما استعمل عليه .
قال العراقي: رواه الديلمي دون قوله في آخره: فإذا أراد الله بعبد خيرا.
وقال فيه: الشجاعة بدل: الخلق .
فيه محمد بن يوسف الكديمي، كذبه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود، وموسى بن هارون، وغيرهما، ووثقه الخطبي، وروى الأصبهاني جميع الحديث موقوفا على nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو، وروى الديلمي أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس: إذا أراد الله بعبد خيرا صير حوائج الناس إليه، وفيه يحيى بن شبيب، ضعفه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان. ا ه .
قلت: هذا الحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الحلية، ومن طريقه الديلمي بدون الجملة الأخيرة، وروى nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في الشعب جميع الحديث مرفوعا [ ص: 172 ] من حديث ابن عمرو (وروى المقدام بن شريح بن هانئ) بن يزيد الحارثي المذحجي الكوفي، مخضرم ثقة، قتل مع ابن أبي بكرة بسجستان، روى له من ذكر في ابنه (عن جده) أبي شريح هانئ بن يزيد، صحابي نزل الكوفة، روى له nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الأدب، وأبو دواد، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي (قال: قلت: يا رسول الله، دلني على عمل يدخلني الجنة، قال: إن من موجبات المغفرة) ، أي: مما يوجب غفران الذنوب الذي هو سبب لدخول الجنة (بذل الطعام) ، أي: إطعامه (وإفشاء السلام، وحسن الكلام) .
قلت: وبلفظ nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني رواه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=14203الخرائطي في مكارم الأخلاق، وروى nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر: إن من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان.
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم بدون: إن .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الأدب المفرد، nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في الكبير، nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي من حديث هانئ بن يزيد بلفظ: nindex.php?page=hadith&LINKID=102308عليك بحسن الكلام، وبذل الطعام.
(وقال nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة) - رضي الله عنه -: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: السخاء شجرة في الجنة، فمن كان سخيا أخذ بغصن منها، فلم يتركه ذلك الغصن حتى يدخله الجنة، والشح شجرة في النار، فمن كان شحيحا أخذ بغصن من أغصانها، فلم يتركه ذلك الغصن حتى يدخله النار) قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في المستجاد، وفيه عبد العزيز بن عمران الزهري، ضعيف جدا. ا ه .
قلت: وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب في التاريخ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي ، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي، وضعفه باللفظ الذي ذكره المصنف في أول الباب، وتمامه: والبخل شجرة من شجر النار، أغصانها متدليات في الدنيا، فمن أخذ بغصن من أغصانها قاده ذلك الغصن إلى النار.
وروياه عن محمد بن منير المطيري، عن عثمان بن شيبة، عن أبي غسان محمد بن يحيى، عن عبد العزيز بن عمران، عن ابن أبي حبيبة، عن nindex.php?page=showalam&ids=15855داود بن الحصين ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، وقد روي بهذا السياق - أي: الأخير - من حديث الحسين بن علي، وجابر، وأبي سعيد، nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي، nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة، nindex.php?page=showalam&ids=33ومعاوية بن أبي سفيان، nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس.
أما حديث الحسين بن علي فرواه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في الأفراد، nindex.php?page=showalam&ids=11944وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات ، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي، nindex.php?page=showalam&ids=14231والخطيب في كتاب البخلاء من طريق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده .
وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر فرواه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الحلية، عن الحسن بن أبي طالب، عن عبد الله بن محمد الخلال، عن أحمد بن الخطاب بن مهدان الشثري، عن عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي، عن عاصم بن عبد الله، عن عبد العزيز بن خالد الثوري، عن nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير، عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر.
ورواه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب في التاريخ من هذا الطريق، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم: تفرد به عبد العزيز بن خالد، وعنه عاصم بن عبد الله.
وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد، فقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب في تاريخه في ترجمة أبي جعفر الطيالسي عنه، وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=8علي، فقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في الأفراد، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في الشعب، nindex.php?page=showalam&ids=14231والخطيب في التاريخ عنه، وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، فقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في الضعفاء، وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية، فقد رواه الديلمي في مسند الفردوس، وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، فقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر في التاريخ، لكن مع اختلاف لفظ: قال nindex.php?page=showalam&ids=9أنس: أول خطبة خطبها رسول الله - صلى عليه وسلم - صعد المنبر، فحمد الله، وأثنى عليه، وقال: يا أيها الناس: إن الله قد اختار لكم الإسلام دينا، فأحسنوا صحبة الإسلام بالسخاء، وحسن الخلق، ألا إن السخاء شجرة في الجنة، وأغصانها في الدنيا، فمن كان منكم سخيا لا يزال متعلقا بغصن من أغصانها حتى يورده الله الجنة، ألا إن اللؤم شجرة في النار، وأغصانها في الدنيا، فمن كان منكم لئيما لا يزال متعلقا بغصن من أغصانها حتى يورده الله النار.
وطرق هذه الأحاديث كلها ضعاف، وتقدم أن nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي أورده في الموضوعات من هذه الطرق كلها، وتعقب .