وقال nindex.php?page=showalam&ids=16500عبد الواحد بن زيد إذا كان سيدي رقيبا علي فلا أبالي بغيره .
وقال أبو عثمان المغربي أفضل ما يلزم الإنسان نفسه في هذه الطريقة المحاسبة والمراقبة وسياسة عمله بالعلم وقال ابن عطاء أفضل الطاعات مراقبة الحق على دوام الأوقات وقال الجريري أمرنا هذا مبني على أصلين أن تلزم نفسك المراقبة لله عز وجل ويكون العلم على ظاهرك قائما وقال أبو عثمان قال لي أبو حفص إذا جلست للناس فكن واعظا لنفسك وقلبك ولا يغرنك اجتماعهم عليك فإنهم يراقبون ظاهرك والله رقيب على باطنك .
وحكى أنه كان لبعض المشايخ من هذه الطائفة تلميذ شاب وكان يكرمه ويقدمه فقال له بعض أصحابه كيف تكرم هذا وهو شاب ونحن شيوخ فدعا بعدة طيور وناول كل واحد منهم طائرا وسكينا وقال ليذبح كل واحد منكم طائره في موضع لا يراه أحد ودفع إلى الشاب مثل ذلك وقال له كما قال لهم فرجع كل واحد بطائره مذبوحا ورجع الشاب والطائر حي في يده فقال ما لك لم تذبح كما ذبح أصحابك فقال لم أجد موضعا لا يراني فيه أحد إذ الله مطلع علي في كل مكان فاستحسنوا منه هذه المراقبة وقالوا حق لك أن تكرم .
وحكي أن زليخا لما همت بيوسف عليه السلام قامت فغطت وجه صنم كان لها فقال يوسف مالك أتستحيين من مراقبة جماد ولا أستحيي من مراقبة الملك الجبار وحكي عن بعض الأحداث أنه راود جارية عن نفسها فقالت له ألا تستحيي فقال ممن أستحيي وما يرانا إلا الكواكب قالت فأين مكوكبها .
وفيها مقام الحياء ولواحقه الرعاية والحرمة والأدب، اعلم أنه (إذا أوصى الإنسان نفسه وشرط عليها ما ذكرناه فلا يبقى ) بعد ذلك (إلا المراقبة بها عند الخوض في الأعمال، وملاحظتها بالعين الكالئة ) أي: الحافظة (فإنها إن تركت طغت وفسدت، ولنذكر فضيلة المراقبة ثم درجاتها .
أما الفضيلة: فقد سأل جبريل عليه السلام ) النبي صلى الله عليه وسلم (عن الإحسان فقال ) صلى الله عليه وسلم: (أن تعبد الله كأنك تراه ) ولما كانت المراقبة والإحسان لفظين متداخلين على معنى واحد استدل بما ورد في الإحسان على فضيلتها .
هذا الذي قاله صلى الله عليه وسلم: "فإن لم تكن تراه فإنه يراك" إشارة إلى حال المراقبة؛ لأن المراقبة علم العبد باطلاع الرب سبحانه عليه، واستدامته لهذا العلم مراقبة لربه، وهذا أصل كل خير، ولا يكاد يصل إلى هذه المرتبة إلا بعد فراغه عن المحاسبة، فإذا حاسب نفسه على ما سلف، وأصلح حاله في الوقت، ولازم طريق الحق، وأحسن بينه وبين الله مراعاة القلب، وحفظ مع الله الأنفاس، راقب الله في عموم أحواله، فيعلم أنه سبحانه عليه رقيب، ومن قلبه قريب، يعلم أحواله، ويرى أفعاله، ويسمع قوله. ومن تغافل عن هذه الجملة فهو بمعزل عن بداية الوصلة، فكيف عن حقائق القربة؟! اهـ .
قال العراقي: الحديث متفق عليه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=2عمر. انتهى .
أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بطوله عن زهير بن حرب، عن nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع، عن عبيد الله بن معاذ، وعن أبيه، كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=16854كهمس بن الحسن به .
وقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في صحيحه عن nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة.
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن حجاج بن الشاعر، عن يونس بن محمد، عن nindex.php?page=showalam&ids=17116المعتمر بن سليمان به، لكنه لم يذكر متنه، بل أحاله بنحو ما قبله .
