قال وهب قال له موسى عليه السلام آمن ولك ملكك ، قال : حتى أشاور هامان فشاور هامان فقال هامان : بينما أنت رب يعبد إذ صرت عبدا تعبد فاستنكف عن عبودية الله ، وعن اتباع موسى عليه السلام .
(وقال وهب) بن منبه -رحمه الله تعالى-: يروى أنه (قال له موسى -عليه السلام- آمن) بالله (ولك ملكك، قال: حتى أشاور هامان) وكان وزيره الذي يصدر عن رأيه، فشاور هامان (فقال هامان: بينما أنت رب تعبد إذ صرت عبدا تعبد) غيرك (فاستنكف) فرعون (عن عبودية الله، وعن اتباع موسى عليه السلام) فهذا تكبره على الله .
(وقالت قريش فيما أخبر الله عنهم: لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ) والمراد بالقريتين: مكة والطائف (قال قتادة) بن دعامة البصري: (هما الوليد) بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، من أهل مكة، و (أبو مسعود الثقفي) من أهل الطائف (طلبوا من هو أعظم رياسة من النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قالوا: غلام يتيم) مات أبواه (كيف بعثه الله إلينا؟ فقال تعالى: أهم يقسمون رحمت ربك وقال الله تعالى: ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أي: استحقارا لهم، واستبعادا لتقدمهم .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص، إلا أنه قال: "فقال المشركون" وقال nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه: "قالت قريش". اهـ .
وقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الحلية، فقال: حدثنا أحمد بن محمد بن أحمد، حدثنا عبد الله بن شهرويه، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن راهويه، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12424إسرائيل، عن المقدام بن شريح الحارثي، عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص قال: "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم" فذكره .
وقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الحلية، فقال: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو حذيفة، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص قال: "نزلت" فذكره .
وفي الباب nindex.php?page=showalam&ids=211خباب بن الأرت، nindex.php?page=showalam&ids=23وسلمان الفارسي، nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود.
أما حديث خباب: فقال nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف: [ ص: 365 ] حدثنا أحمد بن الفضيل، حدثنا أسباط بن نصر، عن nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي، عن أبي سعد الأزدي، عن أبي الكنود، عن nindex.php?page=showalam&ids=211خباب بن الأرت: nindex.php?page=hadith&LINKID=103991ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه قال: "جاء الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن الفزاري، فوجدا النبي -صلى الله عليه وسلم- قاعدا مع nindex.php?page=showalam&ids=115بلال nindex.php?page=showalam&ids=56وعمار nindex.php?page=showalam&ids=52وصهيب nindex.php?page=showalam&ids=211وخباب في أناس من الضعفاء من المؤمنين، فلما رأوهم حقروهم، فخلوا به فقالو: إنا نحب أن تجعل لنا منك مجلسا تعرف لنا به العرب فضلنا؛ فإن وفود العرب تأتيك، فنستحيي أن ترانا العرب قعودا مع هذه الأعبد، فإذا نحن جئناك فأقمهم عنا، فإذا فرغنا فأقعدهم إن شئت، قال: نعم، قالوا فاكتب لنا عليك كتابا، فدعا بالصحيفة ليكتب لهم، ودعا nindex.php?page=showalam&ids=8عليا ليكتب، فلما أراد ذلك ونحن قعود في ناحية إذ نزل جبريل -عليه السلام- فقال: ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه إلى قوله: فتكون من الظالمين ثم ذكر الأقرع وصاحبه فقال: وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين ثم ذكر فقال: وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة فرمى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالصحيفة، ودعانا، فأتيناه، وهو يقول: سلام عليكم، فدنونا منه حتى وضعنا ركبنا على ركبتيه، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يجلس معنا، فإذا أراد أن يقوم قام وتركنا، فأنزل الله تعالى: ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا يقول: لا تعد عيناك عنهم تجالس الأشراف ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا أما الذي أغفلنا قلبه فهو عيينة بن حصن والأقرع، وأما فرطا فهلاكا، فإذا بلغنا الساعة التي كان يقوم فيها قمنا وتركناه حتى يقوم، وإلا صبر أبدا حتى نقوم".
رواه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الحلية من طريقه، وقال رواه عمرو بن محمد العنقزي، عن أسباط مثله .
(ثم أخبر الله تعالى عن تعجبهم حين دخلوا جهنم إذ لم يروا) فيها (الذين استذلوهم) واستضعفوهم (فقالوا: ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار قيل: عنوا nindex.php?page=showalam&ids=56عمارا nindex.php?page=showalam&ids=115وبلالا nindex.php?page=showalam&ids=52وصهيبا nindex.php?page=showalam&ids=53والمقداد رضي الله عنهم) .
أخرج nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد، nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير، nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر، nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم، عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد قال: "ذلك قول أبي جهل في النار، يقول: ما لي لا أرى رجالا nindex.php?page=showalam&ids=115بلالا nindex.php?page=showalam&ids=56وعمارا nindex.php?page=showalam&ids=52وصهيبا وخبابا وفلانا وفلانا، اتخذناهم سخريا، ليسوا كذلك، أم زاغت عنهم الأبصار، قال: أم هم في النار ولا نراهم" .
وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر، عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد قال: "هم nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ومن معه" .
وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد، nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر، عن سهل بن عطية قال: "يقول أبو جهل في النار: أين خباب؟! أين صهيب؟! أين nindex.php?page=showalam&ids=115بلال؟! أين nindex.php?page=showalam&ids=56عمار؟!".
(ثم كان منهم من منعه الكبر عن الفكر والمعرفة فيجهل كونه صلى الله عليه وسلم محقا، ومنهم من عرف ومنعه الكبر عن الاعتراف، قال الله تعالى مخبرا عنهم: فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به ) .
[ ص: 366 ] وهؤلاء طائفة اليهود، فإنهم عرفوا أنه -صلى الله عليه وسلم- محق، ومنعهم كبرهم عن الاعتراف (وقال) تعالى: ( وجحدوا بها ) أي: الآيات الدالة على صدقه ( واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا ) أي: تكبرا وعنادا وترفعا .