وأما الأخبار في مدح الفقر فأكثر من أن تحصى روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : أي الناس خير ؟ فقالوا موسر من المال يعطي حق الله من نفسه وماله فقال نعم الرجل هذا ، وليس به قالوا : فمن خير الناس يا رسول الله ، قال : فقير يعطي جهده وقال صلى الله عليه وسلم لبلال الق الله فقيرا ولا تلقه غنيا وقال صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=680624إن الله يحب الفقير المتعفف أبا العيال وفي الخبر المشهور : nindex.php?page=hadith&LINKID=907077يدخل فقراء أمتي الجنة قبل أغنيائها بخمسمائة عام وفي حديث آخر : بأربعين خريفا أي أربعين سنة فيكون المراد به تقدير تقدم الفقير الحريص على الغني الحريص والتقدير بخمسمائة عام تقدير تقدم الفقير الزاهد على الغني الراغب ، وما ذكرناه من اختلاف درجات الفقر ، يعرفك بالضرورة تفاوتا بين الفقراء في درجاتهم ، وكان الفقير الحريص على درجة من خمس وعشرين درجة من الفقير الزاهد ، إذ هذه نسبة الأربعين إلى خمسمائة .ولا تظنن أن تقدير رسول الله صلى الله عليه وسلم يجري على لسانه جزافا وبالاتفاق بل لا يستنطق صلى الله عليه وسلم إلا بحقيقة الحق فإنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=656474الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة فإنه تقدير تحقيق لا محالة لكن ليس في قوة غيره أن يعرف علة تلك النسبة إلا بتخمين فأما بالتحقيق فلا إذ يعلم أن النبوة عبارة عما يختص به النبي ويفارق به غيره وهو يختص بأنواع من الخواص : أحدها : أن يعرف حقائق الأمور المتعلقة بالله وصفاته والملائكة والدار الآخرة لا كما يعلمه غيره بل مخالفا له بكثرة المعلومات وبزيادة اليقين والتحقيق والكشف .
والثاني : أن له في نفسه صفة بها تتم له الأفعال الخارقة للعادات كما أن لنا صفة بها تتم الحركات المقرونة بإرادتنا ، وباختيارنا وهي القدرة وإن كانت القدرة والمقدور جميعا من فعل الله تعالى .
والثالث : أن له صفة بها يبصر الملائكة ويشاهدهم كما أن للبصير صفة بها يفارق الأعمى حتى يدرك بها المبصرات .
والرابع : أن له صفة بها يدرك ما سيكون في الغيب ، إما في اليقظة أو في المنام إذ بها يطالع اللوح المحفوظ فيرى ما فيه من الغيب .فهذه كمالات وصفات يعلم ثبوتها للأنبياء ويعلم انقسام كل واحد منها إلى أقسام وربما يمكننا أن نقسمها إلى أربعين وإلى خمسين وإلى ستين ، ويمكننا أيضا أن نتكلف تقسيمها إلى ستة وأربعين بحيث تقع الرؤيا الصحيحة جزءا واحدا من جملتها ولكن تعيين طريق واحد من طرق التقسيمات الممكنة لا يمكن إلا بظن وتخمين فلا ندري تحقيقا أنه الذي أراده رسول الله صلى الله عليه وسلم أم لا ، وإنما المعلوم مجامع الصفات التي بها تتم النبوة وأصل انقسامها ، وذلك لا يرشدنا إلى معرفة علة التقدير ، فكذلك نعلم أن الفقراء لهم درجات كما سبق فأما لم كان هذا الفقير الحريص مثلا على نصف سدس درجة الفقير الزاهد حتى لم يبق له التقدم بأكثر من أربعين سنة إلى الجنة واقتضى ذلك التقدم بخمسمائة عام فليس في قوة البشر غير الأنبياء الوقوف على ذلك إلا بنوع من التخمين ولا وثوق به والغرض التنبيه على منهاج التقدير في أمثال هذه الأمور فإن الضعيف الإيمان قد يظن أن ذلك يجري من رسول الله : صلى الله عليه وسلم : على سبيل الاتفاق ، وحاشا منصب النبوة عن ذلك ولنرجع إلى نقل الأخبار ، فقد قال : صلى الله عليه وسلم : أيضا : خير هذه الأمة فقراؤها وأسرعها تضجعا في الجنة ضعفاؤها وقال : صلى الله عليه وسلم إن لي حرفتين اثنتين فمن أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني الفقر والجهاد وروي أن جبريل عليه السلام : نزل على رسول الله : صلى الله عليه وسلم : فقال : يا محمد ، إن الله عز وجل يقرأ عليك السلام ويقول أتحب : أن أجعل هذه الجبال ذهبا .
وتكون معك أينما كنت ، فأطرق رسول الله : صلى الله عليه وسلم ثم قال : يا جبريل ، إن الدنيا دار من لا دار له ، ومال من لا مال له ، ولها يجمع من لا عقل له ، فقال له جبريل : يا محمد ، ثبتك الله بالقول الثابت .
وروي أن المسيح صلى الله عليه وسلم مر في سياحته برجل نائم ملتف في عباءة فأيقظه وقال : يا نائم قم ، فاذكر الله تعالى ، فقال : ما تريد مني إني قد تركت الدنيا لأهلها فقال له قم إذا : يا حبيبي .
ومر موسى صلى الله عليه وسلم برجل نائم على التراب وتحت رأسه لبنة ووجهه ولحيته في التراب ، وهو متزر بعباءة فقال يا رب عبدك هذا في الدنيا ضائع فأوحى الله تعالى إليه : يا موسى ، أما علمت أني إذا نظرت إلى عبد بوجهي كله زويت عنه الدنيا كلها .
وقال عطاء الخراساني مر نبي من الأنبياء بساحل فإذا هو برجل يصطاد حيتانا ، فقال : بسم الله وألقى الشبكة فلم يخرج فيها شيء ثم مر بآخر فقال : باسم الشيطان وألقى شبكته فخرج فيها من الحيتان ما كان يتقاعس من كثرتها .
فقال النبي صلى الله : عليه وسلم يا رب ما هذا ؟ وقد علمت أن كل ذلك بيدك ، فقال الله تعالى للملائكة اكشفوا لعبدي عن منزلتيهما فلما رأى ما أعد الله تعالى لهذا من الكرامة ولذاك ، من الهوان قال : رضيت يا رب .
وقال المسيح صلى الله عليه وسلم بشدة يدخل الغني الجنة .
وفي خبر آخر عن أهل البيت رضي الله عنهم أنه : صلى الله عليه وسلم : قال : إذا أحب الله عبدا ابتلاه ، فإذا أحبه الحب البالغ اقتناه ، قيل : وما اقتناه ؟ قال : لم يترك له أهلا ولا مالا .
وفي الخبر : إذا رأيت الفقر مقبلا فقل : مرحبا بشعار الصالحين ، وإذا رأيت الغنى مقبلا ، فقل : ذنب عجلت عقوبته .
وقال موسى عليه السلام : يا رب من أحباؤك من خلقك حتى أحبهم لأجلك فقال : كل فقير فقير فيمكن أن يكون الثاني للتوكيد ويمكن أن يراد به الشديد الضر .
وقال المسيح صلوات الله عليه وسلامه إني لأحب المسكنة ، وأبغض النعماء وكان أحب الأسامي إليه صلوات الله عليه أن يقال له : يا مسكين ولما قالت سادات العرب وأغنياؤهم للنبي : صلى الله عليه وسلم : اجعل لنا يوما ولهم يوما يجيئون إليك ولا نجيء ، ونجيء إليك ولا يجيئون يعنون بذلك الفقراء مثل nindex.php?page=showalam&ids=115بلال ، nindex.php?page=showalam&ids=23وسلمان ، وصهيب ، nindex.php?page=showalam&ids=1584وأبي ذر ، وخباب بن الأرت ، وعمار بن ياسر nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ، وأصحاب الصفة من الفقراء : رضي الله عنهم أجمعين أجابهم النبي : صلى الله عليه وسلم : إلى ذلك ، وذلك لأنهم شكوا إليه التأذي برائحتهم ، وكان لباس القوم الصوف في شدة الحر فإذا عرقوا فاحت الروائح من ثيابهم ، فاشتد ذلك على الأغنياء منهم الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن الفزاري ، وعباس بن مرداس السلمي وغيرهم ، فأجابهم رسول الله : صلى الله عليه وسلم : أن لا يجمعهم وإياهم مجلس واحد ، فنزل عليه قوله تعالى : واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم يعني : الفقراء تريد زينة الحياة الدنيا يعني : الأغنياء ، ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا يعني : الأغنياء إلى قوله تعالى ، وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر الآية .
وعن النبي : صلى الله عليه وسلم : أنه قال : يؤتى بالعبد يوم القيامة فيعتذر الله تعالى إليه كما يعتذر الرجل للرجل في الدنيا فيقول : وعزتي وجلالي ما زويت الدنيا عنك لهوانك علي ، ولكن لما أعددت لك من الكرامة والفضيلة ، اخرج يا عبدي إلى هذه الصفوف فمن أطعمك في أو كساك في يريد بذلك وجهي فخذ بيده فهو لك ، والناس يومئذ قد ألجمهم العرق فيتخلل الصفوف وينظر من فعل ذلك به ، فيأخذ بيده ، ويدخله الجنة .
وقال عليه السلام : أكثروا معرفة الفقراء واتخذوا عندهم الأيادي فإن لهم دولة ، قالوا : يا رسول الله ، وما دولتهم ؟ قال : إذا كان يوم القيامة قيل لهم : انظروا من أطعمكم كسرة أو سقاكم شربة أو كساكم ثوبا فخذوا بيده ، ثم امضوا به إلى الجنة وقال : صلى الله عليه وسلم : دخلت الجنة فسمعت حركة أمامي فنظرت فإذا nindex.php?page=showalam&ids=115بلال ونظرت في أعلاها فإذا فقراء أمتي وأولادهم ونظرت في أسفلها فإذا فيه من الأغنياء والنساء قليل فقلت : يا رب ما شأنهم ؟ قال : أما النساء فأضر بهن الأحمران الذهب والحرير وأما الأغنياء فاشتغلوا بطول الحساب ، وتفقدت أصحابي فلم أر nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف ثم جاءني بعد ذلك وهو يبكي ، فقلت : ما خلفك عني ؟ قال : يا رسول الله ، والله ما وصلت إليك حتى لقيت المشيبات وظننت أني لا أراك فقلت : ولم ؟ قال : كنت أحاسب بمالي فانظر إلى هذا ، وعبد الرحمن صاحب السابقة العظيمة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم : وهو من العشرة المخصوصين بأنهم من أهل الجنة وهو من الأغنياء الذين قال فيهم رسول الله : صلى الله عليه وسلم : إلا من قال بالمال هكذا وهكذا ومع هذا فقد استضر بالغنى إلى هذا الحد .
ودخل رسول الله : صلى الله عليه وسلم : على رجل فقير فلم ير له شيئا ، فقال : لو قسم نور هذا على أهل الأرض لوسعهم .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن حصين كانت لي من رسول الله : صلى الله عليه وسلم : منزلة وجاء فقال : يا nindex.php?page=showalam&ids=40عمران ، إن لك عندنا منزلة وجاها فهل لك في عيادة nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم : قلت : نعم بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، فقام وقمت معه حتى وقف بباب فاطمة فقرع الباب ، وقال : السلام عليكم أأدخل؟ فقالت : ادخل يا رسول الله ، قال : أنا ومن معي ؟ قالت : ومن معك يا رسول الله ؟ قال : nindex.php?page=showalam&ids=40عمران فقالت ، فاطمة : والذي بعثك بالحق نبيا ما علي إلا عباءة قال : اصنعي بها هكذا وهكذا ، وأشار بيده فقالت : هذا جسدي قد واريته فكيف برأسي فألقى إليها ملاءة كانت عليه خلقة فقال : شدي على رأسك ، ثم أذنت له ، فدخل فقال : السلام عليكم يا ابنتاه ، كيف أصبحت ؟ قالت : أصبحت والله وجعة وزادني وجعا على ما بي أني لست أقدر على طعام آكله فقد أضر بي الجوع ، فبكى رسول الله : صلى الله عليه وسلم : وقال : لا تجزعي يا ابنتاه فوالله ، ما ذقت طعاما منذ ثلاث ، وإني لأكرم على الله منك ، ولو سألت ربي لأطعمني ولكني آثرت الآخرة على الدنيا ، ثم ضرب بيده على منكبها وقال لها : أبشري فوالله ، إنك لسيدة نساء أهل الجنة ، قالت : فأين آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران ؟ قال : آسية سيدة نساء عالمها ، ومريم سيدة نساء عالمها وأنت ، سيدة نساء ، عالمك ، إنكن في بيوت من قصب ، لا أذى فيها ولا صخب ولا نصب ، ثم قال لها : اقنعي بابن عمك فوالله ، لقد زوجتك سيدا في الدنيا سيدا في الآخرة .
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي كرم الله وجهه : أن رسول الله : صلى الله عليه وسلم : قال : إذا أبغض الناس فقراءهم ، وأظهروا عمارة الدنيا ، وتكالبوا على جمع الدراهم ، رماهم الله بأربع خصال : بالقحط من الزمان ، والجور من السلطان ، والخيانة من ولاة الأحكام ، والشوكة من الأعداء .
وأما الآثار فقد قال nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء رضي الله عنه ذو الدرهمين أشد حبسا أو قال أشد حسابا من ذي الدرهم .
وأرسل nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه : إلى سعيد بن عامر بألف دينار فجاء حزينا كئيبا فقالت امرأته أحدث أمر ؟ قال : أشد من ذلك ثم قال أريني درعك الخلق فشقه وجعله صررا وفرقه ثم قام يصلي ويبكي إلى الغداة ، ثم قال : سمعت رسول الله : صلى الله عليه وسلم : يقول : يدخل فقراء أمتي الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام حتى إن الرجل من الأغنياء يدخل في غمارهم فيؤخذ بيده فيستخرج .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة ثلاثة يدخلون الجنة بغير حساب : رجل يريد أن يغسل ثوبه فلم يكن له خلق يلبسه ، ورجل لم ينصب على مستوقد قدرين ، ورجل دعا بشرابه فلا يقال له : أيها تريد .
؟ وقيل : جاء فقير إلى مجلس الثوري رحمه الله فقال له تخط لو كنت غنيا لما قربتك وكان الأغنياء من أصحابه يودون أنهم فقراء لكثرة تقريبه للفقراء وإعراضه عن الأغنياء وقال المؤمل ما رأيت الغني أذل منه في مجلس nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري ، ولا رأيت الفقير أعز منه في مجلس الثوري رحمه الله .
وقال بعض الحكماء : مسكين ابن آدم ، لو خاف من النار كما يخاف من الفقر لنجا منهما جميعا ، ولو رغب في الجنة كما يرغب في الغنى لفاز بهما جميعا ، ولو خاف الله في الباطن كما يخاف خلقه في الظاهر لسعد في الدارين جميعا .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ملعون من أكرم بالغنى وأهان بالفقر .
وقال لقمان عليه السلام لابنه: لا تحقرن أحدا لخلقان ثيابه فإن ربك وربه واحد ، وقال يحيى بن معاذ: حبك الفقراء من أخلاق المرسلين وإيثارك مجالستهم من علامة الصالحين وفرارك من صحبتهم من علامة المنافقين .
(وأما الأخبار في مدح الفقر فأكثر من أن تحصى) منها (ما روى عبد الله بن عمر) بن الخطاب (- رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: أي الناس خير؟ قالوا) رجل (موسر) أي: صاحب مال (يعطي حق الله في نفسه) أي: بأداء ما افترض الله عليه من الطاعات (وماله) أي: بإخراج ما افترض عليه من الزكاة .
(قال) - صلى الله عليه وسلم - : (نعم الرجل هذا، وليس به) أي: ليس بالذي أريده، (قالوا: فمن خير الناس يا رسول الله، قال: فقير يعطي جهده) أي: طاقته، قال صاحب القوت: رويناه عن nindex.php?page=showalam&ids=12434إسماعيل بن عياش عن nindex.php?page=showalam&ids=16430عبد الله بن دينار عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر، وقال العراقي: رواه الديلمي في مسند الفردوس بسند ضعيف مقتصرا على المرفوع منه دون سؤاله لأصحابه وسؤالهم له. انتهى .
قلت: ظاهره أنه عند nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري وليس كذلك، بل هو من رواية nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري عن nindex.php?page=showalam&ids=115بلال، هكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم جميعا وعندهما زيادة، قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=934114وكيف لي يا رسول الله بذلك؟ قال: إذا رزقت فلا تخبئ لغد، وإذا سئلت فلا تمنع، قال: وكيف لي بذلك؟ قال: هو ذاك وإلا فالنار. صححه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم وتعقب. وروى nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب من حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة: يا nindex.php?page=showalam&ids=115بلال، رددت السائل وهذا التمر عندك إن أردت أن تلقى الله - عز وجل - وهو عنك راض فلا تخبئ شيئا رزقته ولا تمنع شيئا سئلته.
(وقال - صلى الله عليه وسلم -: nindex.php?page=hadith&LINKID=680624إن الله يحب الفقير المتعفف أبا العيال) رواه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن حصين، وقد تقدم (وفي الخبر المشهور: nindex.php?page=hadith&LINKID=907077يدخل فقراء أمتي الجنة قبل أغنيائهم بخمسمائة عام) رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، وقد تقدم (وفي الحديث آخر: بأربعين خريفا) أي: أربعين سنة رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو إلا أنه قال: فقراء المهاجرين، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس، وقد تقدم في ذم الدنيا .
(فيكون المراد به) أي: بأربعين خريفا (تقدير تقدم الفقير الحريص على الغني الحريص و) يكون (التقدير بخمسمائة عام تقدير تقدم الفقير الزاهد على الغني الراغب، وما ذكرناه) آنفا (من اختلاف درجات الفقر، يعرفك بالضرورة تفاوتا بين الفقراء في درجاتهم، وكان الفقير الحريص على درجتين من خمس وعشرين درجة من الفقير الزاهد، إذ هذه نسبة الأربعين إلى خمسمائة .
ولا تظنن أن تقدير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجري على لسانه جزافا) أي: مجانا (وبالاتفاق) من غير قصد نكتة أو فائدة (بل لا يستنطق - صلى الله عليه وسلم - إلا بحقيقة الحق فإنه) - صلى الله عليه وسلم - (لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى وهذا) بعينه (كقوله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=hadith&LINKID=656474الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة) .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد، ورواه هو nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=showalam&ids=63وعبادة بن الصامت nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس بلفظ: رؤيا المؤمن جزء، الحديث، وقد تقدم. اهـ .
قلت: قوله: جزء من [ ص: 274 ] ستة وأربعين جزءا. هي الرواية المشهورة كما قاله النووي، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080لمسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أيضا من خمسة وأربعين، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه بلفظ: سبعين، وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر: جزء من سبعين جزءا. وهو في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وغيره، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر: لا يختلف في صحته، قال: وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس مرفوعا مثله، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر: ومن تسعة وأربعين جزءا. وروي من حديث عبادة: من أربعة وأربعين. وروى nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عن nindex.php?page=showalam&ids=18العباس بن عبد المطلب مرفوعا: من خمسين جزءا، وروى nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس: من ستة وعشرين. ومن حديث أبي رزين العقيلي: من أربعين جزءا. فهذه ثمان روايات، أقلها: ستة وعشرين، وأكثرها: سبعين، وأصحها وأشهرها: ستة وأربعين، وهذه الروايات كلها مشهورة، فلا سبيل إلى أخذ أحدها وطرح الباقي .
(فإنه تقدير تحقيق لا محالة ولكن ليس في قوة غيره أن يعرف علة تلك النسبة إلا بتخمين) وظن (فأما بالتحقيق فلا) إذ ليس في وسعه ذلك (إذ يعلم أن النبوة عبارة عما يختص به النبي ويفارق به غيره) فلا يشاركه فيه (وهو يختص بأنواع من الخواص: أحدها: أنه يعرف حقائق الأمور المتعلقة بالله) تعالى (وصفاته) وأفعاله (والملائكة والدار الآخرة لا كما يعلمه غيره بل مخالفا له بكثرة المعلومات وبزيادة اليقين والتحقيق والكشف .
والثاني: أنه له في نفسه صفة بها تتم له الأفعال الخارقة للعادات كما أن لنا صفة بها تتم الحركات المقرونة بإرادتنا واختيارنا، وهي القدرة وإن كانت القدرة والمقدور جميعا من فعل الله تعالى .
والثالث: أن له صفتها يبصر الملائكة ويشاهدهم) عيانا في صورهم (كما أن للبصير صفة بها يفارق الأعمى حيث يدرك بها المبصرات .
والرابع: أن له صفة بها يدرك ما يكون في الغيب، إما في اليقظة أو في المنام) أو فيما بينهما (إذ بها يطالع اللوح المحفوظ فيرى ما فيه من الغيب .
فهذه كمالات وصفات يعلم ثبوتها الأنبياء ويعلم انقسام كل واحد منها إلى أقسام) كثيرة (وربما يمكننا أن نقسمها إلى أربعين وإلى خمسين وإلى ستين، ويمكننا أيضا أن نتكلف تقسيمها إلى ستة وأربعين بحيث تقع الرؤيا الصحيحة) وفي نسخة الصادقة (واحدة من جملتها) بل وأكثر من الستة والأربعين وذلك; لأن المراد من هذا الحديث أن المنام الصادق خصلة من خصال النبوة كما في الحديث الآخر: nindex.php?page=hadith&LINKID=849800التؤدة والاقتصاد وحسن السمت جزء من ستة وعشرين جزءا من النبوة، أي: النبوة مجموع خصال مبلغ أجزائها ستة وعشرون هذه الثلاثة الأشياء جزء واحد منها وعلى مقتضى هذه التجزئة كل جزء من الستة والعشرين ثلاثة أجزاء في نفسه، فإذا ضربنا ثلاثة في ستة وعشرين صح لنا أن عدد خصال النبوة من حيث آحادها ثمانية وسبعون، ويصح أن يسمى كل اثنين من الثمانية والسبعين جزءا خصلة فيكون جميعها بهذا الاعتبار تسعة وثلاثين جزءا، ويصح أن يسمى كل أربعة منها جزءا، فيكون مجموع أجزائها بهذا الاعتبار تسعة عشر جزءا ونصف جزء، فتختلف أسماء العدد المجزأ بحسب اختلاف اعتبار الأجزاء وعلى هذا يكون اختلاف أعداد أجزاء النبوة في أحاديث الرؤيا المذكورة اضطرابا، وإنما هو اختلاف مقادير تلك الأجزاء المذكورة .
(ولكن تعيين طريق واحد من طرق التقسيمات الممكنة لا يكون إلا بظن وتخمين ولا ندري تحقيقا أنه الذي أراده - صلى الله عليه وسلم - أم لا، وإنما المعلوم) في الجملة (مجامع الصفات التي بها تتم النبوة وأصل انقسامها، وذلك لا يرشدنا إلى معرفة علة التقدير، فكذلك نعلم أن الفقراء لهم درجات كما سبق) قريبا (فأما لم كان هذا الفقير الحريص مثلا على نصف سدس درجة الفقير الزاهد حتى لم يقتض له التقدم بأكثر من أربعين سنة إلى الجنة واقتضى ذلك التقدم بخمسمائة عام فليس في قوة أحد غير الأنبياء) - عليهم السلام - (الوقوف على ذلك) بحقيقته (إلا بنوع من التخمين ولا وثوق به والغرض) كله من سياق هذا الكلام (التنبيه على [ ص: 275 ] منهاج التقدير في أمثال هذه الأمور) الواردة في صحاح الأخبار (فإن الضعيف الإيمان قد يظن أن ذلك يجري من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على سبيل الاتفاق، وحاشا منصب النبوة من ذلك) بل كلامه كله حكم وفوائد وتلويحات عرفها من عرف وجهلها من جهل، (ولنرجع إلى نقل الأخبار، فقد قال - صلى الله عليه وسلم - أيضا: خير هذه الأمة فقراؤها وأسرعها تضجعا) أي: اضطجاعا (في الجنة ضعفاؤها) كذا في القوت، قال العراقي: لم أجد له أصلا (وقال - صلى الله عليه وسلم - إن لي حرفتين اثنتين فمن أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني الفقر والجهاد) قال العراقي: لم أجد له أصلا .
(وروي أن جبريل - عليه السلام - نزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد، إن الله يقرأ عليك السلام ويقول: أتحب أن أجعل هذه الجبال ذهبا، وتكون معك أينما كنت، فأطرق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ساعة ثم قال: يا جبريل، إن الدنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له، فقال له جبريل: يا محمد، ثبتك الله بالقول الثابت) قال العراقي: هذا ملفق من حديثين، فروى nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=481أبي أمامة: nindex.php?page=hadith&LINKID=664640عرض علي ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهبا قلت: لا يا رب، ولكن أشبع يوما وأجوع يوما. الحديث، وقال حسن، nindex.php?page=showalam&ids=12251ولأحمد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة: nindex.php?page=hadith&LINKID=944586الدنيا دار من لا دار له. الحديث، وقد تقدم في ذم الدنيا. اهـ .
قلت: وتمام حديث nindex.php?page=showalam&ids=481أبي أمامة عند nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي: nindex.php?page=hadith&LINKID=702011فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك، وإذا شبعت حمدتك وشكرتك، وقد رواه كذلك nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وابن سعد nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة: nindex.php?page=hadith&LINKID=944586 "الدنيا دار من لا دار له" رواه كذلك الشيرازي في الألقاب nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود موقوفا عليه .
(روي أن المسيح - عليه السلام - مر في) أثناء (سياحته) في الأرض (برجل نائم ملتف في عباءة) له، وهي كساء من صوف (فأيقظه وقال له: يا نائم قم، فاذكر الله تعالى، فقال: ما تريد مني إني قد تركت الدنيا لأهلها فقال له: فنم إذا يا حبيبي) ، نقله صاحب القوت .
(ومر موسى - عليه السلام - برجل نائم على التراب وتحت رأسه لبنة ووجهه ولحيته في التراب، وهو مؤتزر بعباءة) له (فقال) موسى: (يا رب عبدك هذا في الدنيا ضائع) نظرا إلى ظاهر حاله (فأوحى الله إليه: يا موسى، أما علمت أني إذا نظرت إلى عبد بوجهي كله زويت عنه الدنيا كلها) أي: صرفتها عنه وضيقتها عليه، نقله صاحب القوت .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني بسند ضعيف. اهـ .
قلت: ورواه كذلك nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=12418وابن راهويه nindex.php?page=showalam&ids=13863والبزار nindex.php?page=showalam&ids=12201وأبو يعلى nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=13507وابن مردويه nindex.php?page=showalam&ids=14203والخرائطي في مكارم الأخلاق، nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم في المعرفة وفيه: اذهب بدرعي الحديد فلم أخرج من عنده حتى نزلت هذه الآية كأنه يعزيه عن الدنيا. وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم عن سفيان في قوله: ولا تمدن عينيك الآية، قال: تعزية لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 276 ] (وقال - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=hadith&LINKID=104450الفقر أزين بالمؤمن من العذار الحسن على خد الفرس) قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث nindex.php?page=showalam&ids=75شداد بن أوس بسند ضعيف. والمعروف أنه من كلام nindex.php?page=showalam&ids=13786عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، رواه nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي في الكامل هكذا. اهـ .
(وقال nindex.php?page=showalam&ids=16850كعب الأحبار) - رحمه الله تعالى - (قال الله تعالى لموسى - عليه السلام -: يا موسى، إذا رأيت الفقر مقبلا فقل مرحبا بشعار الصالحين) وإذا رأيت الغنى مقبلا فقل: ذنب عجلت عقوبته. رواه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الحلية من قول كعب غير مرفوع بإسناد ضعيف، وقد تقدم .
(وقال عطاء الخراساني) وهو أبو عثمان عطاء بن أبي سليم واسم أبيه ميسرة وقيل: عبد الله صدوق مات سنة خمس وثلاثين روى له nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم والأربعة ولم يصح أن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أخرج له (مر نبي من الأنبياء بساحل) أي: ساحل البحر (فإذا هو برجل يصطاد حيتانا، فقال: بسم الله وألقى الشبكة) في الماء (فلم يخرج منها) حوت واحد (ثم مر بآخر فقال: باسم الشيطان وألقى الشبكة) في الماء (فخرج فيها من الحيتان ما يكاد لا يتقايس من كثرتها) كذا في النسخ، ولفظ القوت: حتى جعل الرجل يتقاعس من كثرتها (فقال) ذلك (النبي - عليه السلام - يا رب ما هذا؟ وقد علمت أن كل هذا بيدك، فقال الله تعالى للملائكة اكشفوا لعبدي عن منزلتيهما) عندي، فكشفوا له عنهما (فلما رأى ما أعد الله تعالى لهذا من الكرامة، ولذلك من الهوان قال: رضيت يا رب) نقله صاحب القوت .
قلت: وتمام حديث أسامة: إلا أصحاب النار فقد أمر بهم إلى النار، وقمت على باب النار فإذا عامة من يدخلها النساء. وهكذا رواه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي والحارث nindex.php?page=showalam&ids=12119وأبو عوانة nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم في المعرفة .
(وفي حديث آخر فرأيت أكثر أهل النار النساء) روي ذلك من حديث أسامة nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=40وعمران بن الحصين، والأضبط السلمي nindex.php?page=showalam&ids=13وابن عمرو، أما حديث أسامة فرواه الشيخان، وقد ذكر قبل هذا، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رواه nindex.php?page=showalam&ids=14724الطيالسي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد nindex.php?page=showalam&ids=17259وهناد nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي، ولفظهم: nindex.php?page=hadith&LINKID=661928اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني وزاد: والمساكين. وحديث عمران رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي باللفظ المذكور، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني وزاد: والضعفاء، وحديث الأضبط رواه nindex.php?page=showalam&ids=13563ابن منده، nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم في المعرفة عن عبد الرحمن بن حارثة بن الأضبط عن جده باللفظ المذكور، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله بن أحمد في زوائد المسند بلفظ: nindex.php?page=hadith&LINKID=687167اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها الأغنياء والنساء.
(فقلت: ما شأنهن؟ فقال: شغلهن الأحمران الذهب والزعفران) والحديث بهذه الزيادة فقد تقدم في كتاب آداب النكاح .
(وقال - صلى الله عليه وسلم -: تحفة المؤمن في الدنيا الفقر) قال العراقي: رواه محمد بن خفيف الشيروزي في شرف الفقراء والديلمي في مسند الفردوس من حديث nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل بسند لا بأس به، ورواه الديلمي أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر بسند ضعيف .
(وفي الخبر: آخر الأنبياء دخولا الجنة سليمان بن داود - عليهما السلام - لمكان ملكه، وآخر أصحابي دخولا الجنة nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف لأجل غناه) تقدم، وقال العراقي: هو في الأوسط nindex.php?page=showalam&ids=14687للطبراني بإسناد فرد، وفيه نكارة، (وفي حديث آخر [ ص: 277 ] رأيته) يعني nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف (دخل الجنة زحفا) رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني من حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة بلفظ: حبوا بدل زحفا، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم عن nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني، وقد تقدم، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء بن أبي رباح عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: يا ابن عوف، إنك من الأغنياء ولن تدخل الجنة إلا زحفا، الحديث، وقد تقدم، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد من طريقه .
(وقال المسيح - عليه السلام -) وقد قال له رجل: احملني معك في سياحتك، فقال: أخرج مالك والحقني، قال: لا أستطيع، فقال عليه السلام (بشدة يدخل الغني الجنة) ، أو قال: بعجب، كذا في القوت (وفي خبر عن آل البيت - عليهم السلام - أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أحب الله عبدا ابتلاه، فإذا أحبه الحب البالغ اقتناه، قيل: وما اقتناه؟ قال: لم يترك له أهلا ولا مالا) قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث أبي عنبسة الخولاني. اهـ .
