(وأما الحسد فإنه أيضا يوجب البغض للمحسود وإن لم يكن من جهته إيذاء وسبب يقتضي الغضب والحسد، ويدعو الحسد أيضا إلى جحد الحق) أي: إنكاره (حتى يمنع من قبول النصح) رأسا (و) من (تعلم العلم، فكم من جاهل يشتاق إلى العلم) أن يحوزه لنفسه (وقد بقي في رذيلة الجهل؛ لاستنكافه أن يستفيد من واحد من أهل بلده أو أقاربه) أو جيرانه (حسدا وبغيا عليه! فهو يعرض عنه ويتكبر عليه مع معرفته بأنه يستحق التواضع) له، والإكرام (بفضل علمه، ولكن الحسد يبعث على أن يعامله بأخلاق التكبر، وإن كان في باطنه ليس يرى نفسه فوقه .