فإن قلت : فقد حكي عن جماعة أن منهم من وضع الأسد يده على كتفه ولم يتحرك فأقول ، وقد حكي عن جماعة أنهم ركبوا الأسد وسخروه فلا ينبغي أن يغرك ذلك المقام فإنه وإن كان صحيحا في نفسه فلا يصلح للاقتداء .
بطريق التعلم من الغير ، بل ذلك مقام رفيع في الكرامات وليس ذلك شرطا في التوكل .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، قال nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان: منكر، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة في التوكل، nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني من حديث عمرو بن أمية الضمري بإسناد جيد بلفظ قيدها اهـ .
قلت: ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي في الزهد وفي العلل، nindex.php?page=showalam&ids=12455وابن أبي الدنيا في التوكل، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في الشعب، nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم في الحلية، والقشيري، nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر، nindex.php?page=showalam&ids=14679والضياء، كلهم من طريق المغيرة بن أبي قرة السدوسي: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=9أنسا يقول: nindex.php?page=hadith&LINKID=664811قال رجل: يا رسول الله، أعقلها وأتوكل وأطلقها وأتوكل؟ قال: اعقلها وتوكل" يعني الناقة، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي: قال عمرو بن علي: يعني الفلاس شيخه، قال يحيى بن سعيد القطان: إنه منكر، ثم قال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي: وهو غريب لا نعرفه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس إلا من هذا الوجه، وإنما أنكره القطان من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، وقد روي عن عمرو بن أمية الضمري، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوه، يشير إلى ما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في صحيحه، nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم من حديث جعفر بن عمرو بن أمية، عن أبيه قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=664811قال رجل للنبي -صلى الله عليه وسلم-: "أرسل ناقتي وأتوكل؟ قال: اعقلها وتوكل"، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الكبير، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في الشعب، وجعلا في روايتهما القائل عمرا نفسه، وكذا هو عند أبي القاسم بن بشر في أماليه، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي كذلك من حديث جعفر، لكن مرسلا قال: وقال عمرو بن أمية: يا رسول الله، وذكره، وهو عند nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بلفظ: "قيدها وتوكل"، وعند nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب في رواية nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال: قلت: يا رسول الله، فذكره مثله، وفيه محمد بن عبد الرحمن بن ريسان متروك وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=13933للبيهقي من حديث عمرو بن أمية قيد وتوكل .
(وقال تعالى) يا أيها الذين آمنوا ( خذوا حذركم ) ، أي: أسلحتكم (وقال في كيفية صلاة الخوف: وليأخذوا أسلحتهم ، وقال) في جهاد الكفار ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل) ترهبون به عدو الله وقال تعالى: فـأسر بأهلك بقطع من الليل (وقال تعالى لموسى -عليه السلام- فأسر بعبادي ليلا والتحصن بالليل اختفاء عن أعين الأعداء، ونوع تسبب، واختفاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الغار) ، أي: غار ثور، عند إرادة الهجرة (اختفاء عن أعين الأعداء؛ دفعا للضرر) العارض منهم، ومثل هذا في كتاب الله، وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- لا ينحصر، ولو فرضنا وليا من أولياء الله اتسع قلبه بهذه الحالة حتى قوي قلبه على الدخول في الأسباب مع ملاحظتها كان ذلك كمالا في ولايته؛ لأنها رتب الأنبياء عليهم السلام، ومن لم ير الأسباب رأسا، فقد جهل ما بين السماء والأرض إلا إذا كان ذاهلا عنها لاستغراقه بمسبب الأسباب، فهذه عند العلماء بالله حالة المقربين من الصديقين (وأخذ [ ص: 508 ] السلاح في الصلاة ليس دافعا قطعا كقتل الحية والعقرب، فإنه دافع قطعا، ولكن أخذ السلاح سبب مظنون، وقد بينا) سابقا (أن المظنون كالمقطوع، وإنما الموهوم هو الذي يقتضي التوكل تركه، فإن قلت: فقد حكي عن جماعة) من الأولياء (أن منهم من وضع الأسد يده على كتفه ولم يتحرك) باطنه ولم يداخله الرعب أصلا (فأقول، وقد حكي عن جماعة منهم أنهم ركبوا الأسد وسخروه) ، كما وقع ذلك nindex.php?page=showalam&ids=12358لإبراهيم بن أدهم وغيره، كما في الحلية، ووقع مثل ذلك لإبراهيم الخواص؛ إذ كان يقصد الفياض المسبعة، وجبل الحيات، والأودية الغامضة الموحشة يبيت فيها، وعالج شأن جماعة من الجن في البراري والقفار والكهوف والغيران، وكلموه في قصص كثيرة، كما في القوت، (فلا ينبغي أن يغرك ذلك المقام فإنه وإن كان صحيحا في نفسه فلا يصلح للاقتداء بطريق التعلم من الغير، بل ذلك مقام رفيع في الكرامات) ، ومن فضائل بعض مقامات المتوكلين، ومقتضى أحوال بعض الموقنين، (وليس ذلك) كله (شرطا في التوكل) ولا من فرضه، وإنما فرض التوكل عقد العقد، والاستسلام بحسن التفويض للرب، ونفي عوارض الآفات الداخلة على المتوكل من السكوت إلى الأسباب، والركون إلى الخلق في المعتاد .