وقال nindex.php?page=showalam&ids=44أبو سعيد الخدري اشترى أسامة بن زيد من زيد بن ثابت وليدة بمائة دينار إلى شهر فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ألا تعجبون من أسامة المشتري إلى شهر ، إن أسامة لطويل الأمل ، والذي نفسي بيده ما طرفت عيناي إلا ظننت أن شفري لا يلتقيان حتى يقبض الله روحي ، ولا رفعت طرفي فظننت أني واضعه حتى أقبض ، ولا لقمت لقمة إلا ظننت أني لا أسيغها حتى أغص بها من الموت . ثم قال : يا بني آدم إن كنتم تعقلون فعدوا أنفسكم من الموتى ، والذي نفسي بيده إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين " وعن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج يهريق الماء فيتمسح بالتراب فأقول له : يا رسول الله إن الماء منك قريب ، فيقول : ما يدريني لعلي لا أبلغه .
: نجا أول هذه الأمة باليقين والزهد ويهلك آخر هذه الأمة بالبخل والأمل .
وقيل : بينما عيسى عليه السلام جالس وشيخ يعمل بمسحاة يثير بها الأرض فقال عيسى اللهم انزع منه الأمل فوضع الشيخ المسحاة واضطجع فلبث ساعة فقال عيسى اللهم اردد إليه الأمل فقام فجعل يعمل فسأله عيسى عن ذلك فقال : بينما أنا أعمل إذ قالت لي نفسي إلى متى تعمل وأنت شيخ كبير ، فألقيت المسحاة واضطجعت ، ثم قالت لي نفسي والله لا بد لك من عيش ما بقيت ، فقمت إلى مسحاتي .
وقال الحسن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أكلكم يحب أن يدخل الجنة ؟ قالوا : نعم يا رسول الله ، قال : قصروا من الأمل ، وثبتوا آجالكم بين أبصاركم ، واستحيوا من الله حق الحياء وكان صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه : اللهم إني أعوذ بك من دنيا تمنع خير الآخرة ، وأعوذ بك من حياة تمنع خير الممات ، وأعوذ بك من أمل يمنع خير العمل .
* (الباب الثاني في طول الأمل وفضيلة قصر الأمل وسبب طوله وكيفية معالجته ) *
اعلم أن الأمل هو توقع حصول الشيء، وأكثر ما يستعمل فيما يبعد حصوله، فمن عزم على سفر إلى بلد بعيد يقول أملت الوصول، ولا يقول طمعت، إلا إن قرب منها، فإن الطمع ليس إلا في القريب. والرجاء بين الأمل والطمع، فإن الراجي قد يخاف أن لا يحصل مأموله. ويقال لما في القلب مما ينال من الخير أمل، ومن الخوف إيحاش، ولما لا يكون لصاحبه ولا عليه خطر، ومن الشر وما لا خير فيه وسواس. وقصره حبس النفس عنه، يقال قصرت نفسي على هذا الأمر إذا لم يطمح إلى غيره، وقصرت من طرفي لم أرفعه إلى مكروه .
(وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي- كرم الله وجهه- أنه صلى الله عليه وسلم قال: إن أشد ما أخاف عليكم خصلتين ) كذا في النسخ، قال العراقي: صوابه خصلتان (اتباع الهوى، وطول الأمل، فأما اتباع الهوى فأن يصد ) أي يمنع (عن الحق ) أي عن قبوله، وفي لفظ: يضل بدل يصد (وأما طول الأمل فإنه الحب للدنيا. ثم قال: ألا إن الله تعالى يعطي الدنيا من يحب ويبغض، وإذا أحب عبدا أعطاه الإيمان، ألا إن للدين أبناء، وللدنيا أبناء، فكونوا من أبناء الدين، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، ألا إن الدنيا قد ارتحلت مولية ) أي مدبرة إلى دارها (ألا إن الآخرة قد ارتحلت مقبلة ) بوجهها (ألا وإنكم في يوم عمل ليس فيه حساب، ألا وإنكم توشكون في يوم الحساب ليس فيه عمل ) . قال العراقي: رواه بطوله nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في كتاب قصر الأمل، ورواه أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بنحوه، وكلاهما ضعيف اهـ. قلت: روى nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر: "أخوف ما أخاف على أمتي الهوى وطول الأمل". ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12938ابن النجار من حديثه بلفظ: "أخوف ما أخاف عليكم طول الأمل، واتباع الهوى، فأما اتباع الهوى فيضل عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة، ألا وإن الدنيا قد ترحلت مدبرة، والآخرة قد ترحلت مقبلة، ولكل بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل". قال nindex.php?page=showalam&ids=14798العقيلي: فيه يحيى بن مسلمة بن قعنب حدث بالمناكير .
وقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر في التاريخ من حديث nindex.php?page=showalam&ids=8علي موقوفا، وذكره الشريف الموسوي في نهج البلاغة في جملة خطبه ولفظه: "أيها الناس إن أخوف ما أخاف عليكم اثنتان: اتباع الهوى، وطول الأمل; فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة. ألا وإن الدنيا قد ولت فداء فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء اصطبها صلبها، ألا وإن الآخرة قد أقبلت، ولكل منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن كل ولد سيلحق بأمه يوم القيامة، وإن اليوم عمل لا حساب، وغدا حساب ولا عمل". ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في التاريخ، والديلمي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بلفظ: "إن أخوف ما أخاف على أمتي الهوى، وطول الأمل، فأما الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة، وهذه الدنيا مرتحلة ذاهبة، وهذه الآخرة مقبلة صادقة، ولكل واحدة منهما بنون، فإن استطعتم أن تكونوا من بني الآخرة، ولا تكونوا من بني الدنيا، فافعلوا، فإنكم اليوم في دار عمل ولا حساب، وأنتم غدا في دار حساب ولا عمل". وروى nindex.php?page=showalam&ids=12938ابن النجار من حديث nindex.php?page=showalam&ids=8علي: "إن أشد ما أتخوف عليكم خصلتان: اتباع الهوى، وطول الأمل، فأما اتباع الهوى فإنه يعدل عن الحق، وأما طول الأمل فالحب للدنيا".
(وقال nindex.php?page=showalam&ids=44أبو سعيد الخدري ) رضي الله عنه: (اشترى أسامة بن زيد ) الكعبي- رضي الله عنهما- حب رسول الله، وابن حب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- (من زيد بن ثابت ) الأنصاري- رضي اللهعنه- [ ص: 238 ] (وليدة ) أي جارية (بمائة دينار إلى شهر ) قال: (فسمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: "ألا تعجبون من أسامة المشتري إلى شهر، إن أسامة لطويل الأمل، والذي نفسي بيده ما طرفت عيناي إلا ظننت أن شفري ) بضم الشين المعجمة، وسكون الفاء، وهو حرف الجفن الذي ينبت عليه الهدب، والجمع أشفار (لا يلتقيان حتى يقبض الله روحي، ولا رفعت طرفي فظننت أني واضعه حتى أقبض، ولا لقمت لقمة إلا ظننت أني لا أسيغها حتى أغص بها من الموت. ثم قال: يا بني آدم إن كنتم تعقلون فعدوا أنفسكم من الموتى، والذي نفسي بيده إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين" ) . قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في قصر الأمل، nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في مسند الشاميين، nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم في الحلية، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في الشعب بسند ضعيف اهـ. قلت: ورواه كذلك nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر في التاريخ .
nindex.php?page=hadith&LINKID=664446 (وقال صلى الله عليه وسلم: مثل ابن آدم وإلى جنبه تسع وتسعون منية، إن أخطأته المنايا وقع في الهرم ) . قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من حديث عبد الله بن الشخير، وقال حسن اهـ. قلت: هو هكذا في السنن بزيادة: حتى يموت، وقال حسن غريب. ورواه كذلك nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي، والضياء، كلهم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17098مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه. ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الحلية عن nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا محمد بن فراس حدثنا سليم بن قتيبة حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة عن nindex.php?page=showalam&ids=17098مطرف به فذكره. (قال nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ) رضي الله عنه: (هذا المرء، وهذه الحتوف ) أي المنايا المهلكة (حوله شوارع إليه ) أي بارزة إليه مشرعة نحوه (والهرم وراء الحتوف، والأمل وراء الهرم، فهو يؤمل، وهذه الحتوف شوارع إليه، فأيهما أمر به أخذه، فإن أخطأته الحتوف ) ولم تصبه (قتله الهرم، وهو ينتظر الأمل ) .
(وقال nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ) رضي الله عنه: (قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : يهرم ) أي يكبر (ابن آدم، ويبقى منه ) خصلتان (اثنتان ) استعارة يعني تستحكم في قلب الشيخ كاستحكام قوة الشاب في شبابه (الحرص والأمل ) فالحرص فقره، ولو ملك الدنيا، والأمل همه وتعبه، وإنما لم تكبر هاتان لأن المرء جبل على حب الشهوات، وإنما تنال هي بالمال والعمر. قال العراقي: رواه ابن أبي الدنيا في قصر الأمل بإسناد صحيح اهـ. قلت: بل رواه بهذا اللفظ nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد، والشيخان، تعليقا، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي، كلهم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة عن أنس; وفي لفظ nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري: يكبر بدل يهرم. (وفي رواية ) يهرم ابن آدم (وتشب معه اثنتان: الحرص على المال، والحرص على العمر ) . قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بهذا اللفظ. قلت: وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=14724الطيالسي، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان، كلهم من طريق هشام عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس. ولفظ nindex.php?page=showalam&ids=14724الطيالسي: يكبر، ومن طريقه رواه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في الحلية، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث nindex.php?page=showalam&ids=24سمرة، وفي المقاصد nindex.php?page=showalam&ids=14467للسخاوي، وفي لفظ: يشيب ابن آدم وتشب منه اثنتان، وذكر صاحب البستان عن nindex.php?page=showalam&ids=12081أبي عثمان النهدي قال: بلغت نحوا من ثلاثين ومائة سنة، وما من شيء إلا وقد أنكرته إلا أملي فإني أجده كما هو .
(وقال صلى الله عليه وسلم: نجا أول هذه الأمة ) وهم الصحب، والتابعون بإحسان، ومن داناهم من السلف، (باليقين والزهد ) أي بالثقة بالله في أمورهم، والتجافي عن الدنيا بالزهد فيها (ويهلك ) أي يكاد يهلك (آخر هذه الأمة بالبخل والأمل ) . أي بالاسترسال فيهما. والمراد من ذلك أن الصدر الأول قد تحلوا باليقين والزهد، وتخلوا عن البخل والأمل، وذلك من أسباب النجاة من العقاب، وفي آخر الزمان ينعكس الحال، وذلك من الأسباب المؤدية للهلاك. قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في قصر الأمل من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة عن nindex.php?page=showalam&ids=16709عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده اهـ. قلت: وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=13473أبو بكر بن لال في مساوئ الأخلاق، nindex.php?page=showalam&ids=14231والخطيب في كتاب البخلاء، nindex.php?page=showalam&ids=16457وابن لهيعة لا يحتج به .
ثم إن المذموم من ذلك الاسترسال فيه لا قطع أصله، وإليه أشار المصنف بقوله (وقيل: بينما عيسى عليه السلام جالس وشيخ يعمل بمسحاة ) بكسر الميم آلة من حديد (يثير بها الأرض ) أي يخدمها (فقال عيسى ) عليه السلام في نفسه: (اللهم انزع منه الأمل ) فاستجيب له (فوضع الشيخ المسحاة ) وترك الشغل (واضطجع ) على جنبه يستريح (فلبث ساعة ) على ذلك (فقال ) عيسى عليه السلام في نفسه: (اللهم اردد إليه الأمل ) فاستجيب له (فقام ) الشيخ (فجعل يعمل ) في الأرض (فسأله عيسى عليه السلام عن ذلك فقال: بينما أنا أعمل إذ قالت لي نفسي إلى متى تعمل وأنت شيخ كبير، فألقيت المسحاة واضطجعت، ثم قالت لي نفسي والله لا بد لك من عيش ما بقيت، فقمت إلى مسحاتي ) . رواه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في قصر الأمل.
(وقال الحسن ) البصري رحمه الله تعالى: (قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : أكلكم يحب أن يدخل الجنة؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: قصروا من الأمل، وثبتوا آجالكم بين أبصاركم، واستحيوا من الله حق الحياء ) . قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في قصر الأمل هكذا من حديث الحسن مرسلا اهـ. قلت: والشطر الأخير رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي، من حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، nindex.php?page=showalam&ids=14203والخرائطي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة [ ص: 240 ] nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في الأوسط من حديث الحكم بن عمير. (وكان صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من دنيا تمنع خير الآخرة، وأعوذ بك من حياة تمنع خير الممات، وأعوذ بك من أمل يمنع خير العمل ) . قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في قصر الأمل من رواية حوشب عن النبي- صلى الله عليه وسلم- وفي إسناده ضعف وجهالة، ولا أدري من حوشب اهـ. قلت: ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا أيضا في كتاب اليقين، ووجدت بخط الشيخ شمس الدين الداودي ما نصه: هو تابعي صغير، وله رواية عن الحسن في كتاب nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا أيضا اهـ. قلت: هذا التابعي الذي ذكره له ذكر في الحلية في ترجمة nindex.php?page=showalam&ids=17036محمد بن واسع من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16496عبد الواحد بن زياد، قال: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=16871مالك بن دينار يقول لحوشب: لا تبت وأنت شبعان، ودع الطعام وأنت تشتهيه، فقال حوشب هذا وصف أطباء أهل الدنيا، قال nindex.php?page=showalam&ids=17036ومحمد بن واسع يسمع كلامهما، فقال: نعم، ووصف أطباء أهل الآخرة، فقال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: بخ بخ دواء للدين والدنيا. وفي الصحابة اثنان يقال لهما حوشب، كل منهما غير منسوب، لأحدهما رواية في مسند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد، وللثاني في مسند nindex.php?page=showalam&ids=14113الحسن بن سفيان، والنوادر للحكيم، فليحرر. والله أعلم .