ورواه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل: "اعبد الله ولا تشرك به شيئا، واعمل لله كأنك تراه، واعدد نفسك في الموتى" الحديث .
وأما لفظ: nindex.php?page=hadith&LINKID=650048 "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" فقد رواه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي عنه وعن nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر معا، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=2عمر.
ويروى: nindex.php?page=hadith&LINKID=697386 "الإحسان أن تعمل لله كأنك تراه، فإن كنت لا تراه فإنه يراك، فإذا فعلت ذلك فقد أحسنت" رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13863والبزار من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد أيضا من حديث أبي عامر، أو أبي مالك، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16345عبد الرحمن بن غنم.
(وقال تعالى ) في وصف المؤمنين: ( والذين هم لأماناتهم وعهدهم ) لما يؤتمنون عليه ويعاهدون من جهة الحق والخلق ( راعون ) قائمون بحفظها [ ص: 96 ] وإصلاحها وقال تعالى (والذين هم بشهاداتهم قائمون ) أي : محافظون .
(وقال ) عبد الله (بن المبارك ) رحمه الله تعالى (لرجل راقب الله تعالى فسأله عن تفسيره ) أي : ما معنى هذا القول (فقال كن أبدا كأنك ترى الله عز وجل ) أي : فإذا تحققت ذلك فقد راقبته .
(وقال عبد الواحد بن يزيد ) البصري رحمه الله تعالى (إذا كان سيدي رقيبا علي فلا أبالي بغيره ) يشير إلى قوله تعالى إن الله كان عليكم رقيبا .
(وقال أبو عثمان ) سعيد بن سلام المغربي رحمه الله تعالى (أفضل ما يلزم الإنسان به نفسه في هذه الطريقة ) العلية (المحاسبة والمراقبة وسياسة عمله بالعلم ) بأن يزن ما هو فيه بالعلم الشرعي هذا القول نقله nindex.php?page=showalam&ids=12850القشيري سماعا عن أبي عبد الرحمن السلمي قال سمعت nindex.php?page=showalam&ids=12080أبا عثمان المغربي يقول فذكره .
(وقال ابن عطاء ) هو أبو عبد الله أحمد بن عطاء الروذباري شيخ الشام في وقته مات بصور سنة 269 ولفظ nindex.php?page=showalam&ids=12850القشيري وسئل ابن عطاء ما (أفضل الطاعات ) فقال (مراقبة الحق ) تعالى (على دوام الأوقات ) كما أشار إليه في الخبر السابق في الإحسان فأفضل العبادات رؤية المعبود في وقت العبادة فإنه أبعد من الزلل .
(وقال ) أبو محمد أحمد بن محمد بن الحسين الجريري بضم الجيم من أكابر أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=14021الجنيد وأقعد بعده مكانه مات سنة 211 (أمرنا هذا مبني على أصلين ) وفي نسخ الرسالة فصلين أحدهما (أن تلزم نفسك المراقبة لله عز وجل ) في حركاتك وسكناتك (و ) الثاني أن (يكون العلم على ظاهرك قائما ) بأن تكون حركاتك وسكناتك موزونة بالشرع نقله nindex.php?page=showalam&ids=12850القشيري سماعا من محمد بن الحسين قال سمعت أبا الحسين الفارسي يقول سمعت nindex.php?page=showalam&ids=13999الجريري يقول فذكره .
