(و) جاء (في تفسير قوله تعالى: ولسوف يعطيك ربك فترضى ، قال: لا يرضى محمد) صلى الله عليه وسلم (وأحد من أمته في النار) هكذا أورده صاحب القوت. والقائل لذلك nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رواه nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب في تلخيص المتشابه بسنده عنه، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس بلفظ: من رضا محمد أن لا يدخل أحد من أهل بيته النار، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في الشعب من طريق nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير عنه قال: رضاه أن تدخل أمته الجنة كلهم.
(وكان أبو جعفر محمد بن علي) بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم (يقول: أنتم يا أهل العراق تقولون أرجى آية في كتاب الله عز وجل قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله الآية، ونحن أهل البيت نقول: أرجى آية في كتاب الله تعالى قوله تعالى: ولسوف يعطيك ربك فترضى ) وعده ربه تعالى أن يرضيه في أمته. هكذا أورده صاحب القوت، وروى nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=13507وابن مردويه، nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم في الحلية من طريق حرب بن شريح قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين: أرأيت هذه الشفاعة التي يتحدث بها أهل العراق أحق هي؟ قال: إي والله، حدثني عمي nindex.php?page=showalam&ids=12691محمد بن الحنفية عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=944997أشفع لأمتي حتى يناديني ربي: رضيت يا محمد؟ فأقول: نعم يا رب رضيت، ثم أقبل علي فقال: إنكم تقولون يا معشر أهل العراق إن أرجى آية في كتاب الله قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ، الآية .
قلت: إنا لنقول كذلك، ولكنا أهل البيت نقول: إن أرجى آية في كتاب الله ولسوف يعطيك ربك فترضى ، وهي الشفاعة .
ومن الآيات الدالة على الرجاء قوله تعالى: الله لطيف بعباده يرزق من يشاء ، وقوله تعالى: وكان بالمؤمنين رحيما ، وقوله تعالى: ورحمتي وسعت كل شيء ، فدخلت جهنم وغيرها في توسعة الرحمة من حيث كن شيئا، وقوله تعالى: فسأكتبها للذين يتقون ، معناه خصوص الرحمة، وصفوها لا كنهها؛ إذ لا نهاية للرحمة، لأنها صفة الراحم الذي لا حد له، ولأنه لم يخرج عن رحمته كل شيء، كما لم يخرج من حكمته وقدرته شيء؛ لأن جهنم والنار الكبرى ليس كنه عذابه، ولا كلية تعذيبه، فمن ظن ذلك به فلم يعرفه، ولأنه إنما أظهر من عذابه مقدار طاقة الخلق، كما أنه أظهر من ملكه ونعمه مقدار مصالح الخلق، ولا يصلح للخلق ولا يطيقون إظهار أكثر مما أظهر من النعيم والعذاب، بل لا ينبغي لهم أن يعرفوا فوق ما أبدى؛ لأن نهاية تعذيبه وتنعيمه من نهاية ملكه الذي هو قائم به، وملكه عن غاية قدرته وسلطانه، ولا نهاية لذلك، ولا يطيق الخلق كله إظهار ذلك أيضا عن تعالي صفاته، ونهاية معاني أسمائه المتناهيات، ولا سبيل إلى كشف ذلك من الغيوب، فسبحان من لا نهاية لقدرته، ولا حد لعظمته، ولا أمد لسلطانه. وكذلك شهدوا ما سمعوا من قوله تعالى: إنه كان حليما غفورا وكان الله عليما حليما ، فعلموا أن المغفرة على سعة كمال الحلم لسعة العلم، فلما رأوا عظيم علمه رجوا عظيم مغفرته، ولما شهدوا كثيف ستره أملوا جميل عفوه .