وفرقة أخرى اغتروا بالصوم وربما صاموا الدهر ، أو صاموا الأيام الشريفة وهم فيها لا يحفظون ألسنتهم عن الغيبة وخواطرهم عن الرياء وبطونهم عن الحرام عند الإفطار وألسنتهم عن الهذيان بأنواع الفضول طول النهار ، وهو مع ذلك يظن بنفسه الخير فيهمل الفرائض ، ويطلب النفل ، ثم لا يقوم بحقه ، وذلك غاية الغرور .
(وفرقة منهم اغتروا بالصوم) الكثير (وربما صاموا الدهر، أو صاموا الأيام الشريفة) كالاثنين والجمعة وكعشر ذي الحجة، وعشر المحرم، ويوم ليلة مولده صلى الله عليه وسلم، ويوم ليلة المعراج، ويوم ليلة النصف من شعبان، (وهم فيها لا يحفظون ألسنتهم عن الغيبة) والكذب (وخواطرهم عن الرياء) وحب المحمدة، (وبطونهم عن أكل الحرام) ، أو الشبهة (عند الإفطار) ، وفي السحور (وألسنتهم من الهذيان) ، واللغو (بأنواع الفضول طول النهار، وهو مع ذلك يظن بنفسه الخير فيهمل الفرض، ويطلب النفل، ثم لا يقوم بحقه، وذلك غاية الغرور) .