(وقال أبو عثمان ) الجيدي النيسابوري (قال لي أبو حفص ) عمرو بن مسلمة الجواد شيخ nindex.php?page=showalam&ids=14021الجنيد (إذا جلست للناس ) أي : لوعظهم (فكن واعظا لنفسك وقلبك ) لينتفعوا بوعظك فإنه إذا صلحت نيتك في وعظ نفسك خرج الكلام من قلبك وله وقع في قلب السامع (ولا يغرنك اجتماعهم عليك ) أي : حولك (فإنهم يراقبون ظاهرك والله رقيب على باطنك ) نقله nindex.php?page=showalam&ids=12850القشيري سماعا عن محمد بن الحسين قال سمعت عبد الله الرازي يقول سمعت أبا عثمان يقول قال لي أبو حفص فذكره إلا أنه قال والله رقيب على باطنك وفي نسخة والله يراقب باطنك (وحكى أنه كان لبعض المشايخ من هذه الطائفة تلميذ شاب ) وكان يخصه و (يكرمه ويقدمه ) على جماعته ويقبل عليه أكثر مما يقبل على غيره (فقال له بعض أصحابه كيف تكرم هذا وهو شاب ونحن شيوخ ) فما السبب فيه فقال أبين لكم ذلك (فدعا بعدة طيور وناول كل واحد منهم طائرا ) الأولى طيرا (وسكينا وقال ليذبح كل واحد منكم طائره في موضع لا يراه أحد ودفع إلى ) هذا (الشاب مثل ذلك وقال له كما قال لهم فرجع كل واحد بطائر مذبوحا ) لأنه لم ير بمكان الذبح أحدا من بني آدم (ورجع الشاب والطائر حي في يده فقال ) له (ما لك لم تذبح كما ذبح أصحابك فقال ) أمرتني أن أذبحه حيث لا يراه أحد وأنا (لم أجد موضعا لا يراني فيه أحد إذ الله مطلع علي في كل مكان فاستحسنوا منه هذه المراقبة ) وقال الشيخ لهذا أخصه بإقبالي عليه .
(وقالوا ) له (حق لك أن تكرم ) ويقبل عليك حكاه nindex.php?page=showalam&ids=12850القشيري في الرسالة بمعناه وفيه دلالة على أن المراقبة لله تعالى أفضل المقامات وإن ارتفعت مقامات العابدين وقوي اجتهادهم فإنهم مشغولون بصلاح قلوبهم وأحوالهم والمراقب لله قد غلب على قلبه نظره إليه في سائر تصرفاته وكان الشيخ يعرف فضيلة هذا الشاب ورفعة مقامه عن بقية تلامذته فكان يقربه لذلك ويخصه بأسراره دونهم فلما بلغه تغيرهم لذلك عرفهم بما أكد رفعة مقامه عليهم ثم علمه بعدم إمكان ما أمر به شيخه يحتمل أن يكون خطر له وقت الأمر به لكنه اتبع أمر شيخه لإقامة الحجة على بقية التلامذة وأن يكون إنما خطر له ذلك بعد مضيه وتفتيشه (وحكي أن زليخا ) امرأة العزيز (لما خلت بيوسف عليه السلام قامت فغطت وجه صنم لها ) كانت تعبده (فقال ) لها (يوسف مالك أتستحيين من مراقبة جماد ولا أستحيي من مراقبة الملك الجبار ) ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=11868أبو الشيخ nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم في الحلية عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين قال لما دخل يوسف عليه السلام عليها البيت وفي البيت [ ص: 97 ] صنم من ذهب قالت كما أنت حتى أغطي الصنم فأنا أستحيي منه فقال يوسف هذه تستحيي من الصنم فأنا أحق أن أستحيي من الله فكف عنها وتركها وروى nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الحلية عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه في قوله ولقد همت به وهم بها قال طمعت فيه وطمع وكان فيها من الطمع إذ هم أن يحل التكة فقامت إلى صنم مكلل بالدر والياقوت في ناحية البيت فسترته بثوب أبيض بينها وبينه فقال أي شيء تصنعين فقالت أستحيي من إلهي أن يراني على هذه السوأة فقال يوسف تستحيي من صنم لا يأكل ولا يشرب وأنا لا أستحيي من إلهي الذي هو قائم على كل نفس بما كسبت ثم قال لا تنالينها مني أبدا وهو البرهان الذي رأى (وحكي عن بعض الأحداث أنه راود جارية عن نفسها فقالت له ألا تستحيي فقال ممن أستحيي وما يرانا إلا الكواكب قالت فأين مكوكبها ) أي : رب الكواكب رواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في الشعب عن nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي قال حدثني رجل من الأعراب قال خرجت ليلة فإذا أنا بجارية تستقي ماء فراودتها عن نفسها فقالت ويلك إن لم يكن لك زاجر من دين أما لك زاجر من كرم فقلت لها مالك لا يرانا إلا الكواكب قالت ويلك وأين مكوكبها .