وفيه بيان فضيلة الصبر ، وبيان حده وحقيقته ، وبيان كونه نصف الإيمان ، وبيان اختلاف أساميه باختلاف متعلقاته ، وبيان أقسامه بحسب اختلاف القوة والضعف ، وبيان مظان الحاجة إلى الصبر ، وبيان دواء الصبر ، وما يستعان به عليه ، فهي سبعة فصول تشتمل على جميع مقاصده إن شاء الله تعالى .
[ ص: 4 ] وهو المقام الثاني من مقامات اليقين، (وفيه بيان فضيلة الصبر، وبيان حده وحقيقته، وبيان كونه نصف الإيمان، وبيان اختلاف أساميه باختلاف متعلقاته، وبيان أقسامه بحسب اختلاف القوة والضعف، وبيان مظنات الحاجة إلى الصبر، وبيان دواء الصبر، وما يستعان به عليه، فهي سبعة فصول تشتمل على جميع مقاصده إن شاء الله تعالى) .
(بيان فضيلة الصبر)
من الكتاب والسنة، اعلم أنه (قد وصف الله تعالى الصابرين بأوصاف) جليلة (وذكر الصبر في القرآن في نيف وسبعين موضعا) ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد أنه ذكر الله الصبر في القرآن في نحو من تسعين موضعا بتقديم التاء على السين، نقله صاحب القاموس في "البصائر"، وهو مقام شريف أثنى الله عليه في كتابه، (وأضاف أكثر الدرجات والخيرات إلى الصبر وجعلها) أي: تلك الدرجات والخيرات (ثمرة له) ونتيجة، وهو في القرآن على سبعة عشر نوعا، الأول: أنه جعل الصابرين أئمة المتقين، وقرن الصبر باليقين، وأنه بالصبر واليقين ينال الأمانة في الدين، (فقال عز من قائل: وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا) وكانوا بآياتنا يوقنون ، قال nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة في هذه الآية: "أخذوا برأس الأمر فجعلهم الله رؤساء" .
النوع السادس: (وعد الصابرين بأنه معهم) ، أي: أوجب لهم معية تتضمن حفظهم ونصرهم وتأييدهم، ليست معية عامة أعني: معية العلم والإحاطة، (فقال: واصبروا إن الله مع الصابرين ) ، فهذا إخبار منه تعالى أنه معهم، ومن كان معه الله غلب، كمن كان معه عدة، وهذا كما قال: وأنتم الأعلون والله معكم .