وبيان حقيقة الرياء ، وما يرائي به ، وبيان درجات الرياء ، وبيان الرياء الخفي ، وبيان ما يحبط العمل من الرياء ، وما لا يحبط ، وبيان دواء الرياء وعلاجه ، وبيان الرخصة في إظهار الطاعات ، وبيان الرخصة في كتمان الذنوب ، وبيان ترك الطاعات ؛ خوفا من الرياء والآفات ، وبيان ما يصح من نشاط العبد للعبادات بسبب رؤية الخلق ، وبيان ما يجب على المريد أن يلزمه قلبه قبل الطاعة وبعدها .
وهي عشرة فصول وبالله التوفيق بيان ذم الرياء .
اعلم أن الرياء حرام والمرائي عند الله ممقوت وقد شهدت لذلك الآيات والأخبار والآثار .
وقال ، عيسى المسيح صلى الله عليه وسلم : « إذا كان يوم صوم أحدكم فليدهن رأسه ولحيته ويمسح شفتيه ؛ لئلا يرى الناس أنه صائم ، وإذا أعطى بيمينه فليخف عن شماله ، وإذا صلى فليرخ ستر بابه فإن الله يقسم الثناء كما يقسم الرزق » وقال نبينا صلى الله عليه وسلم : لا يقبل الله عز وجل عملا فيه مثقال ذرة من رياء .
ولذلك ورد أن فضل « عمل السر على عمل الجهر بسبعين ضعفا » وقال صلى الله عليه وسلم: « إن المرائي ينادى يوم القيامة : يا فاجر ، يا غادر ، يا مرائي ، ضل عملك ، وحبط أجرك ، اذهب فخذ أجرك ممن كنت تعمل له» .
، وقال شداد بن أوس رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يبكي فقلت : ما يبكيك يا رسول الله قال : إني تخوفت على أمتي الشرك ، أما إنهم لا يعبدون صنما ولا شمسا ولا قمرا ولا حجرا ، ولكنهم يراءون بأعمالهم .
(الشطر الثاني من الكتاب) *
(في طلب الجاه والمنزلة) في قلوب الناس (بالعبادات، وهو الرياء، وفيه بيان ذم الرياء، وبيان حقيقة الرياء، وما يرائي به، وبيان درجات الرياء، وبيان الرياء الخفي، وبيان ما يحبط العمل من الرياء، وما لا يحبط، وبيان دواء الرياء وعلاجه، وبيان الرخصة في إظهار الطاعات، وبيان الرخصة في كتمان الذنوب، وبيان ترك الطاعات؛ خوفا من الرياء والآفات، وبيان ما يصح من نشاط العبد للعبادة بسبب رؤية الخلق، وما لا يصح، وبيان ما يجب على المريد أن يلزم قلبه قبل الطاعات وبعدها، وهي عشرة فصول على الترتيب المذكور) .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16248طاوس، قال رجل: "إني أقف الموقف أبتغي وجه الله، وأحب أن يرى موطني، فلم يرد عليه، حتى نزلت هذه الآية" هكذا في نسخة من المستدرك، ولعله سقط منه nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أو nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة. انتهى .
ووجد بخط الحافظ ابن حجر بإزائه: هو nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وبخط الكمال الدميري: الساقط من نسخة المصنف nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة، وهو ثابت في غيرها من النسخ، انتهى ما وجدته .
قلت: رواه nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق، nindex.php?page=showalam&ids=12455وابن أبي الدنيا في الإخلاص، nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم، nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم، عن nindex.php?page=showalam&ids=16248طاوس هكذا، ولم يذكروا فيه nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ولا nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة.
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم أيضا وصححه، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي، عن nindex.php?page=showalam&ids=16248طاوس، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، كما ذكره الحافظ ابن حجر.
وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم، عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد قال: "كان من المسلمين من يقاتل وهو يحب أن يرى مكانه، فأنزل: فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا الآية.
وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر من طريق nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج، عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد قال: "قال رجل: يا رسول الله! أعتق وأحب أن يرى، وأتصدق وأحب أن يرى، فنزلت: فمن كان يرجو الآية.
وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=13563ابن منده، nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم في الصحابة، nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر من طريق السدي الصغير، عن nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي، عن أبي صالح، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال: "كان جندب بن زهير إذا صلى أو صام أو تصدق فذكر بخير ارتاح له، فزاد في ذلك؛ لمقالة الناس، فنزل في ذلك: فمن كان يرجو لقاء ربه الآية".
(وأما الأخبار فقد قال صلى الله عليه وسلم حين سأله رجل: "يا رسول الله فيم النجاة؟ فقال: أن لا يعمل العبد بطاعة الله يريد بها الناس") أغفله العراقي.
وقرأت في كتاب الفقيه nindex.php?page=showalam&ids=11903أبي الليث السمرقندي قال: أخبرنا بإسناده عن جبلة اليحصبي قال: كنا في غزاة مع nindex.php?page=showalam&ids=16491عبد الملك بن مروان، فصحبنا رجل، فسهر لا ينام في الليل إلا أقله، فمكثنا أياما لا نعرفه، ثم عرفناه بعد ذلك، فإذا هو رجل من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان فيما حدثنا أن قائلا من المسلمين قال: "يا رسول الله: فيم النجاة غدا؟ قال: أن لا تخادع الله، قال: كيف نخادع الله؟ قال: أن تعمل بما أمرك الله وتريد به غير وجه الله" الحديث، وسيأتي تمامه فيما بعد .
وفي الزهد nindex.php?page=showalam&ids=16418لابن المبارك، ومسند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد، nindex.php?page=showalam&ids=12289وابن منيع، أنه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو. انتهى .
قلت: حديث جندب أخرجه كذلك nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة، nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه، nindex.php?page=showalam&ids=12119وأبو عوانة، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان، nindex.php?page=showalam&ids=13889والبغوي، بلفظ: nindex.php?page=hadith&LINKID=910898 "من سمع سمع الله به، ومن راءى راءى الله به، ومن شق شق الله عليه يوم القيامة" ورواه بدون الجملة الأخيرة nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في الأسماء والصفات من حديث جندب، nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني nindex.php?page=showalam&ids=11868وأبو الشيخ من حديث nindex.php?page=showalam&ids=130أبي بكرة.
وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر فأخرجه كذلك nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة، nindex.php?page=showalam&ids=17259وهناد في الزهد، nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم في الحلية .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد، nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وقال: حسن غريب، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه، nindex.php?page=showalam&ids=12201وأبو يعلى من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد بلفظ: nindex.php?page=hadith&LINKID=664673 "من يرائي يرائي الله به، ومن يسمع يسمع الله به".
(وفي حديث آخر طويل أن الله -عز وجل- يقول لملائكته: "إن هذا لم يردني بعمله، فاجعلوه في سجين") وهي دركة من دركات جهنم، قال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: "هي تحت الأرض السفلى، فيها أرواح الكفار وأعمالهم أعمال السوء" قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك في الزهد، ومن طريقه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في الإخلاص، nindex.php?page=showalam&ids=11868وأبو الشيخ في كتاب العظمة من رواية ضمرة بن حبيب، مرسلا. ورواه nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في الموضوعات. انتهى .
قلت: رواه nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن ضميرة بن حبيب قال: قال صلى الله عليه وسلم: "إن الملائكة يرفعون عمل عبد من عباد الله فيستكثرونه ويزكونه حتى ينتهوا به إلى حيث يشاء الله من سلطانه، فيوحي الله إليهم: إنكم حفظة على عمل عبدي وأنا رقيب على ما في نفسه، إن عبدي هذا لم يخلص لي عمله، فاكتبوه في سجين. ويصعدون بعمل عبد فيستقلونه ويحتقرونه، حتى ينتهوا به إلى حيث شاء الله من سلطانه، فيوحي الله إليهم إنكم حفظة على عمل عبدي، وأنا رقيب على ما في نفسه، إن عبدي هذا قد أخلص لي عمله، فاكتبوه في عليين" فهذا هو الذي أشار إليه المصنف بقوله: وفي حديث آخر طويل .
وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=13507ابن مردويه في التفسير من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال: حدثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "أن الملك يرفع العمل للعبد يرى أن في يديه منه سرورا، حتى ينتهي إلى الميقات الذي وضعه الله، فيضع العمل فيه، فيناديه الجبار من فوقه ارم بما معك في سجين، فيقول الملك: ما رجعت إليك إلا حقا، فيقول: صدقت، ارم بما معك في سجين".
(وقال عيسى -عليه السلام-: "إذا كان يوم صومكم فليدهن أحدكم رأسه ولحيته ويمسح شفتيه؛ لئلا يرى الناس أنه صائم، وإذا أعطت يمينه فليخف عن شماله، وإذا صلى فليرخ ستر بابه فإن الله يقسم الثناء) أي: الصيت الحسن (كما يقسم الرزق") أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في الزهد من طريق هلال بن يسار، وسيأتي مثل ذلك من قول nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود.
(وقال نبينا -صلى الله عليه وسلم-: "لا يقبل الله عملا فيه مثقال ذرة من رياء") قال العراقي: لم أجده هكذا .
قلت: هو من كلام nindex.php?page=showalam&ids=17399يوسف بن أسباط، أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الحلية من طريق عبد الله بن خبيق، قال: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=17399يوسف بن أسباط يقول، فذكره، إلا أنه قال: "مثقال حبة" بدل "ذرة" .
هكذا [ ص: 264 ] رواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الكبير، nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم في الحلية، nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم، من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=32ومعاذ معا .
(ولذلك ورد "يفضل عمل السر على عمل الجهر سبعين ضعفا") قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في الشعب من حديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء "إن الرجل ليعمل العمل فيكتب له عمل صالح معمول به في السر، يضعف أجره سبعين ضعفا" قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي: هذا من أفراد بقية عن شيوخه المجهولين .
قلت: ورواه كذلك nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في الشعب من طريقه، وضعفه، ولفظه: "سبعين ضعفا" وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء فتمامه عند nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي والديلمي: "فلا يزال به الشيطان حتى يذكره للناس ويعلنه، فيكتب علانية ويمحى تضعيف أجره كله، ثم لا يزال به حتى يذكره للناس الثانية، ويحب أن يذكر للناس ويحمد عليه، فيمحى من العلانية ويكتب رياء".
(وقال صلى الله عليه وسلم: "إن المرائي ينادى يوم القيامة: يا فاجر، يا غادر، يا مرائي، ضل عملك، وحبط أجرك، اذهب فخذ أجرك ممن كنت تعمل له") قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا من رواية جبلة اليحصبي، عن صحابي لم يسم، وزاد: "يا كافر، يا خاسر" ولم يقل: "يا مرائي" وإسناده ضعيف .
قلت: هو في الحديث الطويل الذي تقدم ذكر أوله، أورده nindex.php?page=showalam&ids=11903أبو الليث السمرقندي بإسناده إلى جبلة اليحصبي قال: "كنا في غزاة مع nindex.php?page=showalam&ids=16491عبد الملك بن مروان، فصحبنا رجل" الحديث، وفيه: "واتقوا الرياء؛ فإنه الشرك بالله، وإن المرائي ينادى يوم القيامة على رؤوس الخلائق بأربعة أسماء؛ يا كافر، يا فاجر، يا غادر، يا خاسر، ضل عملك، وبطل أجرك، فلا خلاق لك اليوم، فالتمس أجرك ممن كنت تعمل له يا مخادع، قال فقلت له: بالله الذي لا إله إلا هو أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: والذي لا إله إلا هو إني لقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا أن يكون قد أخطأت شيئا لم أكن أتعمده، ثم قرأ: إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم .