وروي عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل ربه في ذنوب أمته فقال : يا رب اجعل حسابهم إلي لئلا يطلع على مساويهم غيري ، فأوحى الله تعالى إليه : هم أمتك ، وهم عبادي ، وأنا أرحم بهم منك ، ولا أجعل حسابهم إلى غيري لئلا تنظر إلى مساويهم أنت ولا غيرك
قال العلماء : قد أتم الله علينا نعمته برضاه الإسلام لنا ؛ إذ قال تعالى وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا وفي الخبر : nindex.php?page=hadith&LINKID=661961إذا أذنب العبد ذنبا فاستغفر الله يقول الله عز وجل لملائكته : انظروا إلى عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنوب ، ويأخذ بالذنب ، أشهدكم أني قد غفرت له وفي الخبر : لو أذنب العبد حتى تبلغ ذنوبه عنان السماء غفرتها له ما استغفرني ورجاني وفي الخبر : nindex.php?page=hadith&LINKID=665833لو لقيني عبدي بقراب الأرض ذنوبا لقيته بقراب الأرض مغفرة وفي الحديث : أن الملك ليرفع القلم عن العبد إذا أذنب ست ساعات ، فإن تاب واستغفر لم يكتبه عليه ، وإلا كتبها سيئة . وفي لفظ آخر : فإذا كتبها عليه وعمل حسنة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال ، وهو أمير عليه : ألق هذه السيئة ، حتى ألقى من حسناته واحدة تضعيف ، العشر وأرفع له تسع حسنات ، فتلقى عنه السيئة وروى nindex.php?page=showalam&ids=9أنس في حديث أنه صلى الله عليه وسلم قال : إذا أذنب العبد ذنبا كتب عليه ، فقال أعرابي وإن تاب عنه قال محي عنه قال فإن عاد قال النبي صلى الله عليه وسلم : يكتب عليه ، قال الأعرابي : فإن تاب ؟ قال محي من صحيفته ، قال إلى متى قال إلى أن يستغفر ويتوب إلى الله عز وجل ، إن الله لا يمل من المغفرة حتى يمل العبد من الاستغفار ، فإذا هم العبد بحسنة كتبها صاحب اليمين قبل أن يعملها ، فإن عملها كتبت عشر حسنات ثم يضاعفها الله سبحانه وتعالى إلى سبعمائة ضعف ، وإذا هم بخطيئة لم تكتب عليه ، فإذا عملها كتبت خطيئة واحدة ووراءها حسن عفو الله عز وجل
وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني لا أصوم إلا الشهر : لا أزيد عليه ، ولا أصلي إلا الخمس لا أزيد عليها ، وليس لله في مالي صدقة ولا حج ، ولا ، تطوع أين أنا إذا مت ؟ فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم : وقال نعم معي ، إذا حفظت قلبك من اثنتين : الغل والحسد ، ولسانك من اثنتين : الغيبة والكذب ، وعينيك من اثنتين : النظر إلى ما حرم الله وأن تزدري بهما مسلما ، دخلت معي الجنة على راحتي هاتين وفي الحديث الطويل لأنس أن الأعرابي قال يا رسول الله من يلي حساب الخلق فقال الله تبارك وتعالى ، قال : هو بنفسه ؟ قال : نعم ، فتبسم الأعرابي ، فقال صلى الله عليه وسلم : مم ضحكت يا أعرابي ؟ فقال إن الكريم إذا قدر عفا وإذا حاسب سامح ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : صدق ، الأعرابي ، ألا لا كريم أكرم من الله تعالى ، هو أكرم الأكرمين ثم قال : فقه الأعرابي وفيه أيضا : إن الله تعالى شرف الكعبة وعظمها ، ولو أن عبدا هدمها حجرا حجرا ، ثم أحرقها ، ما بلغ جرم من استخف بولي من أولياء الله تعالى ، قال الأعرابي : ومن أولياء الله تعالى ؟ قال : المؤمنون كلهم أولياء الله تعالى ، أما سمعت قول الله : عز وجل الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور وفي بعض الأخبار : المؤمن أفضل من الكعبة
(وروي في تفسير قوله تعالى: يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا ) الآية. (إن الله تعالى أوحى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم أني أجعل حساب أمتك إليك، قال: لا يا رب أنت خير لهم مني، فقال: إذا لا نخزيك فيهم) هكذا أورده صاحب القوت. وقال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في كتاب حسن الظن بالله .
