وفي رواية : ولا جبار ، وفي رواية : ولا منان وقال صلى الله عليه وسلم : ثلاث مهلكات : شح مطاع ، وهوى متبع ، وإعجاب المرء بنفسه وقال صلى الله عليه وسلم : إن الله يبغض ثلاثة : الشيخ الزاني ، والبخيل المنان والمعيل المختال .
وقال صلى الله عليه وسلم : مثل المنفق والبخيل كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من لدن ثديهما إلى تراقيهما فأما المنفق ، فلا ينفق شيئا إلا سبغت أو وفرت على جلده حتى تخفي بنانه وأما البخيل ، فلا يريد أن ينفق شيئا إلا قلصت ولزمت كل حلقة مكانها حتى أخذت بتراقيه ، فهو يوسعها ، ولا تتسع .
وهو إمساك المقتنيات عما لا يحق حبسها عنه، ويقابله الجود .
والبخل ثمرة الشح، والشح يأمر بالبخل (قال الله تعالى: ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) ، والشح بخل مع حرص، وهو ضد الإيثار، فإن المؤثر على نفسه تارك لما هو محتاج إليه، فالشحيح حريص على ما ليس بيده، فإذا حصل بيده شح وبخل، فالبخل ثمرة الشح، والشح يأمر بالبخل، والبخيل من أجاب داعي الشح، والمؤثر من أجاب داعي الجود، والسخاء، والإحسان .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بلفظ: حرماتهم مكان: أرحامهم، وقال: صحيح على شرط nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم. انتهى .
(وقال - صلى عليه وسلم -: لا يدخل الجنة) ، أي: مع الداخلين في الرعيل الأول من غير عذاب، ولا بأس، أو لا يدخلها حتى يعاقب بما اجترحه (بخيل) ، أي: من هو البخل صفة لازمة له، وتكرر منه ذلك (ولا خب) بفتح الخاء، وبكسرها، وهو الخداع الذي يفسد بين المسلمين بالخداع (ولا خائن، ولا سيئ الملكة) ، أي: التدبير في أمور معاشه، ومن ملكت يمينه (وفي رواية: ولا جبار، وفي رواية: ولا منان) .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي، وحسنه من حديث أبي بكر، واللفظ nindex.php?page=showalam&ids=12251لأحمد دون قوله: ولا منان، وهي عند nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي، nindex.php?page=showalam&ids=13478ولابن ماجه: nindex.php?page=hadith&LINKID=664239لا يدخل الجنة سيئ الملكة. انتهى .
ورواه كذلك nindex.php?page=showalam&ids=12201أبو يعلى، وضعفه nindex.php?page=showalam&ids=16383المنذري، وقد ثبت لفظ: ولا منان في أخبار كثيرة، عن نافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما عند nindex.php?page=showalam&ids=14113الحسن بن سفيان، nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني، nindex.php?page=showalam&ids=13563وابن منده ، nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر، وعن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر، كما عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي، nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير، وعن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري، كما عند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد، nindex.php?page=showalam&ids=12201وأبي يعلى، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي، وعن أبي زيد الجرمي، كما عند nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني، وعن nindex.php?page=showalam&ids=481أبي أمامة، كما عند nindex.php?page=showalam&ids=14724الطيالسي، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي، وقال: حسن غريب، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه، nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني في الأفراد من حديث أبي بكر، وعند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي من طريق أخرى، وحسنه nindex.php?page=showalam&ids=14203الخرائطي بزيادة: nindex.php?page=hadith&LINKID=936297قال رجل: يا رسول الله، أليس أخبرتنا أن هذه الأمة أكثرها مملوكون وأيامى؟ قال: بلى، فأكرموهم كرامة أولادكم، وأطعموهم مما تأكلون.
ومعنى هذه الأخبار: لا يدخل الجنة مع هذه الخصلة حتى يطهر منها إما بتوبة في الدنيا، أو بالعفو، أو بالعذاب بقدره .
قال التوربشتي: هذا هو السبيل في تأويل أمثال هذه الأحاديث لتوافق أصول الدين، وقد هلك بحب التمسك بظواهر أمثال هذه النصوص الجم الغفير من المبتدعة، ومن عرف وجوه القول، وأساليب البيان من كلام العرب هان عليه التخلص بعون الله تعالى من تلك المشقة .
(وقال صلى الله عليه وسلم: ثلاث) خصال (مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه) ، وثلاث منجيات: العدل في الغضب والرضا، وخشية الله في السر والعلانية .
رواه nindex.php?page=showalam&ids=11868أبو الشيخ في التوبيخ، nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في الأوسط أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط أيضا من حديث ابن [ ص: 193 ] عمر بزيادة: وثلاث كفارات، وثلاث درجات، وقد تقدم قريبا أيضا في كتاب العلم .
(وقال صلى الله عليه وسلم: إن الله يبغض ثلاثة: الشيخ الزاني، والبخيل المنان) بعطائه (والمعيل) ، أي: ذا العيال (المختال) ، أي: المتكبر .
