ومهما نسي المعرفة لم تظهر الكراهة ؛ فإن الكراهة ثمرة المعرفة .
وقد يتذكر الإنسان فيعلم أن الخاطر الذي خطر له هو خاطر الرياء ، الذي يعرضه لسخط الله ولكن يستمر عليه لشدة شهوته ، فيغلب هواه عقله ، ولا يقدر على ترك لذة الحال فيسوف ، بالتوبة أو يتشاغل عن التفكر في ذلك لشدة الشهوة فكم من عالم يحضره كلام لا يدعوه إلى فعله إلا رياء الخلق ! وهو يعلم ذلك ، ولكنه يستمر عليه فتكون الحجة عليه أوكد إذ قبل داعي الرياء مع علمه بغائلته وكونه مذموما عند الله ، ولا تنفعه معرفته إذا خلت المعرفة عن الكراهة .
، وقد تحضر المعرفة والكراهة ولكن مع ذلك يقبل داعي الرياء ، ؛ لكون الكراهة ضعيفة بالإضافة إلى قوة الشهوة ، وهذا أيضا لا ينتفع بكراهيته ؛ إذ الغرض من الكراهة أن تصرف عن الفعل .
(وأكثر الشهوات التي تهجم فجأة) أي: مرة واحدة من غير انتظار (هكذا تكون؛ إذ تنسي معرفة مضرته الداخلة في عقد الإيمان، ومهما نسي المعرفة لم تظهر الكراهة؛ فإن الكراهة ثمرة المعرفة، وقد يتذكر الإنسان فيعلم أن الخاطر الذي خطر له هو خاطر رياء، وهو الذي يعرضه لسخط الله) أي: غضبه (ولكنه يستمر عليه) بعد علمه به (لشدة شهوته، فيغلب هواه عقله، ولا يقدر على ترك لذة الحال) ويؤثره على [ ص: 295 ] لذة المال .
(فيستلذ بالشهوة، ويسوف بالتوبة) أي: يؤخرها (أو يتشاغل عن التفكير في ذلك لشدة الشهوة) لأنها تعمي حاسة الفكر (فكم من عالم يحضره كلام لا يدعوه إلى فعله إلا رياء الخلق! وهو يعلم ذلك، ولكنه يستمر عليه) متشاغلا أو متعاميا (فتكون الحجة عليه أوكد) أي: أثبت (إذ قبل داعي الرياء مع علمه بغائلته) ووخامة عاقبته (وكونه مذموما عند الله، ولا تنفعه معرفته إذا خلت المعرفة عن الكراهية، وقد تحضر المعرفة والكراهة ولكن مع ذلك يقبل داعي الرياء، ويعمل به؛ لكون الكراهة ضعيفة بالإضافة إلى قوة الشهوة، وهذا أيضا لا ينتفع به لكراهته؛ إذ الغرض من الكراهة أن تصرف عن الفعل) وتمنع منه .