(وروي عن أنس) بن مالك رضي الله عنه (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل ربه في ذنوب أمته فقال: يا رب اجعل حسابهم إلي لئلا يطلع على مساويهم غيري، فأوحى الله تعالى إليه: هم أمتك، وهم عبادي، وأنا أرحم بهم منك، لا أجعل حسابهم إلى غيري لئلا تنظر إلى مساويهم أنت ولا غيرك) هكذا أورده صاحب القوت عن سلمة بن وردان عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس. وقال العراقي: لم أقف له على أصل. (وقال صلى الله عليه وسلم: حياتي) أي: في الدنيا (خير لكم، وموتي خير لكم) ولفظ خير أريد به التفضيل لا الأفضلية، فلا توصل بمن، وليست بمعنى الأفضل، وإنما المقصود أن في كل من حياته وموته خير إلا أن هذا خير من هذا، ولا هذا خير من هذا، كما توهم (أما حياتي فأسن لكم السنن، وأشرع لكم الشرائع، وأما موتي فإن أعمالكم تعرض علي فما رأيت منها حسنا حمدت الله عليه، وما رأيت منها سيئا أستغفر الله لكم) أي أطلب لكم مغفرة الصغائر، وتخفيف عقوبات الكبائر. هكذا هو في القوت، وقال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار من حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، ورجاله رجال الصحيح، إلا أن عبد المجيد بن عبد العزيز بن رواد، وإن أخرج له nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم، ووثقه nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي، فقد ضعفه كثيرون. وفي رواية الحارث ابن أبي أسامة في [ ص: 177 ] مسنده من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بنحوه بإسناد ضعيف، انتهى. قلت: لفظ الحارث بن أبي أسامة: "حياتي خير لكم، ينزل علي الوحي من السماء فأخبركم بما يحل لكم، وما يحرم عليكم، وموتي خير لكم، تعرض علي أعمالكم كل خميس، فما كان من حسن حمدت الله عليه، وما كان من ذنب استوهبت لكم ذنوبكم"، ورواه الحارث أيضا مختصرا بلفظ: nindex.php?page=hadith&LINKID=941999 "حياتي خير لكم، ومماتي خير لكم". ورواه كذلك أبو نصر اليونارتي في معجمه، nindex.php?page=showalam&ids=12938وابن النجار، وروى ابن سعد في الطبقات عن nindex.php?page=showalam&ids=15558بكر بن عبد الله المزني مرسلا: nindex.php?page=hadith&LINKID=941999 "حياتي خير لكم، تحدثون ويحدث لكم، فإذا أنا مت كانت وفاتي خيرا لكم، تعرض علي أعمالكم، فإن رأيت خيرا حمدت الله، وإن رأيت شرا استغفرت لكم".
(وقال صلى الله عليه وسلم يوما: يا كريم العفو، فقال جبريل عليه السلام: أتدري ما تفسير يا كريم العفو؟ هو إن عفا عن السيئات برحمته، بدلها حسنات بكرمه) . هكذا هو في القوت، وقال العراقي: لم أجده عن النبي صلى الله عليه وسلم، والموجود أن هذا كان بين إبراهيم الخليل وجبريل عليهما السلام، هكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=11868أبو الشيخ في كتاب العظمة من قول عتبة بن الوليد، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في الشعب من رواية عتبة بن الوليد قال: حدثني بعض الزهاد فذكره .
(وفي الحديث: إن الملك ليرفع القلم عن العبد إذا أذنب ست ساعات، فإن تاب واستغفر لم يكتبه عليه، وإلا كتبها سيئة. وفي لفظ آخر: فإذا كتبها عليه وعمل حسنة قال لصاحب الشمال، وهو أمير عليه: ألق هذه السيئة، حتى ألقي من حسناته واحدة من تضعيف العشرة، وأرفع له تسع حسنات، فيلقي عنه هذه السيئة) . هكذا أورده صاحب القوت وزاد: ويقال إن الله تعالى جعل في قلب صاحب اليمين للعبد أضعاف ما جعل في قلب صاحب الشمال مع أنه أمره عليه، فإذا عمل العبد الحسنة فرح بها ملك اليمين، ويقال: فرح بها الملائكة، فيكتب للعبد بفرحهم الحسنات. انتهى. وقال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في الشعب من حديث nindex.php?page=showalam&ids=481أبي أمامة بسند فيه لين باللفظ الأول، ورواه أيضا أطول منه، وفيه: nindex.php?page=hadith&LINKID=944134إن صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال، وليس فيه أنه أمر صاحب الشمال بإلقاء السيئة حتى يلقي من حسناته واحدة، ولم أجد لذلك أصلا .
(وروى nindex.php?page=showalam&ids=9أنس) رضي الله عنه (في حديث طويل أنه صلى الله عليه وسلم قال: إذا أذنب العبد ذنبا كتب عليه، فقال أعرابي) كان حاضر المجلس (فإن تاب عنه قال) صلى الله عليه وسلم (محي عنه) من صحيفته (قال) الأعرابي: (فإن عاد) إلى الذنب (قال صلى الله عليه وسلم: يكتب عليه، قال الأعرابي: فإن تاب؟ قال) صلى الله عليه وسلم (محي من صحيفته، قال) الأعرابي (إلى متى) يا رسول الله؟ (قال) صلى الله عليه وسلم (إلى أن يستغفر ويتوب إلى الله عز وجل، إن الله لا يمل من المغفرة حتى يمل العبد من الاستغفار، فإذا هم العبد بحسنة كتبها صاحب اليمين حسنة قبل أن يعملها، فإن عملها كتبت عشر حسنات ثم يضاعفها الله إلى سبعمائة ضعف، فإذا هم بخطيئة لم تكتب عليه، فإذا عملها كتبت خطيئة واحدة وراءها حسن عفو الله عز وجل) هكذا هو في القوت .