(وقال صلى الله عليه وسلم: مثل المنفق والبخيل كمثل كمثل رجلين عليهما جنتان) بضم الجيم، وتشديد النون، أي: درعان، وفي رواية: جبتان بالموحدة بدل النون، والجبة ثوب معروف، ورجحت الأولى بقوله: (من حديد) وادعى بعضهم أنه تصحيف (من لدن) ، أي: عند (ثديهما) بضم المثلثة، وكسر الدال المهملة، ومثناه تحتية مشددة جمع ثدي، وأصله ثدوى كفلس، وفلوس (إلى تراقيهما) جمع ترقوة، وهما العظمان المشرفان في أعلى الصدر (فأما المنفق، فلا ينفق شيئا إلا سبغت) ، أي: امتدت، وعظمت (أو وفرت) شك من الراوي (على جلده حتى تخفي) بضم تاء المضارعة، وسكون الخاء والمعجمة، وكسر الفاء، وفي رواية: تجن ، بجيم ونون، أي: تستر (بنانه) ، أي: أصابعه وأنامله، وصحفه بعضهم، فقال: ثيابه جمع ثوب; يعني أن الإنفاق يستر خطاياه كما يغطي الثوب جميع بدنه، والمراد أن الجواد إذا هم بالإنفاق انشرح له صدره، وطابت به نفسه فوسع فيه .
(وأما البخيل، فلا يريد ينفق شيئا إلا قلصت) ، أي: ارتفعت (ولزمت كل حلقة) بسكون اللام (مكانها) ، قال الطيبي: قيد المشبه به بالحديد إعلاما بأن القبض والشدة جبلي للإنسان وأوقع المنفق موقع السخي، فجعله في مقابل البخيل إيذانا بأن السخاء أمر به الشارع، وندب إليه لا ما يتعافاه المسلمون (حتى أخذت بتراقيه، فهو يوسعها، ولا تتسع) .
هكذا مرتين في سائر النسخ، ضرب المثل برجل أراد لبس درع يستجن به فحالت يداه بينهما، وبين أن يمر على جميع بدنه فاجتمعت في عنقه، فلزمت ترقوته، والمراد أن البخيل إذا حدث نفسه بالإنفاق شحت، وضاق صدره، وعلت يداه .
رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد، والشيخان، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بلفظ: nindex.php?page=hadith&LINKID=651352مثل البخيل والمتصدق، وعندهم بعد قوله: بنانه، وتعفو أثره، وفيه: إلا لزقت بدل: لزمت، وفيه: فهو يوسعها، فلا تتسع مرة واحدة، وزعم بعضهم أن هذه الجملة الأخيرة مدرجة من كلام nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، وهو وهم لورود التصريح برفعه .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد، وقال: غريب. انتهى .
قلت: ورواه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=14724الطيالسي، nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد، nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري في الأدب، nindex.php?page=showalam&ids=13863والبزار، nindex.php?page=showalam&ids=12201وأبو يعلى، nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير في تهذيبه، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في الشعب .
(وقال صلى الله عليه وسلم: شر ما في الرجل) ، أي: من مساوي أخلاقه (شح هالع) ، أي: جازع، يعني شح يحمل على الحرص على المال، والجزع على ذهابه، وقيل: هو أن لا يشبع، كلما وجد شيئا بلعه، ولا قرار له، ولا يتبين في جوفه، ويحرص على تهيئة شيء آخر .
قال: والهلع فحش الجزع، والمعنى أنه يجزع في شحه أشد الجزع على استخراج الحق منه (وجبن خالع) ، أي: شديد كأنه يخلع فؤاده من شدة خوفه من الخلق، قال الطيبي: والفرق بين وصف الشح بالهلع، والجبن بالخلع أن الهلع في الحقيقة لصاحب الشح، فأسند إليه مجازا، فهما حقيقتان، لكن الإسناد مجازي، ولا كذلك الخلع; إذ ليس مختصا بصاحب الجبن حتى يسند إليه مجازا، بل هو وصف للجبن، لكن على المجاز حيث أطلق وأريد به الشدة، وإنما قال: شر ما في الرجل، ولم يقل: شر ما في النساء; لأن الشح والجبن مما تحمد به المرأة، ويذم به الرجل، أو لأن الخصلتين تقعان موقعا في الذم من الرجل فوق ما يقعان من النساء .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بسند جيد. انتهى .
قلت: ورواه كذلك nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في التاريخ، nindex.php?page=showalam&ids=14155والحكيم في النوادر، nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير في التهذيب، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في الشعب، وقال ابن طاهر: إسناده متصل (وقتل شهيد) ، أي: استشهد رجل (على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكته باكية، فقالت: واشهيداه، فقال صلى الله عليه وسلم: nindex.php?page=hadith&LINKID=944726وما يدريك أنه شهيد، فلعله قد كان يتكلم بما لا يعنيه، أو يبخل بما لا ينقصه) .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=12201أبو يعلى من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بسند ضعيف، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أن أمه قالت: ليهنك الشهادة، وهو عند nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي إلا أن فيه رجلا قال له: أبشر بالجنة. انتهى .
قلت: وسياق المصنف أورده في كتاب البخلاء، وكذلك nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في الشعب من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، ولكن بلفظ: إن رجلا قتل شهيدا فبكته باكية.