قلت: لفظ nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الكبير وفي الأوسط: لا يترك له مالا ولا ولدا، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الحلية والديلمي من طريقه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود: إذا أحب الله عبدا اقتناه لنفسه ولم يشغله بزوجة ولا ولد، وسياق المصنف مشعر بأنه من رواية جعفر بن محمد بن علي عن أبيه عن جده عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهكذا هو في نهج البلاغة للشريف الموسوي.
(وفي الخبر: إذا رأيت الفقر مقبلا فقل: مرحبا بشعار الصالحين، وإذا رأيت الغنى مقبلا، فقل: ذنب عجلت عقوبته) ، قال العراقي: رواه الديلمي في مسند الفردوس من رواية nindex.php?page=showalam&ids=17134مكحول عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ولم يسمع منه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أوحى الله إلى موسى - عليه السلام - يا موسى، فذكره بزيادة في أوله، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الحلية من قول nindex.php?page=showalam&ids=16850كعب الأحبار غير مرفوع بإسناد ضعيف. اهـ .
قلت: قول كعب قد تقدم للمصنف قريبا، وأما المرفوع من حديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء فقد رواه الديلمي بلفظ: أوحى الله إلى موسى بن عمران، يا موسى ارض بكسرة خبز تسد بها جوعتك وخرقة تواري بها عورتك، واصبر على المصيبات، وإذا رأيت الدنيا مقبلة فقل: إنا لله وإنا إليه راجعون، وإذا رأيت الدنيا مدبرة والفقر مقبلا فقل: مرحبا بشعار الصالحين، ورواه كذلك nindex.php?page=showalam&ids=14618أبو عثمان الصابوني في المائتين، وقد تقدم أيضا .
(وقال موسى - عليه السلام - يا رب من أحباؤك من خلقك حتى أحبهم لأجلك؟ قال: كل فقير فقير) نقله صاحب القوت (فيمكن أن يكون الثاني للتوكيد ويمكن أن يراد به الشديد الضر) فإن الفقير في اللغة من يشكو فقار ظهره. وروى nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في الأفراد nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر من حديث nindex.php?page=showalam&ids=2عمر قال موسى: يا رب وددت أني أعلم من تحب من عبادك فأحبه، قال: إذا رأيت عبدي يكثر ذكري فإنما أذنت له في ذلك، وإذا رأيت عبدي لا يذكرني فأنا حجبته عن ذلك وأنا أبغضه.
(وقال المسيح - عليه السلام - إني لأحب المسكنة، وأبغض النعماء) ، ولفظ القوت: الغنى، وإن في المال داء كبيرا، قيل (وكان أحب الأسامي إليه أن يقال له: يا مسكين) ، نقله صاحب القوت (ولما قالت سادات العرب وأغنياؤهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - اجعل لنا يوما ولهم يوما يجيئون إليك ولا نجيء، ونجيء إليك ولا يجيئون يعنون بذلك الفقراء) من الصحابة (مثل nindex.php?page=showalam&ids=115بلال، وسلمان، nindex.php?page=showalam&ids=52وصهيب، nindex.php?page=showalam&ids=1584وأبي ذر، nindex.php?page=showalam&ids=211وخباب بن الأرت، nindex.php?page=showalam&ids=56وعمار بن ياسر nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة، وأصحاب الصفة من الفقراء - رضي الله عنهم أجمعين - فأجابهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ذلك، وذلك لأنهم شكوا إليه التأذي برائحتهم، وكان لباس القوم الصوف في شدة الحر فإذا عرقوا فاحت الروائح من ثيابهم، فاشتد ذلك على الأغنياء منهم الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن) حصن بن (بدر الفزاري، وعباس بن مرداس السلمي وغيرهم، فأجابهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا يجمعهم وإياهم مجلس واحد، فنزل عليه قوله تعالى: واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم يعني: الفقراء تريد زينة الحياة الدنيا يعني: الأغنياء، [ ص: 278 ] ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا يعني: الأغنياء، وقل الحق من ربكم مع الفقراء فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر الآية) .
قال العراقي: تقدم من حديث خباب وليس فيه أنه كان لباسهم الصوف، وتفوح ريحهم إذا عرقوا، وهذه الزيادة من حديث nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان. اهـ .
قلت: أما حديث nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان فرواه nindex.php?page=showalam&ids=14113الحسن بن سفيان في سنده ومن طريقه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الحلية من طريق سلمة بن عبد الله عن عمه، عن nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان قال: جاءت المؤلفة قلوبهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عيينة بن حصن والأقرع بن حابس وذووهم فقالوا: يا رسول الله، إنك لو جلست في صدر المجلس ونحيت عنا هؤلاء وأرواح جبابهم، يعنون nindex.php?page=showalam&ids=1584أبا ذر وسلمان، وفقراء المسلمين، وكان عليهم جباب الصوف لم يكن عليهم غيرها، جلسنا إليك وحادثناك وأخذنا عنك، فأنزل الله: واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك إلى قوله أحاط بهم سرادقها يتهددهم بالنار، فقام نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يلتمسهم حتى أصابهم في مؤخر المسجد يذكرون الله، فقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع قوم من أمتي، معكم المحيا ومعكم الممات.
وقد رواه كذلك nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=12201وأبو يعلى nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني nindex.php?page=showalam&ids=11868وأبو الشيخ nindex.php?page=showalam&ids=13507وابن مردويه nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في الدلائل (واستأذن) عبد الله (ابن أم مكتوم) الأعمى - رضي الله عنه - (على النبي - صلى الله عليه وسلم) - يوما (وعنده رجل من أشراف قريش فشق ذلك على النبي - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله تعالى: عبس وتولى * أن جاءه الأعمى * وما يدريك لعله يزكى * أو يذكر فتنفعه الذكرى يعني ابن أم مكتوم أما من استغنى * فأنت له تصدى يعني هذا الشريف) قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة وقال: غريب قلت: ورجاله رجال الصحيح. اهـ .
قلت: ورواه كذلك nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13507وابن مردويه ولفظهم: nindex.php?page=hadith&LINKID=665624قالت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة: أنزلت عبس وتولى في ابن أم مكتوم الأعمى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل يقول: يا رسول الله، أنشدني، وعند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل من عظماء المشركين، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرض عنه، ويقبل على الآخر، ويقول: أترى بما أقول بأسا، فيقول: لا. ففي هذا أنزلت. والمراد بذلك الشريف أمية بن خلف كما وقع التصريح به عند nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور عن أبي مالك.
(وعن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: يؤتى بالعبد يوم القيامة فيعتذر الله إليه كما يعتذر الرجل للرجل في الدنيا فيقول: وعزتي وجلالي ما زويت الدنيا عنك لهوانك علي، ولكن لما أعددت لك من الكرامة والفضيلة، اخرج يا عبدي إلى هذه الصفوف فمن أطعمك في أو كساك في يريد بذلك وجهي فخذ بيده فهو لك، والناس قد ألجمهم العرق فيتخلل الصفوف وينظر من فعل ذلك به، فيأخذ بيده، ويدخله الجنة) .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=11868أبو الشيخ في كتاب الثواب من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بسند ضعيف يقول الله - عز وجل - يوم القيامة: أدنوا مني أحبائي، فتقول الملائكة: ومن أحباؤك؟ فيقول: فقراء المسلمين، فيدنون منه، فيقول: أما إني لم أزو الدنيا عنكم لهوان كان بكم علي، ولكن أردت بذلك أن أضعف لكم كرامتي اليوم، فتمنوا علي ما شئتم اليوم. الحديث دون آخر الحديث. وأما أول الحديث فرواه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الحلية، وسيأتي في الحديث الذي بعده. اهـ .
قلت: وتمام [ ص: 279 ] حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس عند nindex.php?page=showalam&ids=11868أبي الشيخ فيؤمر بهم إلى الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفا .
(وقال - صلى الله عليه وسلم -: أكثروا معرفة الفقراء واتخدوا عندهم الأيادي فإن لهم دولة، قالوا: يا رسول الله، وما دولتهم؟ قال: إذا كان يوم القيامة قيل لهم: انظروا من أطعمكم كسرة وسقاكم شربة أو كساكم ثوبا فخذوا بيده، ثم أفيضوا به إلى الجنة) قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم من حديث الحسين بن علي بسند ضعيف: اتخذوا عند الفقراء أيادي فإن لهم دولة يوم القيامة، فإذا كان يوم القيامة نادى مناد: سيروا إلى الفقراء فيعتذر إليهم كما يعتذر أحدكم إلى أخيه في الدنيا. اهـ .
وفي المقاصد nindex.php?page=showalam&ids=14467للحافظ السخاوي رواه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في ترجمة nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه من الحلية كما عزاه الديلمي ثم العراقي في تخريج الإحياء عن الحسين بن علي ولم أره في النسخة التي عندي، وقال شيخنا: إنه لا أصل له، نعم في الحلية من حديث إبراهيم بن فارس عن وهب من قوله: اتخذوا اليد عند المساكين فإن لهم يوم القيامة دولة. وفي قضاء الحوائج لأبي النرسي بسند فيه مجاهيل عن أبي عبد الرحمن السلمي التابعي رفعه مرسلا: اتخذوا عند الفقراء أيادي فإن لهم دولة، قيل: يا رسول الله، وما دولتهم؟ قال: ينادي مناد يوم القيامة: يا معشر الفقراء قوموا فلا يبقى فقير إلا قام حتى إذا اجتمعوا قيل: ادخلوا في صفوف أهل القيامة، فمن صنع إليكم معروفا فأوردوه الجنة، قال: فجعل يجتمع على الرجل كذا وكذا من الناس فيقول له الرجل: ألم أكسك؟ فيصدقه، فيقول له الآخر: ألم أكسك؟ فيصدقه، فيقول له الآخر: يا فلان ألم أكلم لك؟ قال: ولا يزالون يخبرونه بما صنعوا إليه وهو يصدقهم بما صنعوا إليه، حتى يذهب بهم جميعا فيدخلهم الجنة، فيقول قوم لم يكونوا يصنعون المعروف: يا ليتنا كنا نصنع المعروف حتى ندخل الجنة.
وبسند واه عن nindex.php?page=showalam&ids=17188ميمون بن مهران عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رفعه: إن للمساكين دولة قيل: يا رسول الله وما دولتهم؟ قال: إذا كان يوم القيامة قيل لهم: انظروا من أطعمكم في الله تعالى لقمة أو كساكم ثوبا أو سقاكم شربة فأدخلوه الجنة. اهـ .
قلت: حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس هذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي في الكامل وقال: منكر nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر في التاريخ من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17188ميمون بن مهران. وروى nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج، nindex.php?page=showalam&ids=14231والخطيب من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس: إذا كان يوم القيامة جمع الله أهل الجنة وأهل النار صفوفا، فينظر الرجل من صفوف أهل النار إلى الرجل من صفوف أهل الجنة فيقول: يا فلان، أما تذكر يوم اصطنعت إليك في الدنيا معروفا؟ فيأخذ بيده فيقول: اللهم هذا اصطنع إلي في الدنيا معروفا، فيقال له: خذ بيده فأدخله الجنة برحمة الله.
وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد فلفظه: nindex.php?page=hadith&LINKID=942791دخلت الجنة فإذا حس، فنظرت فإذا هو nindex.php?page=showalam&ids=115بلال. رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد [ ص: 280 ] nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر، وروى صاحب الحلية من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12428إسماعيل بن أبي خالد عن nindex.php?page=showalam&ids=51عبد الله بن أبي أوفى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال nindex.php?page=showalam&ids=38لعبد الرحمن بن عوف: ما أبطأ بك عني؟ فقال: ما زلت بعدك أحاسب. وإنما ذلك لكثرة مالي، فقال: هذه مائة راحلة جاءتني من مصر وهي صدقة على أرامل أهل المدينة.
(وهو في الأغنياء الذين قال فيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا من قال بالمال هكذا وهكذا) متفق عليه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر في أثناء حديث تقدم (ومع هذا فقد استضر بالغنى إلى هذا الحد، ودخل - صلى الله عليه وسلم - على رجل فقير ولم ير له شيئا، فقال: لو قسم نور هذا على أهل الأرض لوسعهم) قال العراقي: لم أجده .