وقال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في الشعب بلفظ: "جاء رجل فقال: يا رسول الله إني أذنبت، قال: استغفر ربك، قال: فأستغفر ربي ثم أعود، قال: فإذا عدت فاستغفر ربك ثلاث مرات أو أربعا، قال: استغفر ربك حتى يكون الشيطان هو المسجور"، وفيه أبو بدر بشار بن الحكم المصري، منكر الحديث. وروى nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي فيه أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر: nindex.php?page=hadith&LINKID=944085أحدنا يذنب، قال: يكتب عليه، قال: ثم يستغفر منه ويتوب، قال: يغفر له ويتاب عليه، قال: فيعود... الحديث، وفيه: nindex.php?page=hadith&LINKID=944085ولا يمل حتى تملوا. وإسناده حسن، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط من حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة بسند ضعيف، وسمي الرجل السائل حبيب بن الحارث، وليس في الحديثين قوله في آخره: فإذا هم العبد بحسنة... إلخ .
(وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني لا أصوم إلا الشهر) أي: شهر رمضان (لا أزيد عليه، ولا أصلي إلا الخمس لا أزيد عليها، وليس لله في مالي صدقة ولا حج، ولا أتطوع، أين أنا إذا مت؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: معي في الجنة، قال: يا رسول الله معك؟! فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: نعم معي، إن حفظت قلبك من اثنتين: الغل والحسد، ولسانك من اثنتين: الغيبة والكذب، وعينيك من اثنتين: النظر إلى ما حرم الله وأن تزدري بهما مسلما، دخلت الجنة على راحتي هاتين) كذا في القوت، وتقدم في كتاب ذم الحقد والحسد. (وفي حديث طويل nindex.php?page=showalam&ids=9لأنس) رضي الله عنه (أن الأعرابي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم) : يا رسول الله (من يلي حساب الخلق) يوم القيامة؟ (فقال) صلى الله عليه وسلم: (الله تبارك وتعالى، قال: هو بنفسه؟ قال: نعم، فتبسم الأعرابي، فقال صلى الله عليه وسلم: مم ضحكت يا أعرابي؟ قال: إن الكريم إذا قدر عفا) وفي لفظ تجاوز (وإذا حاسب سامح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صدق الأعرابي، ألا لا كريم أكرم من الله تعالى، هو أكرم الأكرمين ثم قال: فقه الأعرابي) . هكذا هو في القوت، وقال العراقي: لم أجد له أصلا .
(و) قال صلى الله عليه وسلم: (المؤمن طيب طاهر) قال العراقي: لم أجده بهذا اللفظ، وفي الصحيحين من حديث nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة: nindex.php?page=hadith&LINKID=885689المؤمن لا ينجس. (و) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: nindex.php?page=hadith&LINKID=930516 (المؤمن أكرم على الله من الملائكة) . قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه من رواية أبي المهزم يزيد بن سفيان عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بلفظ: nindex.php?page=hadith&LINKID=930516 "المؤمن أكرم من بعض ملائكته"، وأبو المهزم تركه nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة، وضعفه nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين. ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في الضعفاء، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في الشعب من هذا الوجه بلفظ المصنف انتهى .
قلت: ونحو هذا الحديث قول nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص: "ليس شيء أكرم على الله من ابن آدم، قلت: ولا الملائكة؟ قال: أولئك كمنزلة الشمس والقمر، أولئك مجبورون". أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي، وقال: إن الصحيح وقفه ورفعه بعضهم، وهو ضعيف. وروى nindex.php?page=showalam&ids=12938ابن النجار عن حكامة حدثنا أبي عن أخيه nindex.php?page=showalam&ids=16871مالك بن دينار عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس رفعه: nindex.php?page=hadith&LINKID=930516 "المؤمن أكرم على الله من الملائكة المقربين".
(وفي الخبر: خلق الله جهنم، من فضل رحمته، سوطا يسوق الله به عباده إلى الجنة) كذا في القوت، وقال العراقي: لم أجده مرفوعا هكذا، ويغني [ ص: 180 ] عنه ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة: nindex.php?page=hadith&LINKID=688516 "عجب ربنا من قوم يجاء بهم إلى الجنة بالسلاسل". (وفي خبر آخر يقول الله عز وجل: إنما خلقت الخلق ليربحوا علي، ولم أخلقهم لأربح عليهم) كذا في القوت. وقال العراقي: لم أقف على أصل، قلت: ولفظ nindex.php?page=showalam&ids=12850القشيري في الرسالة: وقيل: أوحى الله إلى داوود عليه السلام: قل لهم إني لم أخلقهم لأربح عليهم، وإنما خلقتهم ليربحوا علي. انتهى. فظهر أنه خبر إسرائيلي .
(وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري) رضي الله عنه (عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) أنه قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=944166 (ما خلق الله شيئا إلا جعل له ما يغلبه، وجعل رحمته تغلب غضبه) أورده صاحب القوت من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد. وقال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=11868أبو الشيخ في الثواب، وفيه عبد الرحيم بن كردم، جهله أبو حاتم، وقال صاحب الميزان: ليس بواه، ولا هو بمجهول، انتهى .