(وقال nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن الحصين) - رضي الله عنه -: (كانت لي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزلة وجاء فقال: يا عمران، إن لك عندنا منزلة وجاها فهل لك في عيادة nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت: نعم بأبي أنت وأمي، فقام وقمت معه حتى وقف بباب فاطمة فقرع الباب، وقال: السلام عليكم أدخل؟ قالت: ادخل بأبي أنت وأمي يا رسول الله، قال: أنا ومن معي؟ قالت: ومن معك يا رسول الله؟ قال: عمران، قالت فاطمة: والذي بعثك بالحق نبيا ما علي إلا عباءة قال: اصنعي بها هكذا وهكذا، وأشار بيده، قالت: هذا جسدي قد واريته فكيف برأسي فألقى إليها ملاءة كانت عليه خلقة فقال: شدي بها رأسك، ثم أذنت له، فدخل فقال: السلام عليكم يا ابنتاه، كيف أصبحت؟ قالت: أصبحت والله وجعة وزادني وجعا على ما بي أني لست أقدر على طعام آكله فقد أضر بي الجوع، فبكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: لا تجزعي يا ابنتاه، فوالله ما ذقت طعاما منذ ثلاث، وإني لأكرم على الله منك، ولو سألت ربي لأطعمني ولكن آثرت الآخرة على الدنيا، ثم ضرب بيده على منكبها وقال لها: أبشري، فوالله إنك لسيدة نساء أهل الجنة، قالت: فأين آسية امرأة فرعون ومريم ابنة عمران؟ قال: آسية سيدة نساء عالمها، ومريم سيدة نساء عالمها، nindex.php?page=showalam&ids=10640وخديجة سيدة نساء عالمها، وأنت سيدة نساء عالمك، إنكن في بيوت من قصب، لا أذى فيها ولا صخب ولا نصب، ثم قال لها: اقنعي بابن عمك، فوالله لقد زوجتك سيدا في الدنيا وفي الآخرة) .
تقدم هذا بعينه في آخر كتاب ذم البخل وحب المال، وذكر العراقي هناك أنه رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=249معقل بن يسار ولم يروه من حديث عمران بن [ ص: 281 ] حصين (وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي - كرم الله وجهه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أبغض الناس فقراءهم، وأظهروا عمارة الدنيا، وتكالبوا على جمع الدراهم، رماهم الله بأربع خصال: بالقحط من الزمان، والجور من السلطان، والخيانة من ولاة الأحكام، والشوكة من الأعداء) .
قال العراقي: رواه الديلمي بإسناد فيه جهالة وهو منكر. اهـ .
قلت: ورواه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم وصححه وتعقب بلفظ: إذا أبغض المسلمون علماءهم، وأظهروا عمارة أسواقهم، وتألبوا على جمع الدراهم. الحديث، وفيه: والصولة من العدو .
(وأما الآثار) فقد (قال nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء) - رضي الله عنه - كذا في النسخ، والصواب nindex.php?page=showalam&ids=1584أبو ذر (ذو الدرهمين أشد حبسا) أو قال (أشد حسابا من ذي الدرهم) الواحد، رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في الزهد عن يحيى بن سعيد حدثني سليمان عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر قال: ذو الدرهمين أشد حسابا من ذي درهم (وأرسل nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه - إلى سعيد بن عامر) بن خديم الجمعي - رضي الله عنه - (بألف دينار) ، وفي رواية بأربعمائة دينار (فجاء حزينا كئيبا فقالت امرأته) : ما شأنك؟ مات أمير المؤمنين؟ قال: أعظم من ذلك، قالت (أحدث) في الإسلام (أمر؟ قال: أشد من ذلك) قالت: فما هو؟ قال: أتتني الدنيا، قد كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم تفتح الدنيا علي، وخلفت في أيام أبي بكر فلم تفتح علي، وخلفت في أيام nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ألا وأشد أيامي أيام nindex.php?page=showalam&ids=2عمر.
قال العراقي: روى nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد القصة الموقوفة دون المرفوع، فرواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني دون القصة إلا أنه قال: بسبعين عاما، وفي إسناده nindex.php?page=showalam&ids=17347يزيد بن أبي زياد تكلم فيه، وفي رواية له بأربعين سنة، وأما دخولهم قبلهم بخمسمائة عام فهو عند nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وصححه، وتقدم قريبا. اهـ .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم أيضا من طريق nindex.php?page=showalam&ids=15802خالد بن معدان قال: استعمل علينا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب بحمص سعيد بن عامر بن خديم الجمعي فساق الحديث وفيه: فبعث إليه nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بألف دينار وقال: استعن بها على أمرك، فقالت امرأته: الحمد لله الذي أغنانا عن خدمتك، فقال لها: فهل لك في خير من ذلك ندفعها إلى من يأتينا بها أحوج ما نكون إليها؟ قالت: نعم، فدعا رجلا من أهله يثق به فصررها صررا، ثم قال: انطلق بهذه إلى أرملة آل فلان، وإلى يتيم آل فلان، وإلى مسكين آل فلان، وإلى مبتلى آل فلان، فبقيت منها ذهيبة، فقال: أنفقي هذه، ثم عاد إلى عمله.
وروى المرفوع من حديث سعيد بن عامر الحكيم الترمذي في النوادر: يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة سنة حتى أن الرجل من الأغنياء [ ص: 282 ] ليدخل في غمارهم فيؤخذ بيده فيستخرج (وقال nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة) - رضي الله عنه - (ثلاثة يدخلون الجنة بغير حساب: رجل يريد أن يغسل ثوبه فلم يكن له خلق يلبسه، ورجل لم ينصب على مستوقد قدرين، ورجل دعا بشرابه فلا يقال: أيها تريد؟) وهذا قد رواه nindex.php?page=showalam&ids=11868أبو الشيخ في كتاب الثواب من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد وفيه: رجل غسل ثيابه فلم يجد له خلفا، ورجل لم ينصب على مستوقده قدران، ورجل دعا بشراب فلم يقل له: أيها تريد؟
(وقيل: جاء فقير إلى مجلس) سفيان (الثوري) - رحمه الله تعالى - (فقال له) nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري: (تخط لو كنت غنيا لما قربتك) ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الحلية (وكان الأغنياء من أصحابه يودون أنهم فقراء لكثرة تقريبه للفقير وإعراضه عن الأغنياء) رواه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الحلية (وقال المؤمل) بن إسماعيل البصري أبو عبد الرحمن نزيل مكة (ما رأيت الغني أذل منه في مجلس nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري، ولا رأيت الفقير أعز منه في مجلس الثوري) رواه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الحلية .
(وقال بعض الحكماء: مسكين ابن آدم، لو خاف النار كما يخاف الفقر لنجا منهما جميعا، ولو رغب في الجنة كما يرغب في الغنى لفاز بهما جميعا، ولو خاف الله في الباطن كما يخاف خلقه في الظاهر لسعد في الدارين جميعا) نقله صاحب القوت، وقد تقدم نحوه في كتاب الخوف (وقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس) - رضي الله عنهما -: (ملعون من أكرم بالغنى وأهان بالفقر، وقال لقمان - عليه السلام - لابنه) وهو يعظه يا بني (لا تحقرن أحدا لخلقان ثيابه فإن ربك وربه واحد، وقال يحيى بن معاذ) الرازي - رحمه الله تعالى - (حبك للفقراء من أخلاق المرسلين وإيثارك مجالستهم من علامة الصالحين وفرارك من صحبتهم من علامة المنافقين) . نقله صاحب القوت .